بقلم الكاتبه إيناس المغربى
ألسنة الخلق أقلام الحق !!!
كيف تكون ألسنة الخلق أقلام الحق؟؟!!
قد يتساءل المسلم أحياناً عمَّا إذا كان الله تعالى راضياً عنه أم لا، وقد يفكِّر فيما يؤدِّيه من الطاعاتٍ والقرباتٍ ؛ والأعمال الصالحه هل قُبِلت عند الله تعالى أم لا ..؟
فلقبول تلك الطاعات والعبادت والأعمال الصالحه شروط!!
أولها وأخرها هى الآخلاص فى العمل ؛ وأن يكون خالصآ لوجه الله تعالى لا يصاحبه رياء ؛ ولا نفاق؛ فعندما يقوم العبد بعمل ما ؛ لابد أن يكون رجاؤه هو أن يقبله الله منه؛ وأن يرضي عنه جلّ شأنه ؛وأن يحمده ربه على ذلك؛ وأن لا ينتظر الثناء والشكر من الناس ومدحهم إياه
فمن علامات رضا الله تعالى عن العبد أن يوفِّقه إلى فعل الطَّاعات وأداء القربات ؛ وييسِّر له أسبابها.
كذلك هناك دلائل تدل على قبول العبد عند الله!!
كلام الناس لك أو عليك عند الله شهادة !!!
أى أن ألسنة الخلق أقلام للحق ؛ تشهد ضدك او معك .
فالمؤمن له البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، فأما بُشراه في الدنيا فإنه يعمل العمل الصالح فيورثه ذلك محبة الناس له والثناء عليه وذكره الحسن في كل المجالس.
ومما لا شك فيه أن شهادة الناس لك لها عند الله شأن عظيم وشفاعة محمودة .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلَأَ اللَّهَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ خَيْرًا وَهُوَ يَسْمَعُ ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ شَرًّا وَهُوَ يَسْمَعُ”رواه ابن ماجه: 4214 ، وصححه الألباني.
أى أن يهيئ الله للعبد حب الطاعات وييسر له ذلك ؛ بتعامله مع الأخرين ؛ معامله ترضي الله ورسوله؛ فى شتى المجالات؛ وفى مختلف النواحي ؛وأن يقف إلى جانب كل من يحتاج إليه؛ وأن يسدي إليهم كل معروف؛ ويقدمه لهم أبتغاء مرضاة الله.
فكان لزام هذا الإخلاص أن يعضده الله بحبه؛ فييسر له حب الناس والثناء عليه ؛ فى غدوه ورواحه؛ وفى بعده وقربه ؛ فينتشر الثناء عليه بين الناس ؛وهو يسمع ذلك ؛ فيزداد خيرآ ؛ ويكون ذلك بشرى له؛ والعكس ما عكسه
والمؤمن دائمآ لا يعمل العمل إلا خالصآ لوجه الله ، فيكون من نتائجه الطيبة العاجلة: المدح والثناء.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ ، قَالَ: تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِن”. رواه مسلم
فلا بد لكل مسلم أن يهتم بأفعاله؛ وأعماله؛ وليحسن إلى الناس جميعآ ما استطاع خصوصا الجيران ؛ لأن شهادتهم أبلغ الشهادات.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملت به دخلت الجنة؟ قال : كن محسنا.
قال : كيف أعلم أني محسن قال : سل جيرانك فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن وإن قالوا إنك مسيء فأنت مسيء” رواه الحاكم وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ، وصححه الألباني.
ومعنى إذا (أثنى عليك جيرانك ) أي الصالحون للتزكية وليس من كان فاسق أو كاذب أو منافق.
ومن عظيم قيمة هذا المدح أنه يكون دليلا على أن الرجل من أهل الجنة إن شاء الله تعالى
فكيف إذا كنت فظآ ؛ غليظ القلب ؛ متبجحآ على الله؛ تنهر اليتيم؛ تؤذى المسكين؛ لا تُعين ولا تلين !!
هل كانت ألسنة الناس تلهج عليك بالذكر الحسن !!؟
والعكس ما عكسه ..
ولذلك عندما مرت جنازة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحديث
( عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرآ ؛فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) ثم مروا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرآ فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرآ فوجبت له الجنه؛ وهذا أثنيتم عليه شرآ فوجبت له النار؛ أنتم شهداء الله فى الأرض.
فهذا يؤكد لزوم العبد للتقوى والأخلاص فى العمل وأن يكون خالصآ لوجه الله.
قال صلى الله عليه وسلم : إذا أحب الله العبد نادى جبريل؛ إن الله يحب فلانآ فأحببه؛ فيحبه جبريل؛ فينادى جبريل فى اهل السماء: إن الله يحب فلانآ فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء ثم يوضع القبول له فالأرض)
أى يحدث له فى القلوب مودة ويزرع له فيها مهابة فتحبه القلوب ليس لقيد أو شرط ؛ أى ليس محبة لصلة صداقة ولا قرابة ؛ إنما هي محبة إلاهيه وضعها الله فى قلوب خلائقه لهذا العبد المخلص الصالح.
فحسن الثناء وضده علامه على ما عند الله تعالى للعبد..
وإطلاق ألسنة الخلق ؛ التى هى أقلام الحق ؛ تشهد على أن
ما بدأت به سوف تنتهى إليه.
وفى نهاية مقالي أتوجه بقول الله تعالى لكل منافق ؛ مرائي ؛ بقوله :
(لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم)
الوسومإيناس المغربى
شاهد أيضاً
قلوصنا ورحلة السنين
نبذة صغيرة عن تاريخ قرية قلوصنا التابعة لمركز سمالوط محافظة المنيا ذكر أقلاديوس لبيب أن …