وصار العشق بها متجاوزا كل سلامة العقل حين أصيبت بالمرض اللعين الذي للعاشقات .. كانت الإصابة بالغة جدا.. فقد ملأتها ذاكرة العطر بوهج الاختناق.. لحتى وجدت صعوبة في التنفس و التركيز ..
ورغم كل الجهد كي تبدو بين الأصحاب مصغية غير أنها دوما هي الشريدة بينهم ..شاردة في الزحام…بين كومات الالتزامات وأوقات العائلة.. حتى على طاولة الطعام هي هي المولعة به حتى الضجر ..
“كم بت شقائي ياشقائي .. ولم يعد يغريني بريق سلطانك في عيني أوصمتي .. هذا الصباح ..لن تفعلها يدي ثانية لأتناول عن طاولتي عطرك الذي اهديتني .. وبحق ما تضخه في روحي من تخريب سأحطم الآن زجاجة العطر بكل تفاصيل ملامح الشغف وهذي اللقاء ..
حطمتها ..هشمتها وأجهزت عليها شظايا طاعنة جدا ومدممة
ياويلي ..ياويلي .يالموتي المتجدد .. .كيف غرقت هكذا في عاصفة من العطر المراوغ و العاري من الخجل لحتى تعلق بدمي والتحم بأدق خلايا الجنون ..
يالوجعي بك أيها القاتل الرقيق .. اغرب ..خذ طغيانك عني وأغرب . فقد قتلني العشق اختناقا …وانتبه الا تترك أي من الشظايا المشتعلة والمثقلة بنزف عطرك الغائر في لحم روحي .. أرجوك اغرب..