د./ صفوت روبيل بسطا
الأنبا بيشوي ..مطران دمياط ..سكرتير المجمع المقدس .. رئيس المجلس الأكليريكي.. المسئول عن المحاكمات الكنسية .. الرجل الثاني .. الرجل الحديدي ..الألقاب كثيرة جدا جدا .
الأنبا بيشوي بأختصار هو حامي الإيمان الأرثوذكسي المستقيم للقرن ال21 (أثناسيوس جيلنا هذا )
وهو حائط الصد الذي كنا نثق فيه ضد أي مهرطق أو خارج عن الإيمان وما أكثرهم في أيامنا هذه !!؟
من هؤلاء من تهلل وفرح وظهرت الشماتة في رحيله بطرق مباشرة وغير مباشرة !!؟
تهللوا كما تهلل الأريوسيين بنياحة البابا أثناسيوس الرسولي ! وشماتة كشماتة النساطرة في إنتقال البابا كيرلس عمود الدين !
ومنهم من أراد أن يكسب ود الأقباط وحزن الأقباط علي هذا العملاق وبدأ يظهر (بخبث !) من حب له ولتاريخه ومواقفه التي كان قبل قليل يعتبرها غطرسة وتكبر و(جلافة) وظالم وغيره !! كل هذا يتحول بقدرة قادر إلي ( الأنبا بيشوي .. العالي والسامي ) وعجبي !!!؟؟
الأنبا بيشوي كان صوت الحق لمن حاد عن الحق وكان صوت الضمير لكل من ترك ضميره .
في وجود الانبا بيشوي كنا ننام ومطمئنين علي الإيمان لانه كان حارس أمين علي الوديعة الارثوذوكسية من الذئاب الضالة الخاطفة .
الأنبا بيشوي الوحيد الذي كان يتصدي لأي معتدي علي مسيحيتنا كما في رده علي يوسف زيدان وروايته الشيطانية (عزازيل ) !!؟
وأيضا تصدي بالرد علي مطران بيريا اليوناني (الانبا سيرافيم) في تطاوله علي كنيستنا القبطية !!؟
أو ضد تطاول وشحطات بعض قادة الطوائف الأخري المعاندين والمهاجمين لإيماننا الأرثوذكسي المستقيم
الأنبا بيشوي كان لا يجامل أحدا ولايتهاون أبدا في حق كنيسته وإيمانه.
الأنبا بيشوي كان حارس علي التراث الأبائي من غير فلسفة أو تغيير حرف من الأيمان الذي تسلمناه من أبائنا الرسل إلي عهد البابا شنودة (لدرجة ان من التهم الموجهة له أنه كان تقليدي) !!؟، وكانت أهم كلمة يقولها الأنبا بيشوي …(كما علمنا البابا شنودة) …
تاريخ الأنبا بيشوي في الكنيسة … ينطبق عليه القول أنه (قد وضع لسقوط وقيام كثيريين ) فهو كما عضد وحافظ ودافع وحاور وساعد وسند الكثيرين فهو أيضا أسقط وطرد وشلح وطهر ونظف الكنيسة من المبتدعين ومن المهرطقين .
تباركت بمعرفة والتقرب من طيب الذكر نيافة الأنبا بيشوي مثلث الطوبي والرحمات عندما كان المسئول الباباوي عن كنيستنا القبطية باليونان ولمدة 15 سنة تقريبا
لم ولن أجد شخصية مثل هذه الشخصية النادرة في كل شيئ.. في قوته ووداعته، في دقته وبساطته ، في حزمه وتفهمه.. في صرامته ورقته
في عدله وحنيته ..في كبريائه وفي تواضعه
وكما قال عنه البابا شنودة …( الأنبا بيشوي يقعد يدرس ويسأل ويحلل أيام وليالي ويعطي كل واحد حقه يدافع عن نفسه حتي لا يظلمه وفي النهاية يعطي القرار العادل (هذا كان عن شلح أي كاهن)
ومرة أخري قال عنه البابا شنودة أيضا عن موضوع الشلح …. (لما نرسل ورق كاهن الأنبا بيشوي كأننا بنرسل أوراقه إلي فضيلة المفتي) .قالها قداسته بأبتسامته المعروفة
في محبته للعمل المستمر والمتواصل حتي في أوقات السفر لا يضيع وقت سواء في القراءة اوالبحث من غير نوم أو راحة !!!! وهذا لمسته بنفسي وعن قرب
في سنة 2008 وكنا في مجلس الكنيسة وكان فيه أجتماع مع الأنبا بيشوي في فندق البريذدنت في أثينا (اليونان)، وأمتد الوقت من 9 مساءا إلي ال4 فجرا .. وانا أشاهد سيدنا في قمة نشاطه وحدة ذكائه وقمة حيويته وأنا عن نفسي تعبت جدا وأردت أن أستأذن من نيافته لترك الاجتماع ،
فأقتربت من نيافته وطلبت منه قبل الذهاب أن.. يحاللني لأنني لا أريد الاستمرار في مجلس الكنيسة ولا أريد ترشيح نفسي للأنتخابات القادمة ، ففوجئت به يمسك بيدي لمدة لا تقل عن ربع ساعة ، لانه كان لقط كلمة من أحد الأعضاء وأراد أن يشرح له و(يظبطه)! قبل أن يرد عليا ،
ثم همس في أذني قائلا ( أنت بالذات عاوزك في المجلس) واكمل لأن (لك رأي معارض وده أحيانا بيكون مفيد للمجلس بس من غير مشاكل ) فأنا حكيت له السبب بسرعة ، وأنني أطالب نيافته أن باقي أعضاء المجلس القديم لا يترشحوا للدورة الجديدة لعمل تغيير في دماء المجلس .. فقال لي نيافته ( بص يا أبني ..أنا لا أقدر أمنع أحد من الترشح للمجلس مادام أرثوذوكسي ويتناول من الأسرار المقدسة) ولما وجدني مصر علي رأي وعدم الترشح للمرة القادمة قال لي ضاحكا (ماشي وبراحتك يا غلباوي ) وقرأ لي التحليل وأستأذنت من نيافته في الأنصراف .
هذا قطرة من معرفتي بسيدنا الغالي الحنون والرقيق والأب الحقيقي الأنبا بيشوي مثلث الطوبي والرحمات
ربنا ينيح ويريح نفسه الطاهرة في فردوس النعيم
وأن يذكرنا أمام عرش النعمة
وأن يعوض كنيستنا عن فقدانه