فالمسيحية لا تدرك إطلاقاً لغة الانتقام والموت والحقد، بل هي تَجَدُّد وانبعاث وعدم انتهاء، ولا يمكن أن يكــــون المسيحي تنيناً يحرق الآخر، ولا ينفث سمّه بعمق الكراهية في مسيرته إزاء الآخرين، بل نعمة يحمل آيات السلام والمحبة والغفران… لذا علينا جميعاً أن نعمل بحكمة الحيّات ووداعة الحَمام، فنظهر الظلم وذيوله، ونعلن الحق وراياته، كي لا تصبح مسيحيتنا مجرد هوية نحملها، وكي لا تكون صلواتنا طلبات لنا ولأجلنا ولأحبّتنا، بل لنشارك أعداءنا ومضطهدينا، كي لا نمجّد أنفسنا ونسبّح أعمالنا، بل الحقيقة تدعونا إلىي تمجيد الله يقول الكتاب المقدس في سفر التثنيه اصحاح ٣٢ وعدد ٣٥ 32:35 لِيَ النَّقْمَةُ وَأَنَا أُجَازِي. وَفِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ فَيَوْمُ هَلاَكِهِمْ بَاتَ وَشِيكاً، وَمَصِيرُهُمُ الْمَحْتُومُ يُسْرِعُ إِلَيْهِمْ، 32:35 To me belongeth vengeance, and recompence; their foot shall slide in due time: for the day of their calamity is at hand, and the things that shall come upon them make haste. Deuteronomy32:35 KJV وفي العهد الحديذ في روميه ١٢وعدد١٩ 12:19 لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ دَعُوا الْغَضَبَ لِلهِ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». 12:19 Dearly beloved, avenge not yourselves, but rather give place unto wrath: for it is written, Vengeance is mine; I will repay, saith the Lord. Romans 12:19 KJV احذ الثأر، وهو أمر أنهى الله عنه، ورفضه ) تث 32: 35 ورو 12: 19). وحذر الله الإنسان من ذلك وإلا فيكون مفتريًا على الله ويستحق العقاب. وورد هذا النهي والتحذير في العهدين القديم والجديد. وبينما أنشئت مدن الملجأ للنجاة من الانتقام، في العهد القديم (تث ص 19)، نادى المسيح، في العهد الجديد، بالغفران (مت 6: 12 و18: 21-34). أما نقمة الله فليست بالمفهوم الإنساني أنها تأديب. عاقبه. والانتقام: الجزاء بالعقوبة، أو الأخذ بالثأر. وكانت القوانين -في العصور القديمة- تتيح لولي الدم (أقرب الناس للقتيل) أن يقتل القاتل المتعمد (عد 35: 16 – 21)، ولكن الشريعة أمرت بتعيين ست مدن للملجأ، ليهرب إليها القاتل بلا تعمد، فينجو من انتقام ولى الدم، ويقيم في مدينة الملجأ إلى موت الكاهن العظيم (عد 35 ويقول الله: “لي النقمة والجزاء”(تث 32: 35 – 43)، ولذلك يصلي المرنم لله لينتقم لدم عبيده (مز 79: 10، 94: 1، ارجع أيضًا إلى 2 صم 18: 31، 22: 48، إش 34: 8، 35: 4، 59 : 17 إرميا 11: 20، 15: 15، 20: 12… الخ). وانتقام الرب ليس عن حقد، بل لأنه قدوس وله السلطان المطلق للتأديب والدينونة في العهد الجديد، أن المؤمن عليه أن يصفح ويغفر، فيقول الرب في الموعظة على الجبل: “أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم” ( مت 5: 44). وقد عَلَّم تلاميذه أن يقولوا في الصلاة: “اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا” (مت 6: 12). صلاتي ان الرب يساعدنا حتي لا ننتقم لانفسنا بل نترك الامر للرب وايضاً نعيش تعاليم المسيح وهي التسامح والغفران لكل من يسي إلينا امين .
الوسومالقس د. بطرس فلتاؤوس
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …