الإثنين , ديسمبر 23 2024
إيناس المغربى
إيناس المغربى

من أين يأتى اليقين !!؟

 

بقلم الكاتبه إيناس المغربى

عندما يتعلق الإيمان بالخالق عز وجل لا يتطلب ان يكون الإنسان عالمآ !!
وإنما يكفى أن يكون عاقلآ… متأملآ !!
فكلما أزدادا الإنسان تأملآ ؛ تقرب إلى الحقيقة ؛ فما إن نظر، وبحث، وتدبر حتى تنقشع عن عينيه الغشاوة، ويذهب عن قلبه ران الغموض والبلاده، وتظهر له الحقيقة جلية كضوء الشمس، فيستشعر حلاوة الإيمان ، ويملأ قلبه باليقين والرضى، وإذا لم يحظ بصفة التأمل، حُرم هذه اللذات، وتشتت فكره وضعف يقينه، وأصبح تائه مرتاب.
ولنا فى سيدنا ابراهيم عليه السلام أسوة حسنة .
عندما رأى قومه ينحتون الأحجار يأيديهم، وينصبونها ويتخذونها آلهة، يعكفون على عبادتها من دون الله !!
لظنهم إنها تجلب الخير وتدفع البلاء، فأخذ يفكر ويتدبر ويتأمل .. حتى تيقن أن هذه الحجارة لا تغنى شيئآ، ولا تستحق الشكر والعرفان.
فنبذ أهله واعتزلهم !!

وعندما آتى المساء، وحل الظلام اخذ يتطلع إلى السماء فرآى كوكبآ ساطعآ لامعا شديد البهاء ، قال هذا ربى!!
فلما أفل قال لا أحب الأفلين
فلما ظهرت النجوم والقمر بسناه الوضئ قال هذا ربى !!
فلما أفل، قال لا احب الآفلين،
فجاءت الشمس مشرقة ذات ضياء ودفء شديد قال هذا ربى!!
فلما غابت وتوارت بالحجاب قال لا أحب الآفلين، فتيقن ان لهذا الكون رب مقتدر قدير؛ لا يقهر ولا يغيب، ينظم كونه، يدبر امره، يمسك سمائها ويثبت أرضها، رب لا يغيب.
فعرف إبراهيم الخليل ربه بالتأمل!!

كذلك كلما تأملنا فى علومنا ودراستنا لهذا الكون العظيم، كلما أزدادت معرفتنا بمادة الوجود وسره، وأنكشفت لنا آياته وخباياه ؛ احسسنا أن عظمة المبدع العظيم فوق ما يطيقه وعينا المحدود فى اللامحدود.

يقول العالم الكبير ” ألبرت أينشتاين” فى كلامه عن الإيمان.
( كلما تعمق المرء فى إختراق أسرار الطبيعة كلما إزداد توقيره لله )
ويقول أيضآ ( إن أجمل عاطفة يمكننا تجربتها هى الإحساس بالغيب ؛ لأنه الزارع لجميع العلوم الحقيقية، فالذى يجهل هذا الإحساس الذى لم يعد يمكنه أن يقف متأملآ فى خشيه، فهو “كالميت”!!
تلك هى قناعتى الوجدانية العميقة عن وجود قوة عاقلة متفوقة، والتى تظهر فى هذا الكون غير المفهوم ؛ تشكل فكرتى عن الله ) هذا رأى أينشتاين عن الإيمان.

ويقول” ماكس جامر” أستاذ فخرى فى الفيزياء يذكر قول ” أينشتاين” الشهيرة (العلم بدون دين أعرج والدين بدون علم أعمى”

لو أطلقت العلم متأملآ فى قدرة الرحمن، لخضعت إجلالآ وتسبيحآ له .

فدراسة علم من علوم الطبيعة والكيمياء كافية لتكون صلاة خاشعة، والسياحة فى علم الأفلاك والسماوات وأجرامها هى والله لتسبيح وتحميد لله العظيم المبدع الحكيم.

فكل إمتنان وعرفان لله ،هو إقرار و إعتراف بأن مظاهر الكون ووجوده بهرت النفس والروح كما يبهر السنا المتألق عيون الناظرين.

( ربنا ما خلقت هذا باطلآ سبحانك فقنا عذاب النار)

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

تعليق واحد

  1. احستى يا استاذة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.