كتبت / أمل فرج
تناثرت علينا منذ أيام دماء عصفورين من عصافير الجنة ، رحلا في حادثة يتوشحها الغموض ، والريبة ، واللامعقولية ، والشذوذ عن الطبيعة والمنطق ، في مشهد أعاد للساحة ، مالم تنسه الأذهان من وقائع مجزرة الرحاب فثمة علاقة وشبه بين الواقعتين ، ويتساءل من تساءل ماذا يكون وراء غموض اعتراف الأب بقتل طفليه ، هذا الاعتراف المضطرب ، الذي رفض المجتمع برمته أن يصدقه ، تماما كما لم يصدق المجتمع ما آلت إليه التحقيقات بشأن مجزرة الرحاب ، فهل يسدل الظلام على غموض مقتل عصافير قرية ميت سلسيل ، كما أسدل على مذبحة الرحاب باجتهادات رفضها عقل المجتمع و راح الأغلب يرجح أن ثمة تستر على أسماء كبيرة ، أثبت واقع نتيجة التحريات ـ حينها ـ أنهم فوق القانون ؛ لتغلق القضية بغموضها وتبريراتها الخارجة عن المنطق ، التي أعلنت للمجتمع ، دون فك شفرات الوصول للحقيقة التي هي يالفعل الحقيقة ، وليس كما خرجت نتائجها للمجتمع ، أيا من كان وراء الواقعة من كبار المجتمع ، إذا فهل ثمة تشابه بين قضيتي مجزرة الرحاب ـ منذ شهور ليست بعيدة ـ وبين ما نشهده اليوم ؟! هل ثمة رابط ، وطرف مشترك بين كليهما ؟! لماذا تستحضر أذهان المجتمع دماء أبناء مجزرة الرحاب ، والأب الذي نسب إليه دماء أبنائه ، مع مشهد مقتل طفلي ميت سلسيل ، ومحاولة إنساب الجريمة للأب ؟! الأمر الذي رفضه المجتمع من أدناه إلى أقصاه بعد أن أصبحت الجريمة هي الأشهر على ساحة الجريمة في مصر الآن ، رغم اعتراف الأب ، بل كان اعترافه بهذه الهوية النفسية التي بدا عليها أمر أثبت باليقين براءته أمام المجتمع ، هكذا كان نبض الشارع عقب انتشار مقطع فيديو اعتراف الأب ، والذي راح يجزم الجميع بأن الأمر وراءه أصابع كبيرة تلتف حول عنق الأب ، وتدفعه قهرا لهذا الانتحار البطئ بأقسى أساليب الانتحار وجعا وهو الاعتراف بدماء أبنائه ، ورذائله ؛ ليبدو أمام المجتمع شخصا غير مسئول ، وصاحب رذائل متعددة ؛ فتبدو الجريمة أقرب لعقل من يستمع لتفاصيل ما لفق للأب ، تماما كما لفق للأب في مجزرة الرحاب كثير من الأقاويل التي لم تقنع العقل للمجتمع برمته حتى الآن ..
ترى هل أصبح قدرنا أن نعاصر ، ونشاهد مشاهد الشذوذ في الجريمة على ساحة مجتمع بلادنا ، وتخرج علينا نتائج التحقيقات لتجعل المجتمع يضرب الكف بالكف لصالح شخصيات فوق القانون ؟! وهل حقا لم يتمكن رجال القانون من الوقوف على خيوط حقيقة هذه الجرائم ؟!
هل ـ حقا ـ يبدو أن ثمة علاقة بين مافيا مقتل طفلي ميت سلسيل ، وبين دماء مذبحة الرحاب ؟!
وهل يسدل الستار على نفس المصير ؟! وهل ستظل المافيا كثيرا فوق القانون ؟!