الإثنين , ديسمبر 23 2024
نجلاء فتحي و حمدي قنديل

نجلاء فتحي في وداع الحب الصادق في حياتها ..

كتبت / أمل فرج 

أحب حمدي قنديل نجلاء فتحي حتى آخر العمر، رغم تجاعيد الزمن ، رغم المرض ، رغم كل شئ هكذا يكتب الحب الصادق سطور الوفاء ؛ فكان حقا أن تبكيه حتى آخر العمر ..
………………………………

نجلاء فتحي وحمدي قنديل سطر أصيل لقصص الحب الصادق ، الذي قرر أن يعيش بمنأى عن الناس ، ثنائي راقي في نضجه ، ومشاعره ، لم يذبل الحب بينهما مهما طغت علامات السن على أحدهما ، بل رسخت بينهما عمقا زاد من قبضة يد كليهما على الآخر حتى آخر العمر، عاشا يساند كل منهما شريكه في كافة مراحل العمر على مدار ستة وعشرين عاما عاشاها سويا ، بما تحمل من تقلبات الحياة ، ونكباتها ، وأوجاعها ؛ فكان خيرمثال لمراعاة الزوج ورفقه بزوجته حين مرضت مرضا نادرا ، كلفها الكثير من الوقت ، والمال ، والألم دون أن يتألم أو يكل في تحمل آلامها ، لم يفر ، ولم يبدِ مللا ، أولم يفكر في هجرها ،بل زادته المحنة وفاء ،كذلك كانت هي ” نجلاء فتحي ” حين مرض زوجها ، رافقته في تنقلات مرضه خارج مصر وداخلها ، تماما كما كان يفرض عليه حبه لها ووفاؤه الأصيل وقت مرضها الطويل، كانت هذه المرة دور الزوجة لتثبت له نفس عمق الوفاء ، حتى رحل وتركها تقاوم شراسة آلأم فقدان الحبيب الوفي، الأصيل النادر في زماننا ؛ فكان حقا لها تبكيه ونبكيه جميعا ؛ إنه رجل تعود الصدق ، وقول الحق ، الذي لم يهب الدفاع عنه أمام الجميع ، وحارب الفساد والفاسدين ولم يخشَ لومة لائم ..

سنوات طويلة مرت على انطلاق الشرارة الأولى لقصة حب زهرة السينما نجلاء فتحى وزوجها الإعلامي الكبير حمدى قنديل، والتي انتهت بزواجهما، طيلة 26 عاما عاشا خلالها كثيرا من التفاصيل والحكايات، وصنعا عبرها الكثير من الذكريات وخاضا خلالها مواقف وأحداث ساعدت على أن تصبح تلك العلاقة أكثر نضجًا وأصعب من أن تفسدها الشائعات، ولكن كان للموت كلمة أخرى، فقد غيب الإعلامي الكبير اليوم تاركًا زوجته نجلاء على ذكراه وذكرى قصة حب بدأت صدفة ولن تنتهى يومًا أو يخفت بريقها في قلبها.

بداية هذه القصة كما ذكر الإعلامي الراحل حمدى قنديل في مذكراته “عشت مرتين”، حينما أوفد التليفزيون المغربي فريقًا لتغطية فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وطلب منه المخرج التنسيق لإجراء حوار مع الفنانة الجميلة نجلاء فتحى لأنها لم تشارك في المهرجان هذا العام، فاتصل بها لتحديد موعد لتلك المقابلة فطلبت هي ألا يتم إجراؤها في المنزل لدواعى تغييرها الديكور واقترحت عليه أن يتم اللقاء في منزل شقيقتها بالدقى.

مع حفيدة نجلاء فتحي

كان اللواء محمد السكرى، وكيل اتحاد لعبة التنس، هو زوج شقيقة نجلاء، وكان على معرفة بقنديل من قبل، فدعاه إلى العشاء، وحضر حمدى لإجراء اللقاء، كان يتملكه خوف من ألا يجد موضوعًا مناسبًا يمكنه أن يتحدث مع “المرأة الحديدية” فيه، ولكن المخاوف تلاشت بمجرد أن تعرف عن قرب على نجلاء التي كان يناديها كل المقربين إليها باسم “زهرة”، فاسمها الحقيقى “فاطمة الزهراء”، ووجد حمدى في “الشقية” روحًا جذابة مفعمة بالبهجة، وجدها طبيعية بسيطة تلقائية متواضعة، أبعد ما تكون عن الصورة النمطية المعتادة للنجمة السينمائية، وإلى جانب روحها المرحة التي تأكد أنها ستضفي إلى حياته البهجة وذكاؤها الذي اتضح منذ اللقاء الأول فإنه أعجب أيضًا بفكرها اليسارى.

تواصلت اللقاءات، حتى في الصيف حينما سافرت هي مع ابنتها من زواجها الثانى ياسمين سيف أبو النجا، ذات الـ 15 عاما، إلى الإسكندرية تبعها حمدى وتكررت اللقاءات بينهما وكانت ياسمين معجبة بقنديل وكانت تراه زوجًا مناسبًا لوالدتها، وكلما تكررت المقابلات كلما اقترب الثنائى ووجدا من الصفات المشتركة ما يسهل المهمة، فكلاهما يفضلان الاستيقاظ مبكرًا ولعب الطاولة، كما أنهما كانا عاشقين للسفر، ولم تكن هي من محبي السهرات وحفلات المجتمع، وكانت متابعة للشأن العام، تمامًا مثله.

أخذت نجلاء كلام ابنتها ياسمين على محمل الجد فيما يتعلق بحمدي قنديل وزواجها منه، وبعد العودة إلى القاهرة بفترة قصيرة، لم تذهب إلى النادي كعادتها، فاتصل هو ليطمئن عليها، فأكدت له أنها لم تمارس الرياضة في هذا اليوم لأنها لم تذهب إلى النادي، وحينما سألها عن السبب، أكدت له أنها كانت مستغرقة في التفكير في أمر هام بالنسبة لها، وقالت مباغتة “أنا هتجوزك النهاردة”، وكان رده يسيطر عليه التوتر فقال لها دون أن يدرك تمامًا ما يتفوه به من كلمات من هول المفاجأة “عظيم عظيم”، ولم تمنحه “الشقية” مساحة للتفكير وسألته “معاك بطاقة شخصية؟”، ولم يكن يمتلك واحدة في هذا التوقيت، فطلبت منه أن يأتي إلى منزلها في الخامسة عصرًا ومعه جواز سفره لإتمام الزواج، وسألته من جديد “موافق ولا هترجع في كلامك”، فرد ردًا حاسمًا “موافق أكيد”.

“إحنا بيننا إعجاب شديد ونحن لسنا في قصة غرام ملتهبة كما أننا بالغان وتزوجنا من قبل، ولن أحزن عليك إن تنصلت من الأمر لأنك وقتها لن تكون بقدر الثقة التي وضعتها فيك وفى رجاحة عقلك”، كان هذا ردها عليه حينما سألها ماذا لو قابل طريقة عرضها المفاجئة للزواج بالمماطلة في القبول.

وعن سر إقدامها على خطوة طلب الزواج منه قالت نجلاء في لقاء تليفزيوني “كنا أصدقاء جدًا، وشعرت بارتياح نفسي تجاهه، وكنا نتحدث سويًا عبر الهاتف لوقت طويل، وكنت أستشيره في العديد من المواقف والأحداث، وكنت أشعر بسعادة بالغة حينما كنا نتناول العشاء معًا، كما أننى كنت فخورة ومنبهرة به، رغم أن كلمة انبهار صعبة بالنسبة لى”.

وأثناء عقد القران فوجىء الشيخ أحمد عبد الحكم الدويك، مأذون المشاهير، كما أكد في إحدى اللقاءات التليفزيونية، أنه حينما دخل إلى نجلاء للتوقيع على عقد الزواج كانت تضع قدميها في طبق ماء حتى “تعمر” مع زوجها لأطول فترة ممكنة كما أشار إلى ذلك بعض المعارف، وتم الزواج في 19 سبتمبر عام 1992، وكانت نجلاء هي الزيجة الثالثة لحمدى قنديل، أما هو فكان الزوج الرابع، واعتزلت نجلاء الفن بعد الزواج بمحض إرادتها لشعورها بأنها قد “شبعت” من القدر الذي حصلت عليه من الشهرة والمال، وكان حمدى رافضًا لهذا القرار وحاول معها كثيرًا لإثنائها عن هذا القرار ولكن محاولاته باءت بالفشل، واحترم هو قرارها في النهاية.

كادت نجلاء أن تكون أمًا للمرة الثانية من قنديل بعد عامين من زواجها، ولكن الحمل لم يكتمل، ولم يؤثر هذا الأمر عليهما بل وطد أكثر من علاقتهما، وعن هذا الأمر تحكى نجلاء في إحدى حواراتها الصحفية أنها كانت أسعد إنسانة حينما كانت “حامل”، وحزنت بشدة حينما تعرضت للإجهاض، وأرجعت هذا الأمر إلى المجهود الكبير الذي بذلته في المغرب أثناء حضورها مسابقة فروسية يشارك فيها أطفال من العالم، فقد تحركت كثيرًا وكانت تشعر بتعب في اليوم الأخير، ورغم هذا سافرت مع زوجها إلى إسبانيا لزيارة شقيقته، فزادت آلامها وقرر الأطباء إجراء عملية الإجهاض فورًا حفاظًا على صحتها، وأعربت فيما بعد في أحد الحوارات الصحفية أنها كانت تتمنى الإنجاب من حمدى قنديل.

“ربنا وفقنى بإنسان على خلق عال وطيب وحنون، به مميزات كثيرة، وأعتقد أن ذلك بسبب دعاء أمي لي، فهى كانت تحبني حبًا شديدًا”، هكذا تصف نجلاء زوجها حمدى في لقاء مع برنامج “سهرة عائلية”، وكان لنجلاء دور عظيم في حياة قنديل، فقد كانت لها يد في كثير من النجاحات التي حققها منذ زواجه منها وكانت تبث في بيته سعادة وبهجة، كما أنها كانت دافعه للاستمرار في كل خطوة من خطوات مسيرته الإعلامية الناجحة، كما أكد هو في أحد اللقاءات التليفزيونية، ومن الأمور الصغيرة التي يذكرها الراحل حمدى قنديل عن نجلاء ومواقفها معه، حينما كان يجري لقاء مع الدكتور بطرس غالي في باريس، وقبيل إجراء اللقاء كان وجه بطرس غالي شاحبًا ومرهقًا فطلب أن يتم وضع القليل من المكياج لكى يبدو بمظهر جيد على الشاشة، ولكن حمدى اعتاد على ألا يعتمد على فريق عمل معه لتحضيره للظهور، فأنقذت نجلاء الموقف ووضعت هي المكياج لـ”غالى”.

كانت نجلاء تلازم حمدى قنديل، وكانت هي سنده وقت الشدة ورفيقته خلال محطاته المختلفة في هذه الحياة، وهكذا ظلت حتى فاضت روحه إلى بارئها في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس عن عمر يناهز 82 عاما، رافقته حتى وارى جثمانه الثرى وودعته بدموع حارة وقلب محزون على الحبيب الراحل الذي عاشت معه قصة كانت شعارها الإخلاص والحب والوفاء.

شاهد أيضاً

الأقصر

إسرائيل تحذر من السفر إلى مصر.. تهديد وشيك!!

تدرس أجهزة الأمن الإسرائيلـية إصدار تحذير للمواطنين من السفر إلى مصر بمناسبة اقتراب عيد “الأنوار” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.