الأحد , ديسمبر 22 2024
جمال خاشقجي

قراءة في مصرع خاشفجي عجين الفلاحة .

بقلم : ناصر النوبى.
اشتعل العالم فجأة واصبحت هذه الجريمة الشنيعة علي كل لسان
،والمدافعون والمتعاطفون اجراميا ،ظنوا ان غباء تنفيذ الجريمة اوقع حكم بن سلمان في براثن الاطاحة الامريكية ،والضغط الامريكى ،ويعتقدون ان الجريمة ربما كان من الافضل بطريقة مختلفة ،كأن تصدمه سيارة مسرعة ،او ان يلقى فى الربع الخالى من طائرة حربية ،تقوم بالقاؤه في الصحراء او يلقى فى حقل بترول مغلى ، الخ من الطرق الاجرامية والذكية ، وكنت اقرأ ذلك على صفحات التواصل ،وفى الاحاديث اليومية ،، وابهرنى تطور العقل الاجرامى لفئات كثيرة من الناس! بينما ارى ان الطريقة التى حدثت بها الجريمة تؤكد انها اشنع جرائم الاغتيال السياسى منذ زمن بعيد ، فكيف تقتل خصمك وهو فى بيتك وبيته ،فالسفارة او القنصلية هى ارض سعودية وهى المكان الذى يجب ان يشعر به الجميع انهم فى بيتهم ،فمن دخل بيت ابى سفيان فهو ءامن ..ءامن..! هنا يأخذنا الحديث ان الجريمة تصنف غدر !

فمن منذ متى تخلى العرب عن اصول الجريمة واصبحت جرائمهم
تتشابه مع قطاع الطرق لقوافل الحجاج ، ان تاريخ الجريمة العربى
ينقسم لنوعين ، نوع يتسم بالأصول والاعراف انك لا تقتل عابر سبيل ،انك لا تقتل اعزل وانت مدجج بالسلاح ،انك لا تهجم على فرد اعزل فى عدد من الرجال فى مواجهة فرد واحد ولا تكون مثل الذئاب التى تهجم بشكل جماعى على الضحية والفريسة ، انك لا تثأر من امرأة ، انك لا تقطع او تحرق الشجر ، وان هذا النوع يؤكد بربرية الجريمة وربما يؤكد ان جرائم الاعراب تختلف عن جرائم العربى الحر الأصيل ،الذي قرأنا تاريخهم الاجرامى حتى مع الخلفاء مثل عمر ،وعثمان ،وعلى ..وغيرهم،،

النوع الثانى من الجرائم لايتمسك بالاعراف وبقانون القبيلة وهو قانوع الفرع الاسفل اصلا وفصلا…وجيناتهم البربرية هي ما تحدد شكل الجريمة
الا يعرف هولاء ان سيد الاخلاق جميعا ولد بمكة ويرقد فى سلام بالمدينة !
لكن آلهة الشر لا يتسمون بالذكاء ،ففى التاريخ السحيق قتل قابيل هابيل وكان اخوه ،وقتل ست اوزوريس وكان اخوه ،…وكان الانسان ظلوما جهولا ..

وقاتلا وفاسدا..وكانت الملائكة تعلم ذلك وكان رفضها واعتراضها مقبولا من الله وقال لهم انى اعلم ما لا تعلمون!

خاشوقجى تم اغتياله غدرا ، وربما تصبح هذه الجريمة نذير شؤم
على المملكة ،وعلى حكم بن سلمان فى ظل الامبريالية والامبروطورية الامريكية التى تحكم العملاء والممالك والجمهوريات التى تلبد فى الدرا وتقوم بعمل عجين الفلاحة بعد ان تخلت عن دورها الحضارى والتاريخى ، واصبحت الخريطة بلا كبير والكل اصبح صغيرا ،بعد ان افقد الكبير دوره بنفسه ،واسقط عن نفسه المسؤلية التاريخية فى قيادة المنطقة ،فكل من قام بهذا الدور اثبتت الايام ان له دورا اخرا ليس منها زعامة ،فقد خرجت التصريحات الامريكية تؤكد ان الامبراطور الذى احتل ارادة وكرامة العالم العربى دون جيوش منتصرة ،يبتز ويسلب وينهب

على طريقة راعى البقر الخليج امارة تلو امارة وهو صاحب القرار
فيمن يبقى بالعرش ،ومن يذهب مع الريح الاطلنطى ،! انها مهزلة حقا وعار ما بعده عار ،ان يأتي الزمان الذى يصبح فيه العرب بهذا
الشكل المضحك وهم احفاد خالد بن الوليد ، واسامة ، وعقبة بن نافع ،، ! لكن يبدو انهم يقعون الآن فى شر اعمالهم فقد اعماهم المال والسلطان ، ، فاصحبوا بنعمة ربهم كافرين ، او ربما
الحنين للبكاء على الاطلال ،والتغزل فى الناقة ،والعودة للخيام!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.