للجسم رمانة الميزان,, للنفس صمام امان,, ملكة صاحبة امر و سلطان,, و بيدها مقاليد حكم الجسد و الوجدان,, ما بين خلل و اتزان,, عملها محدد بدقة و حسبان,, بمقدار دون فرط او نقصان ,,ترسل اشاراتها للانسان,, و هكذا يصح البنيان,, و يكون سالم بأمان,, بمأنى عن اضطرابات النفس و الابدان ,, و قد يختل السريان,, فتتتكاسل عن عملها بعض الاحيان,, فيهاجم الجسم شبح التعب و الغثيان,, و يدعو اتباعه لنشر النعاس و النسيان ,, و من الثقة و الدافعية الفقدان,, و هكذا يعزو الجسد و يدمر الكيان ,,او يزداد نشاطها فُيلدغ المرء بسم الافعوان ,,فينشر فى النفس الكأبة و الاحزان,, و من الاسترخاء و النوم الحرمان ,,و الغضب يكون للفرد عنوان,, و هكذا تهدم الجدران,, التى لمملكة صحة الانسان,, و يستهدف العزو الغدة الدرقية هذا المكان,, الذى يقى الصحة بالمجان,, فعلينا ان نهيأ الحرس و الاعوان,, لحماية تلك التى تحفظ الجسم مصان ,, الان سنتعرف على تأثير نقص او فرط نشاط الغدة الدرقية على الحالة النفسية و المزاجية
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق، حول القصبة و تلعب دوراً رئيسياً في جميع العمليات الحيوية داخل الجسم تقريباً
فهي الغدة التى تنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم؛ أي تحويل المواد الغذائية إلى طاقة، فإذا تباطَأَ نشاطُها تباطَأَ نشاطُ المرء البدني والعقلي و اذا حدث فرط بنشاطها ادى لاختلالات ، و شبهها احد الاطباء بالبطارية للجسم، متى نقص نشاطها لَزِم إعادة شحنها بالأدوية التعويضية و اذا ازداد يحتاج لاعادة ضبط الايقاع لكي يتحسن أداء الجسم والعقل مرة أخرى
وتُصنف أعرض كسل الغدة الدرقية في فئتين
اعراض جسمية: وتتضمَّن الإعياء، انعدام الطاقة، كثرة التعَب، زيادة الوزن، انخفاض الشهيَّة، جفاف الجلد، شُحوب الوجه وانتفاخه، جفاف الشعر، آلام العضلات، عدم تحمُّل البرد، بحة الحلْق، شدة دورة الحيض، الإمساك ,ارتفاع الكوليسترول, جحوظ بالعين
الاعراض النفسية: تتمثل فى النسيان، عدم القدرة على التركيز، سرعة التهيُّج والعصبية، النوم لفتراتٍ طويلة، التعَب عند الاستيقاظ، انخفاض الروح المعنويَّة، الاكتئاب و ضعف الدافعية
و ايضا زيادة نشاط الغدة الدرقية يسبب اضطرابات نفسية و جسدية
الاضظرابات الجسدية: احمرار الجلد و فرط التعرق, ضعف الشعر و تساقطه, انفتاح الشهية مع نقص الوزن , اسهال مع اعراض القولون العصبى, ضعف الدورة الشهرية و ضعف الخصوبة , ارتخاء الغضلات, الام بالعين
الاضطرابات النفسية
العصبية الشديدة, الشعور بفقدان السيطرة ,عدم القدرة على الاسترخاء والراحة الشعور بأن المريض على حافة الانفجار من الحزن و الاكتئاب , نوبات من الهلع والصداع مع صعوبة النوم و الارق
و هنا نجد العديد من الاشخاص يلقون باللوم خلف اضطراب حالتهم النفسية، على مصاعب العمل، أو مشاكل الزوجية، و غيرها
من الأسباب دون أن يخطر ببالهم ربما يكون السبب هو إصابتهم باضطراب الغدة الدرقية
ما بين خلل و اتزان اصابع خفية يلصق بها الاتهام تسلل بخفة تارة تخفض الايقاع و تارة فى ازياد و ما بين هذا و ذاك اضطرابات و معاناة للنفس و الجسد على حد سواء فعلينا مراقبة تذبذات هذ المارد الصامت الذي يمتلك مفاتيح الداء و الدواء للعديد من المشكلات الصحية
اخصائية نفسية
أ. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com