بقلم : شحات خلف الله عثمان
ما اكثر أهتمامنا بالحفاظ على الصورة رغم ان البرواز مهترئ ومكسور ، براويز لأماكن وألقاب وصفات نراها كأطارات تبدو للناظر انها براقة تلفت الأنتباه فقد تم وضع مواد صبغية ومساحيق تجميل كثيرة عليها حتى أنطبق عليها المثل القائل ( لبس البوصه تبقى عروسه ) وحقيقتها من الداخل الهشاشة ونخر السوس فى قلبها حتى كادت أن تسقط مغشياً عليها من هول ما يعتريها من نفاق ودسائس وحب الذات .
الكثير يهرول لتلك البراويز ليضع نفسه فيها رغم علمه اليقينى انها فاقدة لمصداقيتها وأن الجميع يلعنها كالخطيئة أو المبشر بالأنثي فى زمن الجاهلية حيث يرغب فى وأدها ويتوارى من القوم من سوء ما بُشّرَ به .
ونعرج بك اخي القارئ الكريم الى تساؤل تبادر الى الذهن اثناء كتابة الحروف والسؤال هو : ما هو شعورك وانت وسط برواز بهذه المفاهيم ؟
العجيب فى الأمر أن صاحب الصورة يرى انه فاز الفوز العظيم والربح الوفير والتميز منقطع النظير لمجرد انه دخل فى كادر البرواز والجميع يهلل ويطبل ويصفق وكأنه فك طلاسم غيبيات الكون وخفاياه المجهولة وبينهم وبين انفسهم يعلمون ان كادر البرواز سرطان رجيم لا علاج له الا بالتدخل الجراحي ولا يصلح معه ترميم او علاج مهدئ .
يوماً من الأيام كان البرواز لا حول له ولا قدرة على تجميل صورته ربما لكونه كان يقف عاجزا خلف أسوار شاهقة تحجبه عن البشر وعن النفس أيضا ورغم حالته تلك كانت الصور تركض وتلهث للوقوع فى أحضان خطاياة والتنعم بما لذ وطاب من موبقاته ونزواته .
البرواز العفن لن يكون يوماً إطار لصورة جميلة ترتاح لها الأعين وتخترق بها القلوب حتى لو كان برواز ذهبيا فالظاهر غير الباطن وشعاع الباطن غالب دوماً ، وجمال الصورة بجمال روحها وتفردها فى تعابيرها دون نظر الى بروازها هكذا تقاس الأمور بمعيار المعادن الثمينة .
ختاما .أجعل صورتك ذات كاريزما بمشاعر راقية وأخلاق يغبطك عليها الأخرين وأبتعد عن اى برواز مهترئ باطنة العفن وخارجة سراب النجومية والفروسية المصطنعة فعند هطول الأمطار تذوب المساحيق وتشوه معالم الصورة فتصبح باهتة لا لون ولا تعابير لها .