محفوظ مكسيموس يكتب : رواد الإمتلاك & إخضاع الكوكب )
1 نوفمبر، 2018 مقالات واراء
إجتمع ثلاثة من أرباب الإقتصاد في العالم في إجتماع مغلق لوضع خطة للهيمنة علي العالم و لم يستغرق الأمر أكثر من دقائق معدودة و إنتهي ال ( Meeting ) بعد إستحسان ما طرح من الثلاثة أطراف وكانت خلاصة ال ( Argument ) كالآتي :
الأول : يجب علينا أن نهتم بالتعليم جدا و ندعمه بكل ما نملك و نخصص له ميزانيات شبه مفتوحة و نضع ما يتناسب مع أجندتنا لندير الكوكب حسب مشيئتنا.
الثاني : يجب علينا أن نهتم بتضخيم مشكلة( الماء ) التي تهدد الكرة الأرضية بأسرها و من هنا نستطيع أن نتحكم في الشعوب .
و أما الثالث فرفع نضارته المقعرة لتظهر ملامحه غير الراضية تماما علي طرح أصدقائه و تفوه بثقة العالم بعد أن أشار لهم بالجلوس ووقف كرئيس المأدبة قائلا:
إقتراح كليكما مرفوض فهناك المفتاح السحري للتحكم في العالم دون مجهود و ميزانيات مفتوحة و لا أموال طائلة . ( الدين ) يا سادة هو مفتاح الهيمنة وهو زر التحكم الكامل فعلي سبيل المثال سندعم ( شعب الله المختار ) وسنذكرهم بأنهم مازالو شعب الله الوحيد الأوحد وسنبارك إنتظارهم للمسيا المنتظر و سنخصص لهم أجزاء من منابر إعلامنا لنطعن في كل مقدسات تتعارض مع فكرهم و لنعلن تعاطفنا الكامل مع الأقلية المسكينة الذين يدعون أنهم شعب الله المختار.
و في نفس الوقت سندعم هؤلاء الذين يدعون أنهم خير أمة أخرجت للناس و سنساندهم أيضا بكل ما نملك لينشروا أيدولوجيتهم و لنبقي الصراع بينهم قائما و لنثير الفتن والحروب بين طوائفهم المتناحرة و لنتابع عن كثب لعدم إخماد النيران المتقدة لتطيل آلسنتها كل أخضر ويابس .
و أما عن هؤلاء الذين يدعون أنهم أبناء الخلاص أو ( أتباع المسيح ) فلنعمل جاهدين لدعم كل طائفة و لنزيد من عدد الطوائف و نقنع كل مجموعة أنها صاحبة الحقيقة المطلقة و يجب عليها أن تحارب البدع الآخري و أن تقف بالمرصاد ضد الهرطقات و نصب جم إهتمامنا لنشر الصدام والتخوين و التحقير من شأن بعضهم البعض ولندعم الطعن في التفاسير ومن الناحية الأخرى سناسد المدافعين أيضا علي نفس الأفكار .
و أما الفكر الإلحادي فهو إتجاه مقدس أيضا و سندعمه كنوع من الحرية الشخصية و حرية العقيدة و في نفس الوقت سنساند كل من يحارب الإلحاد بشدة لتأجيج الخلاف و الإختلاف في الرؤى . سنكون من صنع الجريمة وأيضا من يتلقون العزاء . سنبقي متعاطفين مع الآقليات ولا نغفل أبدا أبنائنا العنصريين المتعصبين . سننادي بالمساواة و ندفع لكل من يدعم الطبقية . سوف ننصف المرأة و نكافئ من يحتقرها. سوف نشعل النيران و نثني علي من يخمدها . سنندد بالعنف و الإرهاب في نفس الوقت الذي نتبني مراكز تدريب هؤلاء الذين يبثون في الأرض فسادا .
سنمنح الجوائز و نهدي النياشين لكل إصلاحي و نقيم الموائد و نكرم المخربين و سنصنع منهم شخصيات عامة و مرموقة .
وعندما إنتهي من كلامه الصائب إجهشوا جميعا بالبكاء لأنهم علموا أن أتوبيس أطفال مدارس في اليمن قد تم قذفه وقتل كل من فيه فكانت دموعهم مشاعر مختلطة تجمع بين فرحة الإنتصار و حزنهم المزيف.