كتبت / أمل فرج
عاشت فتاة التجمع في صمت ، راضية بقرار والدتها بمنعها من الخروج ، وظلت أفكارها الناقمة والساخطة على المجتمع الذي لم ينصفها ، أو يتعاطف معها ، أو حتى يكف أذاه عنها ، حتى وصل أن بعض صديقاتها فضلن ترك صداقتها ، على مواقع التواصل الاجتماعي ، وحذف صورها ، فضلا عن فصلها من عملها وكأنها قد سجلت في ملفات الإجرام ، حتى وإن كانت قد بالغت في ردة فعلها تجاه الموقف الذي تعرضت له ، كما يصور البعض ، دون الوقوف على تفاصيل وحقيقة ما تعرضت له الفتاة ، ولكن يبدو أن هناك رد فعلي مجتمعي ، وهو في الحقيقة ” موروث جهل ” لا يتناسب مع ردة فعل الفتاة ، في حين أنه قد تم التماس الأعذار للشاب الذي تحدث لها ، وتعرض لها ولو بالحديث غير المسموح له ، وراح الكثيرون ، بل يكاد يكون الجميع قد قللوا كثيرا مما فعل الشاب ،ودافعوا عنه وكأن لا خطأ له تماما ، بل وحولوه إلى نجم سينمائي وكأن ما حدث ـ وإن كان يسيرا ـ حقا له ولا خطأ ، أو تجاوز له فيه ؟! بل وكأن المجتمع يكافؤه على تدني ما فعل ، أيا ما استخف بفعله البعض وحقروا من شأنه ؛ فهذا يعكس نظرة مجتمعية مريضة وخطيرة ، تحتاج لتدخل من يتعلق الأمر بهم ممن ينوط لهم الأمر من مسئولين ومهتمين من أصحاب التخصص والتدخل ..
مبالغة ردة فعل فتاة التجمع ـ كما يصفها البعض ـ لا تعني تجريمها ، وتهاون المجتمع مما فعل الشاب وتحويله لنجم تلتقط معه الصور لا تعني تبرأته من الخطأ ، ولكن هكذا صنع المجتمع ـ للأسف ـ مما جعل الفتاة تتحول وغيرها ممن يلاقين نفس المعاملة المجتمعية في مواقف مشابهة إلى كائن ناقم ، ومعادي للمجتمع ، وهذا أمر لا تحمد عقباه ، وكان على المعنين بالأمر ممن تنوط لهم المسئولية المجتمعية ، الوقوف على نقاط الضعف ، والقوة في هذا المشهد المجتمعي الذي تتعرض له كل فتاة ، وبدرجات أسوأ ، قد يعاقب عليها القانون وتفضل الصمت ؛ خشية العقاب المجتمعي الذي تعرضت فتاة المعادي لشيئ بسيط من لفحاته ، وحول هذه القضية يذكر أن تضامنت الإعلامية سالي عبد السلام مع منّة جبران، التي عُرفت مؤخرًا بلقب “فتاة التجمع”.
ونشرت سالي عبر حسابها على موقع “إنستجرام”، صورة تجمعها بمنّة كشفت فيها عن معاناتها في عملها ومع أسرتها وأصدقائها.
وكتبت “عبد السلام”: “مع منة جبران اللي اكتشفت إنها بنت منطقتي، أجدع بنت في مصر، عيدي واخرجي واتبسطي.. انتي الصح! انتي على حق.. منة اترفدت من شغلها، عيلتها قالت لها اسكتي وفي منهم قاطعها وهي يتيمة الأب.. أعز صاحبة ليها قالتلها امسحي صوري من عندك وقاطعتها!! منة مامتها منعتها من الخروج وأنا استأذنتها تنزل معايا”.
وأضافت: “بعد الفيديو اللي متحرش فيه مشيت منه ودخلت سوبر ماركت وفضل واقف وفي الآخر نزل كلمها يقول لها تعالي نشرب كوفي!! وكأنه عادي في بلدنا أى حد يكلمني واأنا ماشية لوحدي! ولما صورته ونزلت الفيديو للأسف بنات دافعت عنه عشان عربيته غالية وأشباه رجال بيقولوا مشتمهاش أو قال لها حاجة خارجة!.. للأسف نسينا الأخلاق!! عاداتنا وتقاليدنا على أهل بيتنا بس!.. يقولك أمي وأختي لا! وإحنا عادى ملناش حق ولا حرية نعيش في أمان!”.
وتابعت: “الساكت عن الحق شيطان أخرس! اجبروا بخاطر الناس ربنا يجبر بخاطركم! الخير فينا إلى يوم الدين!.. والله ما عرفت أعيد بسبب تعبي والخبر في صحتي اللي نكد عليا، بس مش هسيب حد مظلوم يتحول لجاني.. الله الغني عن شهرة وفولورز مش بيقولوا ولا بينصروا الحق!.. كنت اشتريت من زمان أحسن متابعين!.. الله الغني عن حد هيأذيني بعد كدة!”.
واختتمت سالي عبد السلام قائلة: “من فضلك متقولش رأيك إلا لما تقيس موقف على أهل بيتك!.. المتحرش القذر في ناس في المجتمع عملته نجم وبيعمل فيديوهات وبيسف على الموضوع.. لو انتى تقبلي تنزلي مع حد متعرفيهوش إحنا لا.. في بنات اتربت وجدعة وبـ100 ست من الساهلين الرخاص اللي بيدافعوا عن باطل وعايزين يرخصونا كلنا.. حسبي الله ونعم الوكيل!”.