الجمعة , ديسمبر 20 2024
ايهاب أبو رحمة

د.إيهـــاب أبورحمـــه يكتب : الأطـــباء الجائـلون!! ووفــاة عــلي. (من قصص الطب الواقعيه )

🔻في الصباح الباكر و الجميع نيام و في أثناء الإجازه التاليه لعام دراسي شاق ، استيقظ عــلي في حالة فزع علي دقات باب غرفته فيقوم مسرعاً من سريره ليفتح الباب ليجد أمامه والده و قد ذرفت عيونه دموعاً لا تتوقف و إذا به يجذبه ليعانقه عناقاً شديداً قائلاً له (ألف مبروك يا ابني أنت جبت٩٨٪؜ و هتحقق حلمك و حلمي اللي استنيته سنين ، هتبقي دكتور يا عــلي) وإذا بكل من في المنزل في فرحٍه عارمه و وجد عــلي نفسه بين أحضان والدته و أخواته و هم يقبلوه و يعانقوه بقوه.

▪️في لحظات فقد عــلي القدره علي الكلام و عاد بالزمن إلي الوراء و هو يتذكر أيام الشقاء و المثابره و هو يتذكر كيف كانت والدته تصارع اخواته الصغار من أجل تهيئة جوٍ هادئ له حتي يستطيع تحقيق حلمه ، تذكر كيف كان يتمني أخذ دروس خصوصيه في كل المواد لما كان يراه من طلاب يسبقونه في دروسهم الخصوصيه و كيف كانوا لا يعطون الفرصه لمعلمي المدرسه لشرح المنهج لمن هم لا يأخذون دروس خصوصيه مثلهم في مشاهد لا يستطيع محوها من ذاكرته وكأنه كان يحضر مسرحية مدرسة المشاغبين كل يوم ولكن لم يستطع الحصول علي هذه الدروس الخاصه فراتب والده لا يكفي كما أنه ليس وحيداً فهناك اخوه غيره ، تذكر لحظات الإكتئاب و الشقاء و كأن الدنيا أغلقت أبوابها مراتٍ ومرات في ناظره، تذكر كيف كانت تدمع عينا والده وهو يبرر له ضيق الحال و صعوبة الدنيا و لكن كل هذا كان في لحظات أخري دافع قوي له حتي يغير من هذا الواقع ، تذكر عــلي كيف كانت والدته تسهر علي راحته و كيف ساعدته علي تحقيق حلمه و بداية الطريق إلي مستقبله ولكن سرعان ما مر شريط اللحظات الماضيه وهو في حضن أمه و استعاد لحظه الفرحه و دموع الفرحة تسري كالشلاللات من عيونه البريئه .

🔻مرت الأيام ودخل عــلي كلية الطب ليصطدم بواقع أكثر إيلاماً من سابقه و الذي مازال مستمراً من ضعف مادي ولكن حلمه بدأ ومن المؤكد سيستطيع المواصله بعزيمته التي كان عليها ، اصطدم عــلي بواقعٍ أخر من فساد ذممٍ و وساطه لبعض الطلاب الفاشلين ولكنه ظل يحاول السيطره علي نفسه و يجاهد اليأس الذي دب فيها ، ففي كل عام يجد بعض الفاشلين يرتقون مراتب فوق مراتبهم و فوق ترتيبه هو نفسه و في يوم من أيام عامه الدراسي الرابع يستيقظ صباحاً علي بكاء والدته ، مات والده مات السند الذي كان يدعمه طوال سنوات عمره و وجد عـلي نفسه المسئول عن أسرة من أربعة أفراد (أم و٣أخوات)وجد نفسه كبير الأسره فضاقت به الدنيا ولكن سرعان ما لملم جراحه حتي يستطيع أن يواجه الحياه بمصاعبها .

🔻الأن وجب عليه أن يحقق حلمه ليسعد والدته و ليحمل عنها ما كان يحمله والده من أعباء الحياه . مرت السنوات و عــلي يصارع الدنيا من ضيق ذات اليد و من جشع بعض من يدعون أنهم علماء في كليته و من يرغبون في حصد المراتب الأولي لصالح بعض أبنائهم الفشله .

▪️ انتهت سنوات الدراسه و خرج عــلي منها متفوقاً رغم كل الصعوبات التي واجهته وأصبح عــلي دكتور( قد الدنيا ) في العام التدريبي الإلزامي(الإمتياز) وجاءت لحظة الراتب الأول و هو ينتظره بشوق فهو الأول في حياته بعد سنوات من الشقاء وسهر الليالي، وإذا به ١٨٠جنيها و ٣٠قرش فدب اليأس مرة أخري في نفسه ، أبعد كل هذا العذاب و الذل راتبه بهذا القدر الزهيد؟؟،و كيف له أن يواجه والدته ويبلغها بواقعٍ مرير هو مقبل عليه؟.

🔻و هكذا هي الأيام تمر علينا بحلوها و مرها لحظات سعيده من نجاحات و أخري بائسه من إخفاقات و فشل ، استطاع عــلي بإصراره في سنوات قليله أن يصبح طبيب قلب بعد سنوات من الإجتهاد و الحياه ما بين الكتب و بين العمل المجاني الشاق في مستشفياتٍ حكوميه و ما بين العمل في مستشفياتٍ خاصه و كيف لا وراتبه لم يتعدي ٩٥٠ جنيهاً حينها فما يصرفه علي علمه وكتبه وحياته من مواصلات و معيشه يتعدي ما يتقاضاه أضعافاً مضاعفه حتي أنه في بعض الأحيان يظل خالي الجيب حتي تأتيه أموال من عملٍ خاص، كان يخشي في بعض المرات أن يجد شخصاً يعرفه في مواصله عامه فلا يستطيع دفع أجر المواصله لهما معاً ، ولكن مازالت الحياه شاقه و صعبه ومازال راتبه ضعيف لايرقي أن يصل لراتب عامل في بنك أو محصل كهرباء استولي علي وظيفه لأنه من أبناء العاملين ولا حتي لراتب أصدقاء الطفوله من هم لم يجتهدوا يوماً مثله ولم يعيشوا سنواتٍ من الكفاح و المثابره فمنهم الآن ضباط و قضاه و محاسبين و حتي من يعمل أعمال حره أكثرهم أصبحوا أرباب أسرٍ و هو مازال أعزباً وحيداً ولكن الآن راتبه قارب علي ١٣٠٠ جنيهاً و عليه البحث عن بنت الحلال هو أيضاً.

▪️بدء عــلي رحلة البحث عن عروس المستقبل ، عروسٌ يرضي به ربه و نفسه و تكون عوناً له علي مشقة الحياه .فتقدم كثيراً و قوبل بالرفض من بعض الأسر بسبب مطالباتٍ صعبة المنال علي قدراته و امكاناته الماديه فمنهم من طلب شقه تمليك ومنهم من بالغ في مهورٍ و ذهب ومنهم من رأي أن عائده المادي ضعيف لا يستطيع أن يصرف علي منزل الزوجيه و خاصةً مع شقه بنظام الإيجار ، فإيجار الشقق الأن يفوق راتبه الحكومي كثيراً فهو كالباعه الجائلون قوت يومٍ بيومه فلا يدري كم سيربح كل يوم .

▪️شعر عــلي بضيق الحال و بحالة اكتئاب شديد لتكرار رفضه لأسباب لا ذنب له فيها ، بعد أيام جاءت إليه و هو يعمل في احدي المستشفيات مريضه تعاني من أمراض القلب و كانت معها ابنتها ، اعجب عــلي بها و توسم فيها الصلاح فكانت خجوله ترتدي ملبساً محترماً و رقيقه فأسّر عــلي إعجابه بها في نفسه و حاول البحث عنها و السؤال علي أهلها.

▪️أخيراً اهتدي عــلي لكل المعلومات المطلوبه عنها فإذا بها دينــا خريجه كلية الحقوق كانت متفوقه في دراستها و لكن كما هو الحال معروفاً للجميع لم تجد فرصة عمل فمكثت في بيت أهلها ، و كانت إبنه لأناس طيبين علي قدرٍ عالٍ من الأصل و الإحترام فقرر عــلي أن يتحدث مع والدتها في التقدم للزواج منها ، قبلت البنت و والدتها ظناً منهن أنه ذو مستقبل ٍباهر كما أنه علي قدرٍ عالٍ من الأدب و الأصول و لم ينظرن إلي ضيق ذات اليد ،فكانت علي استعداد للوقوف بجانبه في مسيرة حياته.

▪️بالفعل تم الزفاف في أبسط صوره و كان الجميع في فرحة ٍلا مثيل لها ، و عاش عــلي وزوجته في شقه متواضعه إيجارها يلتهم راتبه الشهري و أكثر ٢٠٠٠جنيها شهرياً و مع هذا كان عــلي يسعي هنا وهناك ليستطيع عيش حياه لائقه بطبيب .

▪️ظل عــلي يتجول بين العيادات في المستشفيات الخاصه و العنايات المركزه طمعاً في تحسين دخله و لكن في بعض الأحيان كانت الظروف عائقاً أمام العمل الخاص ، ذات مره و هو يجري للحاق بمريضٍ توقف قلبه في العنايه المركزه في المستشفي الحكومي سقط عــلي قدمه و حدث بها كسر مضاعف اضطره لإجراء عمليه للتثبيت وبالتالي إجازه أكثر من شهر ، الأمر الذي جعله يعيش ضائقه ماديه مؤقته وجعله يفكر أكثر في المحافظه علي بعض النقود لأي ظرفٍ مجهول و هو ما يتطلب منه ضغط نفسه في عمل أكثر فهو كالباعه الجائلون قوته ليومه .

🔻و في إجازته المرضيه جاءه الخبر اليقين بفرحةٍ لا مثيل لها فعــلي سيصبح أباً بعد أشهر معدوده فكم كانت سعادته ولكن زاد نضجه و عرف تمام المعرفه أن ماسبق يختلف عن ماهو قادم فقد زادت مسئولياته و عليه التفكير من جديد في مستقبله.

▪️عاد عــلي إلي عمله مجدداً و أصبح لا يعود إلي منزله إلا للنوم أو الراحه و كانت زوجته دينــا رغم شعورها بوحده في منزلها دائمة الإشفاق عليه ومع هذا ظلت تدعمه و تقف خلفه حتي يحققوا أحلامهم . ولد أحــمد في يوم جمعه ، ربما كان أسعد يوم في حياة عــلي ودينــا شعر عــلي أنه أسعد الناس علي سطح المعمورة كلها ، كان الحضور جميعاً في غاية السعاده.

🔻 و يكبر أحمــد مع الشهور و الحياة بدأت تبتسم لعــلي فقد قرر إفتتاح عياده خاصه له بجانب عمله الحكومي و لكنه لم يستطع إلا أن يتخذ من شقه صغيره عيادةً له لإرتفاع أسعار الإيجارات ، كانت عيادته في منطقه شعبيه بين البسطاء من الناس ، كان عــلي يراعي الله في عمله ويشعر بفقراء المرضي ، فأحبه الناس من جل خدماته لهم .

▪️استطاع عــلي شراء سياره صغيره لمساعدته علي التنقل بين أماكن عمله كما بدأ في تقسيط شقة العمر و كان أحــمد في عمر الزهور فها هو يكمل عامه الرابع .

▪️ذات يوم ، ذهب عــلي صباحاً إلي مستشفاه الحكومي ، وإذا بمريضٍ يدخل عليهم الإستقبال لا يستطيع التنفس و وجهه يتحول إلي اللون الأزرق تدريجياً و الدم يخرج من فمه، و في ثوانٍ معدوده سقط مغشياً عليه و بعدها توقف قلبه فجأةً ،حاول عــلي إسعاف المريض بسرعة البرق فوضع أنبوبه حنجريه وتم عمل الإنعاش اللازم للمريض و الحمد لله عاد المريض للحياه مرةً أخري و تم نقله إلي العنايه المركزه علي جهاز تنفس صناعي.

▪️لم ينتبه عـلي إنه لم يرتدي كمامه ولا قفازات طبيه رغم وجودها و ربما لأنها نادراً ما وجدت في المستشفي و لكن صعوبة الموقف جعله يقفز سريعاً من مجلسه لإنقاذ روح المريض الذي ربما فارق الحياة تماماً لو تأخر عليه دقائق قليله ما جعله لم يتذكر الكمامه و القفازات كما أنها ليست المره الأولي أن يحاول إنقاذ روح مريض دون إجراءات الأمان فقلما توافرت في المستشفي .

▪️تم عمل اللازم للمريض و بدأ المريض في التعافي فكان يعاني من إلتهاب حاد في الجهاز التنفسي و بدأ يستعيد صحته تدريجيا حتي نجح عــلي و باقي طاقم العنايه من فصله من جهاز التنفس الصناعي في خلال أيام.

🔻 استلم عــلي شقة العمر الجديده و هو الأن ينهي الإنتقال إليها و لايزال بالكاد يدفع أقساطها و لكنه يحمد الله فلقد اقتربت أقساطها علي النهايه فباقي له قسطين فقط ، بعد أيام و في الصباح شعر عــلي بصعوبة تنفس وضعف و خمول عام و لكنه اعتقد أنه مجرد إجهاد من جراء ضغوط العمل و ذهب بصوره طبيعيه إلي عمله في المستشفي ، ومرت أيام و هناك اجهاد و خمول مستمران ولكن سرعان ما شعر بسخونه مع ازدياد في صعوبة التنفس فما كان من زملاء العمل إلا أن نصحوه بعمل أشعات علي الصدر فإذا به يفاجأ بإلتهاب عنيف في الرئتين و زادت صعوبة التنفس و لم يعد يحتمل تسارع التنفس فأرسلوا له التحاليل اللازمه و فجأه توقف تنفسه بعد إجهاد ما دفعهم في لحظات إلي وضع أنبوبه حنجريه و من ثم وضعه علي جهاز تنفس صناعي و تم نقله إلي العنايه المركزه ليجاور المريض الذي أنقذ حياته من أيام قليله.

🔻جلست دينــا في منزلها مع صغيرها أحمــد يشاهدا التليفاز و فجأه شعرت بإنقباضه قويه في قلبها ، شعور غريب لم يحدث لها من قبل ، خوفٌ غريب من مجهولٍ لا تعرفه ، فجأه يدق جرس التليفون المحمول الخاص بها فتفزع من مكانها و إذا برقمٍ غريب لا تعرف صاحبه فتخشي الرد و يزداد قلقها و لكن هذا الرقم يظل علي اتصال مراتٍ و مرات حتي انتابها الرعب من هذا الإصرار العجيب فتقرر الرد فإذا بأحدهم يحدثها بصوت خافت (مدام دينــا ، عــلي تعبان شويه و حجزناه عندنا في المستشفي يوم ولا اتنين ) يسقط التليفون من يدها و هي تصرخ و في حالة بكاء ولا تدري ماذا تفعل ، استجمعت قواها و راحت تتصل بوالدة عــلي لتخبرها بما حدث و لتعلمها بذهابها إلي المستشفي حيث عــلي مريض و في ثوانٍ قليله خرجت متجه إلي المستشفي .

▪️و ما أن دخلت دينــا و والدة عــلي العنايه المركزه في حالة رعبٍ تام حتي وقعت أعينهن عليه و هو نائمٌ علي سريره و متصل بجهاز تنفس صناعي حتي أصابهم الذعر و أخذتا في البكاء الشديد فلم يتخيلن أن يكون الوضع بهذا الشكل و ذهبتا إليه يقبلان يديه و جبينه فإذا بعــلي يفتح عيناه في إعياءٍ محاولاً طمأنة والدته و زوجته و لكن هيهات فكان المشهد مرعباً بما يكفي فقد بدا عــلي في مشهدٍ لم يعتادا عليه من قبل .
🔻و تشاء الأقدار أن تظهر نتيجه مزرعة العينات التي أرسلت للمريض الذي أنقذ عــلي حياته و كانت لڤيرس انفلونزا الخنازير فكان الإعتقاد الذي رسخ في عقول أطباء العنايه أن عــلي قد أصيب بهذه العدوي اللعينه .

▪️ظل عــلي في العنايه المركزه ليومين أخرين في حالة متدهوره و تزداد سوءاً و لا يستجيب للعلاج و زوجته و والدته لا يفارقان المستشفي أبداً ممسكتين بالمصحف دائماً داعين الله بشفاءه و هما في حالة يرثي لها ، و في فجر اليوم الثالث لاحظت زوجته أطباء العنايه في حالة هرج و مرج والإرتباك علي وجه الجميع فلقد توقف قلب عــلي و الجميع يحاولون إنعاش القلب بشتي الطرق ولكن كان أمر الله مفعولا و كانت النهايه.

▪️مات عــلي تاركاً زوجته الشابه و والدته دون سند ، مات الطبيب الإنسان ، مات من كان لايدخر جهداً من أجل مساعدة مريض يحتاجه ، مات من أجل أن ينقذ مريضاً علي مشارف الموت .
▪️وتشاء الأقدار أن يكون يوم خروج عــلي من العنايه المركزه محمولاً علي نعشه إلي مثواه الأخير ، هو يوم خروج المريض الذي أنقذه عــلي من العنايه المركزه في صحةٍ جيده بعد أن استعاد عافيته و صحته.

🔻الحزن يخيم علي منزل عــلي الجديد و علي مرضاه و زملاء عمله و أصدقائه ، الجميع في حالة ذهول فكان منذ أيام بينهم الآن لن يستطيعوا رؤيته مرة أخري ، شعور قاتل فكل الأحداث حدثت في لمح البصر.

▪️و لكن من نعم الرحمن أن الألام تهدأ بمرور الأيام ولكن تظل الأحزان في القلوب فلم يعش عــلياً في شقته إلا أياماً معدوده و لكنه ترك في كل بقعه من بقاعها ذكري لا يمحوها الزمن ترك طفلاً صغيراً يحتاج والده ترك زوجه لطالما ساندته ووقفت بجواره في أحلي الأيام و أكحلها ، مرت الأيام علي دينــا كالسنين وحيده حزينه .
▪️سعي زملاء عــلي في العمل لإنهاء إجراءات معاشه فلم تعد زوجته الأن تعتمد إلا عليه و حاولوا إثبات كونها إصابة عمل و بعد جولات صعبه و طويله تم بالفعل اعتبارها إصابة عمل فماذا كان الناتج؟ المعاش الذي ستتقاضاه زوجة عــلي التي لا تعمل لن يزيد عن ٨٠٠ جنيهاً فقط!! ومعاش النقابه هو ٣٠٠جنيه بمعني أن كل ما ستتقاضاه دينــا هو ١١٠٠ جنيه فقط ليعينها علي صعوبات الحياه فهل يكفي لإطعامهم ؟هل يكفي لمصروفات بيتهم ؟ هل يعينها علي تعليم ابنها المقبل علي دخول المدرسه بالفعل؟ فقدت دينا زوجها و حبيبها و كذلك لن تستطيع تحمل الأعباء الماديه القادمه ، كيف يعينهم مثل هذا المعاش الهزيل علي حياة شاقه لاترحم؟.
🔻مات عــلي و مات غيره من الأطباء بنفس الطريقه من أجل أن يعيش غيرهم من المرضي ، فهل تستحق هذه المهنه التضحيه لهذا الحد ؟؟نعم هي مهنه إنسانيه ولكن ما المقابل؟ بعد أن ضحكت الدنيا لعــلي و زوجته عبثت الدنيا في وجه زوجته مره أخري و أقسي من ذي قبل وبمراحل عديده!!.

▪️نعم و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولكن الأ يستحق عــلي أن نرعي ابنه وزوجته من بعده أم نتركهم أذله بعد أن أعزهم الله مع عــلي !؟.
▪️هي مهنه إنسانيه ولكن الإنسانيه أيضا تقتضي أن يعامل ابنه و زوجته بنفس المنهاج !! فلابد لمعاملة الأطباء معامله تليق بهم و بمهنتهم الإنسانيه و أن نعاملهم كما ينبغي فصحة المواطن أمن قومي و هي أساس التقدم لمصرنا الغاليه.
▪️فنحن نناشد حكوماتنا المتعاقبه لتحسين أوضاع الأطباء و المعلمين فلا تقدم بلا علم ولا إنتاج بلاصحه فلا ينبغي أن نتركهم جائلين يعتمدون علي قوت يومهم فراحتهم تعني راحة المرضي وإلا فنحن نفتح لهم المجال للخروج من عملهم العام للخاص ليستطيعوا سد احتياجاتهم في حياة لا ترحم أو أننا ندفعهم دفعاً للهجره إلي دولٍ أخري تعاني عجزاً في الأطباء بل تبحث عنهم في كل مكان و ستقدرهم مادياً ومعنوياً حق قدرهم ، وكما قال الشاعر قديماً:
إن المعلـــــم والطبيــــب كلاهمــــا لا ينصحـــان إذا همـــا لــم يكرمــا
فـــاصبر لـــدائك إن أهنــت طبيبــه واصــبر لجــهلك إن جــفوت معلمـا
#رحم الله عــلياً وكل عــلي مات من أجل الإنسانيه و لكن من هو عــلي القادم ؟؟.

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.