الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
الطفل الضحية / عبد العزيز

السلطات السعودية تحاول منع تكرار الكارثة ، عقب أبشع قصة فراق أم لطفلها بعد أن استودعته في أمانة المدرسة ..

كتبت / أمل فرج

 

من أبشع قصص الفراق التي قد تتعرض لها أم حين تفقد صغيرها الذي لم يتجاوز الثمان سنوات ، ويزداد عليه الألم كلما تذكرت الطريقة التي فارق بها الحياة ، خاصة وأنها لم تتوقع عليه القلق إذ استودعته في أمانة المدرسة ، التي من المفترض أنها أكثر مكان تأمن فيه الأمهات على أطفالهن ..

لم يجل في خيالها أنها تودع ابنها للمرة الأخيرة، وأن القدر أصدر حكمه بالفراق الأبدي، أيقظت الأم طفلها ولا تعلم أنها الإيقاظة الأخيرة التي بعدها يأتي النوم الأبدي، دفعته دفعا إلى مصيره الأخير، كان همهما ألا يتأخر عن مدرسته، وبسرعة أحضرت كل حوائجه ووضعتها في حقيبته ليلحق بمقبرته حيث الموت الأليم.

لحق الطفل «عبد العزيز» صاحب الثمان سنوات من عمره، بباص المدرسة، وعلى درجات أبوابه ترجل بقدمه، لكنه لا يعلم أنه لن يغادره إلا محمولا مفارقا الحياة، ظل يداعب أصدقاءه، حتى غلبه النوم، فاستغرق، حتى زال وجهه من بين أصدقائه فأنساهم اللهو صديقهم.

بدأت ساعات الألم عندما توقف الباص عند المدرسة، واستعد الأطفال للمغادرة، لم يتذكر أحدهم أنهم تركوا صديقهم في الجحيم، غادروا جميعا إلا واحدا كان الألم والعذاب في انتظاره، نادى السائق داخل سيارته عدة مرات، لكنه لم يحكم التفتيش، فالطفل مازال مستغرقا في نومه.

غادر السائق الباص بعد أن أحكم نوافذه وأبوابه، ترك السيارة تدكها أشعة الشمس في فناء المدرسة، فلم يكن يدري أنه يحكم تعذيب «عبدالعزيز» الذي أيقظته شدة الحرارة المفرطة وقلة التهوية، الباص تحول إلى قبر ذو نوافذ زجاجية، مرت الساعات، ويحاول الطفل الخلاص ويفشل، ينادي بصوت الضعيف حتى نحب.

حاول بأنامله الناعمة ، ولكنه لازال صغيرا على مواجهة هذه الأبواب، باءت كل محاولاته بالفشل، هنا ربما أيقن أنه لا سبيل للنجاة، جلس يبكي مرة ويصرخ أخرى، اشتد عليه الظمأ، فالحياة تتسرب من بين يديه درجة درجة، فكلما زادت درجة الحرارة قلت نسامات الهواء، رغم ظمئه لكنه لا يريد ماء يريد هواء يضعه على قيد الحياة ولو دقائق معدودة عل أحدا يذكره فيبحث عنه.

دخل أصدقاءه الفصول، فلم يتذكره أحد، لاحظت المدرسة غيابه فبعثت برسالة لولي أمره تستفسر عن سبب الغياب، ذهب الأب مسرعًا يؤكد أنه ركب الباص، عندها توجه الجميع ناحية الباص الذي تحول إلى غرفة تعذيب للطفل، ليعثروا عليه فاقدا الوعي، ليتم نقله إلى أقرب مستشفى، لكن وصله جثة هامدة قد لفظت أنفاس الحياة الأخيرة.

هنا حاولت السلطات السعودية أن تضع حلولا لمنع تكرار المصيبة مرة أخرى، وشكلت وزارة التعليم السعودية بمحافظة القطيف لجنة للتحقيق في وفاة الطالب بالمرحلة الابتدائية عبدالعزيز المسلم ٨ سنوات، الذي توفي بمحافظة سيها، وضمت اللجنة مساعد الشؤون التعليمية بمكتب تعليم القطيف ورئيس وحدة القضايا بالمكتب، إلى جانب رئيس شعبة القيادة المدرسية.

ووجه وزير التعليم د. أحمد العيسى، باتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة لرفع مستوى العناية بسلامة الطلاب والطالبات وكذلك منسوبي ومنسوبات المدارس حرصاً على توفير بيئة أكثر أمناً من خلال التأكيد على المدارس بضرورة إبلاغ ولي الأمر بتغيب ابنه أو ابنته عن المدرسة خلال النصف ساعة الأولى من بدء اليوم الدراسي.

وتقع ضمن مسؤولية إدارة المدرسة متابعة حركة السيارات أمام بوابة المدرسة وتكليف منسق الأمن والسلامة بمراقبة الحالة العامة لحركة السير أمام بوابة المدرسة وتسجيل تقرير يومي بذلك، كما تقوم الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية بإعداد برنامج تدريبي لمدة ساعة، وتنظيم دورة تدريبية للطلاب في كل فصل دراسي لتوعيتهم بالمخاطر التي قد يواجهونها داخل المدرسة أو خارجها.

شاهد أيضاً

تقرير حديث يكشف معاناة الكنديين في سداد الرهن العقاري

الأهرام الكندي .. تورنتو لازل أصحاب المنازل ، في كندا يواجهون مخاطر محتملة، أمام تجديدات الرهن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.