أمل فرج
قبل نحو عامين، انقلبت العلاقة بين “بسام” المعروف إعلاميا بـ”طالب الشروق، وقتيل الرحاب”، وحماه أشرف رأساً على عقب، وتحولت سنوات الوئام والارتياح إلى ضجر وخلاف، عندما اكتشف الشاب سر الثاني بمحض الصدفة، واستخدامه كوسيلة ضغط للابتزاز وجني الأرباح والحصول منه على الأموال التي يحتاجها، وفق اعترافات الثاني حول دوافع قتل الأول.
يتذكر أشرف 52 سنة، جيدا لحظة كشف شريكة وخطيب ابنته بسام 23 سنة، سره، قائلا: “كان شريكي في مجال المقاولات العامة، وكنت بأتمنه على كل حاجة في بيتي، وبعتبره ابني اللي مخلفتوش”، حتى اكتشف بسام السر عندما أرسله “حماه المستقبلي” لجلب مبلغ 20 ألف جنيه من خزينته الخاصة في الطابق الثاني بالفيلا رقم 24 بمجموعة 1 الرحاب، وأعطاه كلمة السر، وذلك لتسديد مستحقات “نقاشين وعمال” استقدمهم الأخير لإنهاء تشطيبات في بعض الشقق المملوكة له.
وجد “بسام” بطاقتين شخصيتين مثبت عليهما صورة حماه باسمين مختلفين داخل الخزنة، الأولى تحمل اسم “محمود” محامي، والثانية باسم “أحمد” كيميائي، الأمر الذي أثار فضوله ما دفعه للبحث بين الأوراق داخل الخزنة. كما عثر على شهادة وفاة باسم أشرف، وكارنيه محاماة، ووثيقة زواج عرفي مثبت عليها صورته وبيانات رجل آخر. فبادر الشاب لتصوير الأوراق والمستندات بهاتفه المحمول.
شكلت الأوراق سراً حير بسام ثلاثة أشهر حتى قرر أن يصارح “أبيه الروحي”، مثلما كان يلقبه، لينزل الخبر كالصاعقة على رأس أشرف الذي طلب منه عدم إخبار أحد بما عرف، وإلا سيكون مصيره الحبس، وأخبره أنه استخرج تلك الأوراق والإصدارات بمساعدة موظف مدني بمصلحة الأحوال المدنية يُدعى “علاء”، نظير مبالغ مالية للهروب من أحكام قضائية نهائية بالحبس في قضايا مخدرات وتزوير.
بحسب أقوال واعترافات “الأب الروحي”، استغل بسام السر الذي اكتشفه وبدأ في ابتزاز “حماه” أكثر من مرة حيث طالبه بمبالغ تخطت 400 ألف جنيه.
وفي اعترافات للنيابة، قال الأب إنه قرر قتل بسام، عندما اعتدى على ابنته “حبيبة” وصفعها وسط الشارع، موضحا: كان ذلك بعد عيد الفطر، ويومها تلقيت اتصالاً هاتفياً من ابنتي وهي مصابة بحالة بكاء هيسترية، وأُخبرتني أن بسام اعتدى عليها في أحد شوارع الرحاب، فسارعت أن ووالدتها إليها ولم تتمالك زوجتي أعصابها، ووجهت سباباً له فركلها بالـ”شلوت”، وحيما حاولت قال لي “انت متقدرش تفتح بقك.. أنا أقدر اطلب لك دورية أمنية تيجي تاخدك دلوقتي حالاً”.
“مُنكس” الرأس عاد أشرف إلى منزله، وجلس يفكر كيف يتخلص من صداع “بسام” الذي مثل شوكة كدرت حياته، وظل طيلة شهرين يدبر حيلة لذلك الأمر، وقبل عيد الأضحى بعدة أيام حصل منه بسام على مبلغ 30 ألف جنيه، فأحضر ابنته ووجه لها استفساراً “هل ما زلتي تحبينه؟”، أجابت الفتاة أن كرامة والدها، وعدم انكساره أهم لديها من علاقتها بحبيب عمرها، فطلب منها استدراج بسام، وإخباره بالتصالح معه وتجهيز مفاجأة له، لتأديبه فقط دون أن يخبرها نيته في التخلص منه.
اتفق الأب مع صديقه الطبيب “باسم” على استئجار شقته الفارغة في مدينة الرحاب، وادعى أن خطيب ابنته اعتدى عليها جنسياً وأنه يريد استدراجه وإكراهه على الزواج منها برفقة بعض أقاربه، وأن يقيم العروسان في الشقة، فوافق الطبيب على الفور، وأعطاه مفتاح الشقة.
فور استلام أشرف للشقة استقدم عمال وأمرهم بحفر حفرة عمقها “متر ونصف في مترين ونصف”، وجهزها بالأخشاب، وطلب من العمال تقييد بسام فور حضوره رفقة حبيبه ابنته، ثم طالب الجميع بالانصراف.
تحقيقات الجهات القضائية، وتحريات فريق البحث، كشفت أن المجني عليه بسام، ظل فترة كبيرة قبل أن يقتله المتهم أشرف، وطالبه بشرب المياه وحينما فك الشريط اللاصق من فوق فمه حاول الشاب الصراخ والاستغاثة، ما دفع المتهم لخنقه والقاؤه في الحفرة.
وضع المتهم فوق جثة المجني عليه، الفحم وشبك حديدي ثم غطاها بالرمال، وأحضر عمال لتركيب سيراميك في مكان الحفرة بمطبخ الشقة.