أمل فرج
سار القهوجي العشيق والفرحة تهزه هزا، طائرًا من شدة الفرح يلامس بكفه السحاب للقاء عشيقته التي لم يكن يعلم بأن الشر جفف ينابيع الحب في قلبها، وأنه سيكون اللقاء الأخير، وسيصبح جثة متفحمة وضحية للحب المحرم.
تعددت اللقاءات المحرمة بين الزوجة الشيطانة وعشيقها القهوجي، إلى أن أصبحت سيرتهما على كل لسان حتى وصلت إلى مسامع الزوج الذي انفجر غضبا، وتطاير الشرر من عينيه عندما واجهها بحقيقة علاقتها بالعشيق فما كان منها إلا أن اعترفت بها، وبمكر الأنثى وضعفها القوي نجحت في إقناعه بأنها ضحية ذلك العشيق حيث نسج خيوطه حولها مستغلا سذاجتها ، وأعلنت التوبة واستعدادها للانتقام منه ومساعدته في إنهاء تلك العلافة وإخماد الفضيحة.
وبمكر الثعلب نجحت في استقطاب غضب الزوج الذي لم تراوده نفسه ولو لبرهة، وضعف أمام دموعها وكلماتها التي كانت بمثابة مفعول السحر، ولبسا أثنتيهما عباءة إبليس وجلسا يرسما خطتهما بمداد قاتم، وعقل هائم، وأمسكت بهاتفها المحمول تطلب من العشيق ضرورة اللقاء بينهما حيث قتلها الشوق إليه.
وقف العشيق يرسل نظراته مستطلعا ناصية الشارع بلهفة وشوق، تراود مخيلته ليال الحب المحرم، وما إن وقعت عيناه عليها تبدلت نظرات الحب والشوق إلى نظرات هلع ورعب حيث الزوج انقض عليه كالأسد المجروح، وشل حركته، وقام بتقييده بمساعدة الزوجة العشيقة، بينما تملكت العشيق رعشة شديدة، واصطكت أسنانه من شدة الخوف والرعب، وانعقد لسانه عن الكلام، وكاد صدره أن ينفجر من شدة الصرخات المكتومة، يرمقهما بنظرات حزينة منكسرة يشوبها دموع تتساقط على وجنتيه ببطء شديد متوسلا لهما أن يتركاه لحال سبيله وسوف يختفي عن الأنظار، لكن دون جدوى.
ازدادت دقات قلبه، وعلا صوت نحيبه بعدما قام الزوج بسكب كمية من البنزين فوق رأسه، وأخذ يتقلب يمينا ويسارا ولم يقوى على الوقوف طالبا منهما السماح، إلا أن جحظت عيناه وتقطعت أنفاسه عندما قام الزوج باشعال النار في جسده والتي علا صوت حسيسها وارتفعت ألسنة لهيبها ولم تتركه إلا وهو متفحما، ويلقى مصرعه متأثرا بجراحه.
اعتقد الزوج، وزوجته الشيطانة بأنهما سوف يفلتان من عقاب السماء، وبعد عثور الأهالي على جثة العشيق، بدأت تحريات المقدم إسلام قطب رئيس مباحث قسم شرطة الدلنجات بمحافظة البحيرة لحل لغز الجريمة ومعرفة هوية صاحب الجثة المتفحمة وغير واضحة المعالم، وتم أخذ عينة من الحامض النووي وتبين أن الجثة لقهوجي كانت تربطه علاقة محرمة بإحدى السيدات، وتمكن رجال المباحث بعد القبض عليها وزوجها، وبمواجهتهما بما أفادت به التحريات اعترفا بصحة الواقعة.
تم تحرير المحضر اللازم وأحالهما اللواء جمال الرشيدي مدير أمن محافظة البحيرة إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة القهوجي المتفحمة، بعد العرض على الطب الشرعي، وقررت حبس العشيقة الخائنة وزوجها ٤ أيام على ذمة التحقيقات.