محمد السيد طبق
كان البطريرك كيرلس الخامس , من أطول آباء الكنيسة المصرية عمراًً , فقد تولى قيادة الكنيسة فى عصر الخديوى إسماعيل , وتوفى فى 17 أغسطس 1927م قبل أسبوع من وفاة الزعيم سعد زغلول , وعـاصر خمسة من حكام مصر من ذوى الأصول الأجنبية وهم :
إسماعيل ، توفيق ، عباس الثانى ، حسين كامل ، أحمد فؤاد
وعايش خلال فتر ة كرازته ( بلغت 53 عاماً ) أحـداثاً جساماً من تاريخ مصر الحديث :
الثور ة العرابية
الإحتلال البريطانى
والحرب العالمية الإولى
وثورة 1919م ,
ثم اسـتقلال مصر وظهور أول حكومه شعبية فى عام 1924م .
وكان البابا كيرلس الخامس شخصية فريدة ، تجمع بين المهابة والوقار والحزم ، إلى جانب الزهد والورع
ولكن المدهش فى شخصية هذا البطريرك ، هو مشاركته الإيجابية فى الأحداث الخطيره
التى تعر ضت لها مصـر فى عمره المديد ،منها موقفه المساند للثورة العرابية حتى النهاية
فكان فى مقدمة الذين وقعواعريضة خلع الخديوى توفيق الذى استعان بالإنجليز لضرب الثورة
فلما وقع الإحتلال تصـدى البطريرك لكل المحاولات التى بذلها الأنجليز لوضع الكنيـسة المصرية
تحت الحماية البريطانيه
رفض العروض التى قدمها اللورد كرومر.. لمنح المدارس القبطية معونات مالية !!
وبعد ثورة 1919م وقف إلى جانب الثورة مؤيداً ومباركاً تآلف المسلمين والمسيحيون تحت علم الوحده الوطنية ولما حاول الإنجليز إجهاض الثورة والتلويح بحماية المسيحييين
رد عليهم قائلاً :
.( إن المصريين شعب واحد وحمايته موكوله لله وحده )