الأربعاء , يوليو 17 2024
الوضع العربى

الحلم العربي والوهم العربي .

إبرام رفعت

ساندت مصر الثورات العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي بالغالي والنفيس من أجل التحرر من الأستعمار وتحيقيق القومية العربية لمواجهة قوي الأستعمار والأمبريالية العالمية . وحقيقة ان الأمة العربية تشترك في مجموعة من المقومات التي تعطيها شخصية متميزة مثل <وحدة اللغة >التي تصنع وحدة الفكر والعقل ، كذلك تملك <وحدة التاريخ> التي تصنع وحدة الضمير والوجدان ، ايضا تملك < وحدة الأمل > التي تصنع وحدة المستقبل والمصير؛ وعلية فحقيقة الوجود العربي باتت أمر واقع، هكذا رأت مصر في تلك الأيام ، فتحققت الوحدة العربية بين مصر و سوريا تحت مسمي < الجمهورية العربية المتحدة > حتي تم الأنفصال في سبتمبر 1961 بعد الأنقلاب الذ قاده العقيد عبدالكريم النحلاوي < مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر> علي الوحدة فتم الأنفصال ، وعادت كل منهم دولة مستقلة بذاتها بعدما كانوا دولة واحدة . وبعد مرور سنة من الأنفصال بين مصر وسوريا اندلعت ثورة اليمن ، فساندت مصر ثورة اليمن بكل ما تملك من أجل استعادة اليمن من رجعية وخزعبلات العصور الوسطي بعد ان اخرجها حكم الأمام خارج الزمن وخارج طور الإنسانية ، ومن أجل تحقيق الوحدة العربية بين مصر واليمن . ومرت السنوات وهزم العرب في يونيو67 نتيجة الأنقسام والتناحر ، لكن تجسدت العروبة في أبهي صورها في أكتوبر73 فتحقق النصر للعرب علي عدو العرب ، لكن لم يدم التفاهم العربي طويلا فحدثت القطيعة نتيجة معاهدة كامب ديقيد . ومرت السنوات وزادت الفرقة بين العرب واصبحت الأمة العربية معسكرات متناحرة وانقسمت الي < حلف مقاوم > و < حلف ناتو عربي > واصبح العرب لايفعلون شيئا سوي محاربة بعضهم ، وخيانة بعضهم وكل طرف يري انه مؤيد من السماء وان تأخر النصر فهو ابتلاء . بعدما صار العرب جثث ودماء وقد زاد علينا البلاء هل يوما ما يخرج رجلا رشيدا يعيد شمل العرب ويوحد جمعهم ، وهل ان وجد ذلك الرجل ، هل يستطع في ظل التباين الثقافي بين العرب توحيدهم ، هل يستطع في ظل التفاوت الطبقي بين المجتمعات العربية تحقيق ذلك ، والأهم من ذلك في ظل تعارض المصالح بين العرب ، كذلك في ظل العته العقلي ، والغياب عن العصر والتصارع بينهم والتسارع مثل ملوك الطوائف لدفع الجزية للملك ألفونسو نكاية في بعضهم واثباتا لوجهات النظر ، فقد حدث ذلك من دولة عربية مع الملك ألفونسو ترامب ، وفي نفس الوقت هناك دولة ابيدت تحت وابل من رصاص وطائرات هذة الدولة . فاذا كنا نحلم بالوحدة العربية فان ذلك نوعا من أحلام اليقظة فقد ذبحت بغداد وذبح الشام ، وذبحت اليمن ، ودمرت ليبيا ويبقي السؤال الحائر متي تتوحد الشعوب العربية.

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.