الأحد , ديسمبر 22 2024
محفوظ ناثان
محفوظ ناثان

“كيف أُهين أُمي؟!”

محفوظ ناثان
في تطور خطير في احداث قرية #دمشاو هاشم بالمنيا، يقوم ارهابيون بالقرية بالهجوم على سيدات مسيحيات عزل يمشين بالشارع وسط صيحات الارهابييين ” الله اكبر “
“نصارى”. ويقومون بسحلهن وتجريدهن من ملابسهن على مراى ومسمع من أهالي القرية الصعايدة الجدعان .
منذ متى ونحن نعري بناتنا وأمهاتنا في الشوارع حتى ولو اختلفنا معهم في العقيدة او المذهب والدين؟
الى هذا الحد آلت الامور .الى هذا المستوى من الانحطاط الاخلاقي والفكري…!
اليست من الجدعنة والشهامة التي عاهدناها في المصريين عامة والصعايدة خاصة ان ننصر المظلوم ونحامي عن الضعيف ونستر أعراض الآخرين ولا سيما ان كانوا مسالمين محبين للجميع.
عندما قام البوذيون في بورما ” ميانمار ” باضطهاد مسلمي الروهينجا قامت الدنيا ولم تقعد بسبب التنكيل باحبائنا المسلمين هناك.
فقد قام بابا روما بمناشدة المجتمع الدولي لإنقاذ مسلمي الروهنجا، هذا بالرغم من ان كثيرا من المحللين قالوا بان المشكلة لم تكن طائفية.
السؤال الذي يطرح نفسه دائما :
لماذا لم يخرج علينا شيخ الأزهر الجليل ببيان ادانة لأحداث مأساوية . احداث ينغض لها جبين كل حر ، ويقف أمامها الضمير والفكر البشريين في عجز تام وقصور دائم.
لماذا لم يخرج علينا الرئيس وحكومته بقرارات حاسمة واظهار القوة الغاشمة لأولئك الإرهابيين الذين يروعون الآمنين ويكشفون عورات النساء في الشوارع .يعاقبون بني وطنهم فقط لكونهم اقباطاً ويصلون من اجل سلام بلادهم ونصرة جيشهم .
يصلون من اجل الذين هم في ضنك ومن اجل جيرانهم وكل المحتاجين.
هل تعتبر جريمة اذا صليت من اجلك ومن اجل بلدي؟!
هل أضحت الصلاة جريمة ؟!
اذا كان اهل القرية يصلون بدون ترخيص فلتقم السلطات بمحاسبتهم وليس الأهالي .
هل تبدلت الادوار وأخذ الشعب دور السلطات وأخذت السلطات دور الشعب؟
ألا يحدث هذا فقط في اي ملف خاص بالأقباط ؟
لماذا لم تقم الحكومة بحسم قانون بناء الكنائس الذي مازال تائهاً حائراً بين اروقة الدواوين الحكومية وعن عمد؟
لماذا لا يعش الاقباط في وطنهم آمنين مطمئنين يؤدون شعائرهم الدينية بحرية تامة دون خوف او هلع؟
تقوم الدول الغربية ببناء المساجد على أراضيها للسماح لاحبائنا المسلمين بالصلاة بحرية تامة وهم ليسوا مواطنين في تلك الدول ، وقد قدمت لنا دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً رائعاً في التسامح وقامت ببناء مجمعاً للاديان.
لماذا تترك الدولة الباب مفتوحاً امام التطرّف والارهاب بدلا ً من ان تجفف منابعه وتقوم بوأده في مهده؟!
ان عدم اعمال القانون واللجوء للمجالس العرفية او ما يسمى ببيت العائلة لهو ضربة قاسمة للدولة ومؤسساتها . وهذا يجعل الدولة رخوة ومن ثم تنهار.
في النهاية أودّ ان اقول انني في غاية الحزن
لان جراح وطني تنزف ولا تريد ان تلتئم.
وما يزعجني كثيراً ان أمي صارت مهانة.
أيُهين الابن أمه ؟ بدلاً من ان يصون ارضها ويحمي عرضها.
كيف تفتخر أمي وتتغنى بأمجادها
وهي تهان وتذل من قبل اولادها..؟!

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.