القس لوقا راضى .
يذكر المؤرخ الأوربي ستافرو لانسبان وكان معاصرا ل’‘‘علي بك الكبير’’’ وملاصقا له، أنه ابن قسيس رومي أرثوذكسي من قرية أماسيا في الأناضول واسمه الاصلى يوسف داود وكان ابوه يتطلع ليكون ابنه يوسف كاهنا فالحقه لدراسه اللاهوت ، وأنه ولد في سنة (1140 هـ = 1728 م) ثم خطفه في الثالثة عشر من عمره، وبيع في القاهرة للأمير إبراهيم كتخدا، وبدأت معه رحلة التعليم والتدريب التي يمر بها المماليك.
وفي تلك المرحلة ظهرت ملامح شخصيته وكفاءته العسكرية، فتفوق على أقرانه في ركوب الخيل، والضرب بالسيف والطعن بالرمح، واستخدام الأسلحة النارية، زانقفذ سيده من محاوله اغتيال اثناء فتره الحج وهو ما جعل سيده يعتقه وهو لم يتجاوز العشرين، وولاه بعض المهام الإدارية، وأصبح كاشفا (أميرا) سنة (1163 هـ 1749 م) وله من العمر اثنان وعشرون عاما، زدعى اسمه على ولما توفي أستاذه إبراهيم كتخدا سنة (1167 هـ ==1754 م) خلفه في مناصبه. شيخ البلد.
تطلع علي بك الكبير إلى منصب شيخ البلد، وكان شاغله هو صاحب الاحول والقوة في مصر والحاكم الفعلي لها، ولم يكن الوصول إلى هذا المنصب سهلا ميسورا، بل كان دائما مفروشا بالصعاب والعقبات وممتلئا بالخصوم والمنافسين، فبدأ علي بك بشراء المماليك والإكثار منهم وتدريبهم على فنون الحرب والقتال، والاستعداد للساعة الحاسمة التي يفوز فيها بالمنصب الكبير، وجاءت هذه الساعة في سنة (1177 هـ = 1763 م)، حيث اعتلى كرسي مشيخة البلد بالقاهرة، لكنه لم ينجح في الاحتفاظ بمنصبه وأجبره خصومه على الفرار من القاهرة إلى الصعيد تارة وإلى الحجاز تارة وإلى الشام تارة أخرى.
ولم يثنه ذلك عن التطلع إلى منصب شيخ البلد مرة ثانية، فلم يقعد به اليأس عن العمل أو يشله عن التفكير، حتى استطاع العودة إلى منصبه الأثير سنة (1181 هـ = 1767 م) وهو أعظم قوة وأكثر عددا، ولما استتب له الأمر التفت إلى من بقي من خصومه فصادر أموالهم وقتل بعضهم أو نفاهم حتى خلا له الجو وبسط سيطرته على البلاد، ولم يسلم من هذه الإجراءات من قدموا له العون والمساعدة فبطش ببعضهم ونفاهم إلى خارج البلاد.
اتسمت إجراءات علي بك الكبير مع خصومه بالقسوة حتى وصفه الجبرتي بأنه هو الذي ابتدع المصادرات وسلب الأموال من مبدأ ظهوره، واقتدى به غيره، وكان أداته في هذا الشأن عدد من أتباعه أشهرهم محمد بك أبو الدهب وأحمد الجزارومراد بك وإبراهيم بك كان علي بك الكبير كماوصفوه المؤرخين المعاصرين له، ضخم البنية قوي يقدر يصرع عدد من الرجال بيقاتلوه في نفس الوقت، وسريع في الضرب بالسيف والرمح وايضا الأسلحة النارية، ودا خلاه ذو مكانة كبيرة رغم صغر سنه، ولأن تولي منصب زي مشيخة البلد (زعيم المماليك يعني) هذا لم يكن من السهل على أمير صغير انه يتولاه، فدخل علي بك الكبير في اول منافسه مع خصومه الأمراء اللي كانوا بيتطلعوا للمنصب الكبير، وانهزم في أول جولة وفرّ هاربا من القاهرة، ورحل للصعيد وهناك تعرف على مزيد من المماليك الفارين واستطاع انه يجمعهم حواليه، وهرب بهم مرات عديدة بعد كدا من الملاحقات مرة اخرى وراح ليستقر لفترة في الحجاز وهناك تعرف على مزيد من المماليك واطلع على صراعات بعض القبائل على منصب شريف مكة، وبعدين راح للشام وتعرف على ظاهر العمر بك والي عكا واللي نمت صداقتهم بصورة كبيرة في الوقت دا، واطلع على الوضع السياسي في الشام وتطلعات امراء الشام للأستقلال عن السلطة المركزية في اسطنبول.
اما عن والده فظل على بك يبحث عنه حتى وجده وارسل لدعوته الى مصر فجاء الى مصر مرتديا ملابسه المهنوتيه ومعه ابنته فاستقبله الباشا وانحنى على ركبته وظل الاب فى مصر حتى علم بان يوسف لم يعد يوسف بل تفير الى على فعاد الى بلاده و معه ابنته اما الباشا فخانه تابعه محمد ابو الدهب وقتل