الجمعة , نوفمبر 8 2024
وليد وصفى

“أحلى من الشرف مفيش”

وليد وصفي .
عندما نتحدث عن الشرف تذهب تخيلات البعض عن تلك القطرات التي تسيل من البنت عند فقدان عذريتها، وعندما نتكلم عن العفة يذهب البعض بأفكارهم إلى شكل ونوعية الملابس التي تلبسها البنت، وكأن الشرف إنحصر في قطرات دماء والعفة انحصرت في حجاب ولبس طويل. ولكن دعونا نتعمق أكثر بأفكارنا في ذلك الموضوع .
إنتشرت في الأيام الأخيرة واقعتين تحرش شغلوا الرأي العام وصاروا حديث السوشيال ميديا

1- الأولى كانت للفتاة منِّة جُبران الشهيرة بفتاة التجمع حيث كانت الفتاة متواجدة بالشارع في انتظار الباص للعودة إلى منزلها بعد انتهاء عملها فقام أحد الشباب السمجة بمضايقتها إلا ان رد فعل الفتاة السريع كان ذكيا حيث قامت بإخراج هاتفها وتصوير الشاب الذي بدوره شعر بذلك وانسحب.

بالرغم من أن الفيديو يوضح ان ذلك الشاب نزل من سيارته بغرض التحرش والإيقاع بفريسته التي كانت أذكى وأشرف منه إلا أن التعليقات والمنشورات التي طرحها رواد مواقع التواصل الإجتماعي أظهرت القذارة والغباء الذي بداخلنا تعليقات حولت الجاني إلى ضحية والضحية إلى مومس
هؤلاء الأشخاص اللذين برروا ذلك بسبب ملابس جُبران التي وضعوها تحت بند العُري والمعصية ومخالفة المجتمع والدين، وانهالت الشتائم والألفاظ الجارحة عليها .
ربما لم تُحدث الواقعة جرح نفسي للضحية بقدر ما تركته تلك التعليقات والشتائم داخل الفتاة.
تعجبت كثيرا لتلك الفتيات اللواتي تعاطفن مع ذلك المتحرش وتناولن الأمر بسخرية غريبة وكنت أرى تعليقاتهم عبارة عن هتك عرض الفتاة والأقذر من ذلك أن هذا المتحرش صار مطلوبا لعمل الإعلانات وأصبح مشهورا على حساب الضحية.

2- الواقعة الثانية بدأت بتغريدات عن محاولة التحرش بصحفية اليوم السابع مي الشامي بصالة التحرير
كتبت الشامي على صفحتها الشخصية “كنت أُفضل ألا أتحدث إطلاقا عن هذا الأمر إحتراما للمؤسسة التي أعمل فيها، نعم تعرضت لمضايقات متتالية من شخص داخل العمل (صالة التحرير) ولكني فضلت التحقيقات بدلا من الحديث لوسائل الإعلام أو وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن بعد نشر وتسريب أحدهم للقصة وبها بعض التفاصيل المغلوطة، لذلك فضلت الحديث عن القصة بوضوح لوضع الأمور في سياقها”

وقد قامت الشامي بتحرير بلاغ في قسم شرطة الدقي إتهمت فيه الكاتب دندراوي الهواري رئيس التحرير التنفيذي للجريدة بمحاولة التحرش اللفظي والجسدي بها وتم إحالة البلاغ إلى النيابة وتولت النيابة التحقيق في الواقعة

في الجهة الآخرى على بعض صفحات مواقع التواصل ظهر أيضا المعدن المتسخ لعقول البعض بعد تعاطفهم مع مدير التحرير المتحرش والدفاع عنه واتهام الشامي بانها ضد النظام وأنها تابعة لحركة 6 ابريل مستخدمين أسلوب إبعاد الناس عن الحدث الرئيسي وتتويه عقولهم وإشغالهم بمواضيع أخرى.
ولكن .. لماذا أتعجب من ذلك؟!! ونحن في بلد يتم تفصيل القانون بها حسب مكانة الجاني والمجني عليه وحسب نفوذ المجرم والضحية!!

تحدثت معي إحدى الزميلات عن موضوع النقاب وعلاقته بالحشمة والعفة وكانت إجابتي أن الطهارة والعفة الحقيقية تكون في داخل الإنسان وليست في مظهره الخارجي وبعد مناقشات طويلة لم أستطيع إقناعها إذ أنها كانت تتحدث من المنظور الديني والعقائدي مبررة ذلك أننا أُمرنا بذلك حتى لا نثير شهوة الشباب.
ولكن لماذا لا يحفظ الشباب أنفسهم ويكونوا هم أيضا ذي عفة وقداسة داخلية؟!!
إذا تحولت أفكارهم إلى النقاء والطهارة فلن تثيرهم أية مناظر حتى وإن كانت الأنثى التي أمامه عارية بأكملها .

قاموا بعمل تجربة اجتماعية ألبسوا شابا نقابا وسار في الشوارع وكانت النتيجة انه تعرض لكمية تحرش ومضايقات
إذا المشكلة ليست في اللبس أو النقاب أو الحجاب أو التبرج أو التحرر ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الأفكار النجسة والنظرة الشريرة والتحقير والتقليل من شأن الطرف الآخر وبسبب الكبت والصورة الخاطئة التي رُسمت في أذهان البعض عن أن الأنثى مجرد جسد للتمتع به ومجرد آلة للتكاثر.

الشرف ليس حشمة اللبس أو كما يرونه في الصعيد غشاء بكارة ولكن الشرف الحقيقي في النظرة المقدسة والفكر النقي واحترام الإنسانية.
الأنثى تاج لمن يرى نفسه رأسا وحذاءا لمن يرى نفسه قدما فإن كنت تراها تاج قُل مع عم توفيق: “أحلى م الشرف مفيش”

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.