كتبت / أمل فرج
مشهد من أبشع ما حمل لنا المجتمع من مشاهد الدم ، حين يعترف الأب ـ قهرا ـ كما تبدو جميع الشواهد ، التي أدت لرفض مجتمعي لاعتراف الأب عن نفسه بقتل طفليه ، وراح يترجم المجتمع اعتراف الأب بأنها عقدة الذنب ، وفسر البعض هذا المشهد أن الأب يسدد فاتورة تورطه مع مافيا الآثار ، وغيرها من أقاويل لم يثبت صحتها بعد ، غير أن الشواهد الأكيدة تقر ببراءة الأب رغم اعترافه على نفسه ، وحول هذا الشأن جاءت لنا تصريحات إحدى قريبات والدة طفلي الملاهي بقرية ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، الذي اعترف والدهما بقتلهما، أنها لديها دليل براءة والدهما من قتل الطفلين، لافتة إلى أنها ستتوجه إلى النيابة العامة لتسلمها بنفسها. وأشارت السيدة، التي رفضت ذكر اسمها، لحين تسليم الدليل للنيابة، إلى أن لديها صورة تثبت براءة الأب، وأن الطفلين مختطفان، وستتوجه بها إلى قسم شرطة ميت سلسيل لإثبات براءته، مؤكدة أن اعترافه بقتلهما جاء نتيجة انهياره وتأثره بالحادث، ولا يمكن أن يكون القاتل.
وأوضحت قريبة الزوجة: “ماعرفش أب بيحب ولاده زي محمود، ويوم الجنازة كان وقع من طوله وهما بيدفنوا، وأغمى عليه منهار”، متابعة: الزوجة في حالة انهيار تام وتحت الرعاية الطبية، ولا تستطيع الذهاب إلى النيابة للإدلاء بأقوالها.
كان محمود نظمي، 30 عامًا، والد طفلي ميت سلسيل، المختطفين من الملاهي والمقتولين غرقا في ترعة بفارسكور، قد سلم نفسه فجر اليوم، واعترف بأنه قاتل الطفلين، لأنه كان يمر بظروف نفسية سيئة ويعاني من الديون، ويشعر دائما بأنه لا يستحق أن يكون أبًا لهما. كان نظمي قد اختفى عقب صلاة الجنازة عليهما، وفشلت الجهود في العثور عليه وإعادته لاستكمال التحقيقات، عقب اعترافه بتورطه في تجارة آثار وعدم إتمام صفقة شراء قطعة أثرية، وتورطه في علاقة مع سيدة بتصويرها في أوضاع مخلة، كما هددته بأن تحرق قلبه على طفليه. واعترف بأنه القاتل، وأنه اختلق قصة اختطافهما من الملاهي، لإبعاد الشبهات عنه، مشيرًا إلى أنه ترك رسالة في بيته قبل اختفائه، بأنه لن يعود قبل الانتقام لأبنائه، إلا أنه عاد اليوم وسلم نفسه.
كان المئات من أبناء ميت سلسيل، قد شيعوا جنازة الطفلين “ريان 4 سنوات، ومحمد 3 سنوات”، أمس الخميس، إلى مقابر العائلة، وأعلنت عائلة الطفلين عدم تلقي العزاء قبل القصاص من الجاني.