الأربعاء , نوفمبر 13 2024
القس فلتاؤوس

وحدانيه الله

 

 

تأمل اليوم سؤال يحتاج الي إجابة هل يوجد براهين علي وحدانيه الله ؟

نعم يوجد

براهين على التعدد في الوحدانية

قلتُ لغاية الآن أن الكتاب المقدس في عهديه يؤكد أن الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد. وهذا طبعاً لا يروق للمنطق والعقل لأنه فوق العقل وغير ناتج عن الاجتهاد العقلي. فالله كشف هذا السر للبشر بواسطة إعلاناته الإلهية وعلى رأسها الكلمة المكتوبة والكلمة المتجسد. ونحن البشر ليس لنا يد في الموضوع. كل ما في الأمر هو أننا أمام خيارين: إما قبول الإعلان بالإيمان أو عدم قبوله تحت طائلة المسؤولية. فالعقل وحده أعجز من أن يتجاوب مع الإعلانات الإلهية بمنأى عن الثقة في كلمة الله المقدسة. أما الإيمان فيفتح القلب وينير الذهن ويجلو البصيرة.

ذكرتُ أيضا أن الوحدانية والثالوث هما حجر عثرة للبعض وجهالة للبعض الآخر. والسبب في ذلك معبر عنه في قول الرسول بولس: “إن الإنسان الطبيعي (أي بطبيعته) لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة”. وهكذا يقع المرء فريسة للأفكار الباطلة والمحاولات السقيمة والعقيمة.

فالله واحد، وجوهره واحد، ولكنه ثالوث. والبراهين على ذلك كثيرة

 

نجد في كلمه في يوحنا ١٧ وعدد ١

17:1  ١وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هَذَا الْحَدِيثَ رَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، قَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ! مَجِّدِ ابْنَكَ، لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً،

17:1  These words spake Jesus, and lifted up his eyes to heaven, and said, Father, the hour is come; glorify thy Son, that thy Son also may glorify thee:

John 17:1

KJV

 

أولاً: أسماء الله. ففي اللغة العبرية، لغة العهد القديم، نقع على لفظتين لاسم الجلالة، واحد بالمفرد وهي “إيل” (أي الله) والأخرى في الجمع وهي “إيلوهيم” ( أي آلهة). وقد استعملت “إيلوهيم” 2500 مرة في حين أن (إيل) استعملت 250 مرة. مثال على هذا، الوصية الأولى في الوصايا العشر الوارد ذكرها في الإصحاح 20 من سفر الخروج حيث يقول الله: “أنا الرب إلهك (إيلوهيم)”. فقوله “أنا الرب” يشير بوضوح إلى أنه “واحد” أما قوله “إلهك” (إيلوهيم في صيغة الجمع) فيشير إلى التعدد في الوحدانية.

ثانياً: أقوال الله. إذا عدنا إلى الإصحاح الأول من سفر التكوين نجد الله يتكلم في صيغة الجمع والمفرد في آن واحد. ففي الآية 26 قال الله “نعمل الإنسان على صورتنا”… وفي الآية 27 نقرأ العبارة القائلة “خلق الله الإنسان على صورته”.

وعلى أثر سقوط الإنسان، في الإصحاح 3 من السفر نفسه نقرأ قول الله في الآية 22 “هوذا الإنسان قد صار كواحد منا”. وعندما يقول الله: “منا” فإلى من يشير يا ترى؟ أليس إلى التعدد في الوحدانية؟

في الإصحاح 6 من سفر إشعياء النبي نقرأ أن السيرافيم هتفت ثلاث مرات قائلة: “قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود” بعد ذلك يقول إشعياء ” سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل؟ ومن يذهب من أجلنا؟” لاحظ أنه قال “من أرسل” في المفرد ثم “من أجلنا” في الجمع. ونجد هذه الحقيقة واضحة جداً في قصة برج بابل في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين حيث يقول الله: “هلم ننـزل ونبلبل لسانهم” وليس “هلم انزل…. الخ..” من جهة أخرى، لفظة “هلم” تشير إلى أن هناك متكلِّماً ومخاطَباً. فمن هو المخاطَب يا ترى؟

ثالثا: محبة الله. يقول الرسول يوحنا: “الله محبة”. حتى الإغريق فهموا أن الله محب، ولذلك استعملوا أربع لفظات للمحبة. الأولى تشير إلى المحبة الشهوانية، والثانية إلى المحبة العائلية، والثالثة إلى المودة البشرية، والرابعة إلى المحبة الإلهية وهي “أغابي” فالله ليس عطوفاً رحيماً فقط بل أيضا محب. والمحبة لها محبوب. فإن كان لا وجود للتعدد داخل الوحدانية فمن يكون المحبوب يا ترى؟ فإن قلنا أن الله يحب ذاته فإننا نرتكب خطأً فظيعاً لأن الله ليس أنانياً. وإن كان ليس أنانياً فمن هو موضوع محبته؟ فإذا قلنا أن الله يحب الإنسان أو العالم فمعنى ذلك أن الله غير مكتفٍ بذاته، وإن كان غير مكتف بذاته فهو إذاً غير كامل. وحاشا لله أن يكون ناقصاً. وفي هذه الحالة لا يبقى أمامنا إلا حلّ واحد وهو، كما قال المعمدان وبولس والمسيح، “أن الآب يحب الابن” وهذه إشارة إلى التعدد في الوحدانية.

رابعا: وعود الله. وأكتفي هنا بوعدين. الأول هو وعد الحياة الأبدية، والثاني هو وعد الروح القدس. في الإصحاح الأول من رسالة بولس إلى تيطس يتحدث الرسول في الآية 2 عن “الحياة الأبدية التي وعد بها الله في الأزلية”. فإن كنا نصدق كلمة الله فمن حقنا أن نسأل: إن كان الله هو الواعد فمن هو الموعود؟ وجواب هذا السؤال نجده في الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا. يقول المسيح للآب السماوي: “مجَّدْ ابنَك ليمجّدك ابنك أيضاً إذ أعطيتَه سلطاناً على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته”. فالواعد هو الآب، والموعود هو الابن، والوعد تم في الأزل، حيث لم يكن ملاك أو إنسان أو أكوان.

الوعد الثاني هو وعد الروح القدس الذي دعاه المسيح “موعد أبي” ودعاه بولس “روح الموعد القدوس”. وفي هذين القولين إشارة إلى ما قرره الله في الأزل عندما فكر بخلاص البشر. فقد وعد الآب ابنه بإرسال الروح القدس بعد الصليب والقيامة والصعود، وهكذا صار. فلما جاء يوم الخمسين كما هو مدون في الإصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل، حل الروح القدس على التلاميذ كما لو أنه إعصار، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار وامتلأ الجميع من الروح القدس.

لعلك تقول “أنا لا أقدر أن أفهم سر الثالوث”. وأنا أجيبك: أنا مثلك. ولكني أقبله بالإيمان لأن الله صادق ومنـزه عن الكذب. فالمسألة بسيطة جداً. هل أنت تصدق الله أكثر من الناس أم بالعكس؟ إن كنتَ تصدق الله فمن اللازم أن تصدق كلامه ومعلناته في كتابه المقدس وإن كنت تصدق البشر فمعنى ذلك أنك تريد أن تضع الحقائق الروحية في صف الحقائق العلمية والتحاليل الفلسفية، وهذا خطأ فادح وفاضح. يا ليتك تقتدي بالرسول بطرس الذي قال: “ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس

صلاتي ان الرب يفتح عيوننا علي الحق وقلوبنا لنفهم ما يقوله الروح القدس لان لا احد. يقدر ان يقول ان المسيح رب الا بى

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

نعم للتنوير

بقلم مينا عماد من المحتمل ان نشهد في الأيام القادمة توسع ، وتغيير لكثير من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.