كتبت / أمل فرج
قدم لنا أهل الفن في موتاتهم أكبر عظة للمتعظين ، فقد أدوا أمام الجماهير أصدق مشهد ، وأكثر المشاهد واقعية حين رحيلهم ، حين ماتوا غفلة بين حشود من الزملاء والمتابعين والمعجبين ، كان آخر سطور أكثر أهل الفن من العمالقة سطرا واحدا حمل للجميع إشارة انتباه ، واستعداد برحيلهم فجأة ، وبكامل عنفوانهم ، وصحتهم .. وهنا نرصد لمتابعينا آخر مشهد من آخر محطة في حياة هؤلاء ، رحم الله الجميع أحياء ، وأمواتا ، وغفر لنا ..
المطرب السعودي الكبير طلال مداح، مات وهو يغني على خشبة المسرح، وكان ممسكا بالعود الخاص به، وفي قمة اندماجه وانسجامه مع جمهوره المنتشي طربا بما يقدمه مداح، وفجأة سقط من كرسيه ميتا، وكانت وفاته صدمة لكل محبيه.
تم ترشيح الفنان محمود المليجي لبطولة فيلم “أيوب” مع العالمي عمر الشريف، من إخراج هاني لاشين وفي أثناء البروفات قال المليجي “يا أخي الدنيا دي غريبة.. الإنسان ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، ثم بدأ المليجي في الشخير، وظن الجميع أنه يمثل لكنه كان يؤدي مشهد الموت، ومات بالفعل”. وقال المنتج الراحل ممدوح الليثي إنه حمل المليجي وذهب به إلى زوجته “علوية جميل”، وقال لها إنه مرهق بعض الشيء وأدخله إلى سريره وهي لا تعلم أن المليجي فارق الحياة.
توفي الفنان الكبير عبد الله غيث، أثناء تصوير مسلسل “ذئاب الجبل” عن عمر ناهز الـ63 عامًا، ولم يجد فريق العمل بديل له لاستكمال الدور، فتم تغيير أحداث المسلسل، لكي تتناسب مع غياب عبد الله غيث عن العمل.
الفنان الكبير مصطفى متولي، كان يؤدي دوره في مسرحية “بودي جارد”، آخر أعمال الزعيم عادل إمام المسرحية، ووقع متولى على خشبة المسرح أُثر أزمة قلبية مفاجئة أدت لوفاته في عام 2000. وفاة متولي لم تُوقف العرض، وظهر إمام على المسرح واستبدل متولي بالفنان محمد أبو داوود، وفي أول مشاهد أبو داوود أمام الفنانة رغدة، انهارت من البكاء وسقطت على الأرض فجأة، ليتم غلق الستار بشكل مؤقت.
الفنان الجميل إبراهيم عبد الرازق، وافته المنية وهو واقف على خشبة المسرح بشكل درامي، وذلك بسبب إصابته بأزمة حادة في القلب أثناء مشاركته في مسرحية “كعبلون”، مع الفنان القدير “سعيد صالح”، وذلك في عام 1987، وجاء وفاته فجأة صدمة لكل الفنانين لما تمتع به عبد الرازق من خلق حسن وسيرة طيبة مع زملائه.
رحل الممثل الأردني، أثناء تجسيد أحد المشاهد في مسلسل “إخوة الدم” في عام 2014، هذا المشهد الذي مات به السوالقة كان يجسد وفاة الشخصية التي يؤديها. وقال الممثل منذر رياحنة الذي جسد دور ابن السوالقة في المسلسل إن الفنان كان يشعر أن أجله اقترب، وطلب منه في حالة وفاته أن يدفنه بيده.
الكوميديان خفيف الظل الفنان غريب محمود توفى في 10 ديسمبر سنة 2006، أثناء قيامه ببروفات مسرحية “حمام مغربي” والتي كانت تُجري على مسرح فيصل ندا، وكانت تشاركه البطولة وفاء مكي، والشحات مبروك، وذلك عن عمر ناهز 63 عاماً، وكان قد سقط قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، حتى تم نقله للمستشفى ليتوفاه الله فيها.
الفنان الكبير صلاح قابيل، كان يقوم بتصوير مشاهده في مسلسل”ليالي الحلمية” في عام 1992، حيث يجسد دور المعلم سماحة، ما اضطر أسامة أنور عكاشة إلى إنهاء الشخصية، التي كان يلعبها صلاح قابيل، من أحداث المسلسل بشكل نهائي ومفاجئ، وكذلك كان قابيل يجسد شخصية “علوان البكري” في المسلسل الصعيدي “ذئاب الجبل” فتم استبداله بالفنان عبد الله غيث.
الفنان القدير صلاح ذو الفقار وافته المنية، أثناء تصوير مشهده قبل الأخير في فيلم “الإرهابي” مع الفنان عادل إمام، في 22 ديسمبر 1993، إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز الـ67 عامًا، ولهذا ظهر جميع أفراد الأسرة في المشهد الختامي للفيلم ولم يظهر الفنان صلاح ذو الفقار.
الضيف أحمد، أحد ثلاثة كونوا فرقة ثلاثي أضواء المسرح، كان مع سمير غانم وجورج سيدهم في الأردن لمشاهدة العرض الأول لفيلم “المجانين الثلاثة”، ويُقال إنهم شاركوا هناك في حفل زفاف شقيقة الملك حسين، في نفس الوقت، وعادوا إلى المسرح لعمل بروفات حول مسرحية “الرجل اللي جوز مراته”، وهي المسرحية التي يخرجها الضيف أحمد.
كان من ضمن المسرحية مشهد يقوم الحانوتي بوضع الضيف أحمد في تابوت لأخذ مبلغ التأمين على حياته، مات الضيف أحمد أثناء عمل بروفات المشهد وكأنه أدى مشهد وفاته على المسرح.
توفي محمود مرسي، أثناء تصوير مسلسل “وهج الصيف” عام 2004 عن عمر ناهز 80 عاماً.