الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
حنان ساويرس

أقباط مصر ما بين سبتمبر 1981 وسبتمبر 2018 .

بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس
ونحن على أعتاب الذكرى السابعة والثلاثون لأحداث سبتمبر 81 الشهيرة بأحداث الزاوية الحمراء والتي بدأت في شهر يونيو من نفس العام وإنتهت بسلسلة من الإعتقالات لرجال دين مسيحى وسَاسة وكُتاب ، وتحديد إقامة البابا شنودة في مقره الباباوى بدير الأنبا بيشوى ، وتُعتبر تلك الأحداث بداية لسلسة أحداث إرهابية هَمَجية تحدث من حين لأخر ضد المَواطنين المِصريين المَسيحيين ، فبات جُرح هذه الأحداث مَفتوحاً لا يَندَمِل إلى يومنا هذا ، فقد تركت تلك الأحداث أثراً عميقاً في النفوس ربما لأنها كانت بداية أحداث فريدة من نوعها حينئذ لم تعرفها مصر من قبل ، لكنها للأسف لم تكن الآخيرة بل كانت بداية السنون العِجَافٌ على أقباط مصر، بل إن صح التعبير تبدل حال مصر بين ليلة وضُحاها إلى ما قبل تلك الأحداث وما بعدها ، بل إنقلبت العلاقة بين أقباط مصر ومُسلميها رأساً على عقب في كل ربوع المحروسة ، فمن حينها عَرِفَ المِصريون كَلَمِة مَسيحى ومُسلم فكان قبل هذا التوقيت لا يُسأل مَن مَسيحى ومَن مُسلم .. فكان الجيران يَتَقَاسَمون الطعام بل كانوا يَتَقَاسمون السكن فتجد المَسكن الواحد مُقسم إلى عِدة غُرف فإحدى الغُرف تَسكُنها أسرة مَسيحية والغرفة الآخرى تَسكُنها أسرة مُسلمة وكانت كل أسرة بالطبع يعيش في كَنَفِها َشباب وبَنات ولم نَسمع قَبل تِلك الأحداث أن هناك فتاة إختفت من أسرتها لأن إبن الجيران في الغرفة المُجاورة أقام معها قصة حب فأخفاها إلى أن وجَدها ذويها تشهر إسلامها بالأزهر !! * لا أدرى لمَصلحة مَن أن تتغير هوية مصر ، ولمَصلحة مَن زَرع الكَراهية بين المِصريين وبعضهم البعض ، لدرجة أن يقوم نفس الجيران المُتجاورين في الغرف حينها بحرق ونهب وسلب منازل جيرانهم الأقباط ومَحَالهِم التجارية على أيدى بعض المُرتزقة والمُتسولين وخائنى العيش والملح ، بل وصل الأمر حينها إلى قتل عشرات الأبرياء !! ومن ذلك الوقت أصبح هذا العمل الإجرامى عَادة ، فيطل علينا برأسه الدَميمة القبيحة من حين لآخر، فيتجمع الغوغاء والبلطجية المأجورون أو بعض اللصوص الذين يَندسون في الزحام لإلتهام الغنائم ليغتنوا من أموال البسطاء والمُكافحين بل أحياناً من دماء الأبرياء عن طريق بعض المُحرضين المُغرضين بعد إطلاق مايُناسب الغرض من شائعات وإدعاءات كاذبة للوصول للهدف المرجو منه إفتعال المُشكلة !! وفى الغالب يكون الفاعل مجهول ، ففي مُعظم الحَالات نجد الشُرطة تقوم بالقبض على المَجنى عليهم من أقباط المَنطقة أو القرية المُتضررين فقط دون القبض على المُجرمين فتردع المَجنى عليه حتى لا يتجرأ على الدفاع عن نفسه في تشجيع صريح للمُجرم على الإستمرار في إجرامه وعمل جرائم آخرى مُشابهة !! ، وأحيانا كنوع من المُساومة وعمل توازونات تقوم بالقبض على مجموعة من البلطجية أمام مجموعة من الأقباط المُتضررين وكأنهم يشجعون البلطجة والإرهاب ، لذلك لم نجد حلول جذرية لهذا الوباء الذى أصاب مصر مُنذ مَطلع الثمانينات من القرن الماضى فأنتشر الداء وأستشرى في عروق المصريين إلى أن أصبح لا أمل في الشفاء إلا بعمل مُكثف من الدولة ووضع خُطة جادة للقضاء على هذا الإرهاب الداخلى ، وأبسطها أن يتلقى أي إرهابى مُجرم عِقَابه الرَادع في التو واللحظة ، وردع كل من يتهكم على دين الآخر ، وعِقاب كل من تُسول له نفسه الزج بالدين في كل مَنَاحى الحياة لاسيما لدى المُتعصبون مُتطرفى الفكر الذين يرفضون عمل الأقباط لديهم لدرجة تصل إلى الوقاحة كوضع لافتة مكتوب عليها ممنوع الوظائف للمسيحيين !!
فما أشبه اليوم بالبارحة ، فنحن الآن بصدد أحداث طائقية بقرية دمشاو هاشم بالمنيا.
فما بين أحداث سبتمبر 1981 ” الزاوية الحمراء ” وأحداث قرية دمشاو هاشم سبتمبر 2018 والتي بدأت فعلياً الجمعه 31 أغسطس سلسلة من الأحداث الطائفية ومُعظمها لمنع بناء دور عبادة مسيحية أو الإستيلاء على أراضى أقباط قرروا التبرع بها لبناء كنيسة !!
لن أدخل في تفاصيل أحداث قرية دمشاو هاشم لأن كل تفاصيلها من نهب وسرقة وحرق وهدم وتخريب بيوت الأقباط لمنع بناء دور عبادة أو إضطرار الأقباط الصلاة على مُتوفى في الشارع لا يختلف كثيراً عن أحداث كثيرة حدثت مُنذ عام 1981 إلى عام 2018 فالأحداث تتكرر بشكل مُمَنهج مع إختلاف القرية فقط أو المنطقة ، ولن أتحدث أيضاً عن مُحافظة المنيا التى باتت على صفيح ساخن والتي لها نصيب الأسد من تكرار الأحداث ، وهنا يُسأل فيها المسؤولون الذين يَعلمون جيداً ما هي الأسباب ومن وراء تكرار هذه الجرائم ومن له مصلحة في تهجير وتفريغ المنيا من أبناءها المسيحيين ، ومن الذين يقومون من حين لآخر بأعمال تخريبية بالمُحافظة وكان من قبلها مُحافظة أسيوط وقبلها سوهاج والدائرة تدور في كل ربوع المحروسة لاسيما مُحافظات الصعيد .
وهنا أريد طرح عدة أسئلة هامة لكل من يهمه أمر هذا البلد الا وهو :
إلى متى ياسادة تحدث هذه المُهاترات في دولة القانون ، إلى متى تُحل مشاكل المواطنين بجلسات عُرفية وبيت العيلة أو حتى بيت العز ؟!!!!! وإلى متى ستظل الدولة في موقف المُتفرج وكأنها في كوكب آخر؟!!! وإلى متى سنترك المُجرم إلى أن يُتمم عمله الإجرامى ، رغم أننى أعلم جيداً أن الدولة تستطيع القضاء على هذا الشبح الطائفى ورفع راية المواطنة وإعطاءها الأولوية عن كل شيء آخر إذا أرادت ذلك !! لكى تسمو مصر وترتفع قبل أن يقضى هذا السوس على الأخضر و اليابس !!
وآخيراً وعلى خلفية صورة لمُحافظ المنيا السابق وهذا قبل رحيله من منصبه في حركة المُحافظين الجُدد فأنتشرت له صورة وهو يُصلى في مكتبه وبالطبع تم إلتقاطها بترتيب منه مع المُصور كنوع من التدين الذى أراد لسبب أو آخر إبرازه للرأي العام !! فرسالتى له ولمُحافظ المنيا الحالي ولأى مسؤول في هذا البلد .. أقول لجميعكم ” إن العمل عبادة ” فالتفرغ للعمل وحل مشاكل المُحافظة أو البلد أو المواطنين وسلامة وأمن هذا البلد والسيطرة على مثل هذه الأعمال الإجرامية وإختفاءها من المنيا صاحبة الأحداث الحالية أو من كل ربوع مصر دون رجعة هي العبادة بعينها فهى أفضل عند الله من السجود وإقامة الصلوات .

 

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.