بمناسبة عيد صعود جسد سيدة الوجود و أم الإله، دائمة البتولية و ( الأم العذراء ) التي عجزت في وصفها فلسفة أغسطينوس وتلعثم في وصفها ذهبي الفم و تغزل في بتوليتها العظيم برناردو دو كليرفو و طلب شفاعتها ملوك الأرض و عظماء الخلق و صفوة الكون طلبوا وساطتها عند الملك المسيح . عذري الوحيد في أن يتجرأ قلمي ويكتب عنك فقط أن من أوصافك أنك ( شفيعة الخطاة أمثالي ) ( سيدة الوجود ) أولا وجب علي أن أقدم إعتذارات لسيدة الكون ونبع الحنان سيدتي العذراء مريم وذلك الإعتذار لكوني تجرأت الأن وسأكتب عنها رغم عدم إستحقاقي . و كلماتي لم ولن تكون الدقيقة لوصف عذراء إحتوت في خدرها رب الأرباب سيدي يسوع المسيح ولكن سأتجاسر وأترك قلمي يعبر عن حبي الجم تجاه ( إيبارثينوس ) . ينتقدنا البعض علي مغالاتنا في مديح السيدة العذراء و الجدير بالذكر أننا جميعا نجل الصليب ونقدره حتي الذين ينتقدوننا علي تبجيل العذراء هم يقدسون الصليب أيضا . وبالرغم من أن الصليب فقط حمل السيد لبضع سويعات ومع ذلك فإننا نمجده كرمز للخلاص ولكن إذا كانت تلك الخشبة الصماء حملته لساعات قليلة فأصبحت رمزا للخلاص فكم بالحري بال( عذراء) التي حملته في أحشاها ٩ شهور كاملة !!!!! و سهرت علي تربيته كرضيع ثم طفل ثم فتي ثم شاب هل يعقل أن نعتبرها فقط ( إناء ) حمل الخلاص وحسب.؟؟!!! مهما تغنينا بحبها ومجدنا ذكرها وخلدنا إسمها لن نحبها كما أحبها يسوع، الذي فضل أن يسكن بطنها عن مسكنه السماوي.♡♡
العالم أجمع يطوبها كما ذكرت في الإنجيل ( و منذ الأن جميع الأجيال تطوبني ) توجد مدن تحمل إسم السيدة العذراء وكثير من الجامعات والمدارس والشوارع والمستشفيات فكيف لا نبني كنائس بأسمها. تغني لها الجميع من أعظم القديسين ومدحها اعظم الكتاب والفلاسفة تغزلوا في بتوليتها وعظمة قدرها . إنظروا إلي كبير الفلاسفة العظيم أغسطينوس عندما قال ( عجيبة هي أمك أيها الرب . من يستطيع أن يدرك أعجوبة الأعاجيب هذه عذراء تحبل!!! …عذراء تلد !!!!! عذراء تبقي عذراء بعد الولادة !!!! نعم تحير فيها عباقرة الفلسفة وما حدث معها هو بالطبع ضد قوانين الطبيعة بل وضد العقل نفسه. فقد كان لها دورا حصريا ( unique role ) في عملية الخلاص ولذلك سطعت فلسفة ذهبي الفم ( يوحنا ) عندما قال: ( قد حوت العذراء عوض الشمس شمس العدل الغير مرسوم ولا تسل هنا كيف صار هذا وكيف أمكن أن يصير الأن …حيث يريد الله فهناك لا يراعي ترتيب الطبيعة. ) نعم هي من حققت لنا البنوة الإلهية بكونها أما للسيد فصرنا أبناء له . هي من كسرت السواتر العملاقة بين أرض و سماء .هي من حملت السماء داخل خدرها المقدس فكيف لا نقدسها ؟!!! ولذلك قال الحبيب أبونا بيشوي كامل ( دخلنا بالعذراء في بنوة إلهية عندما أعطانا سلطانا أن نصير أولاد الله ). فكيف لخالق الكون أن يختار عذراء لتحتويه في بطنها !!!!! هل حول الله أحشاء العذراء لسماء لكي يحل بها كما تلفظ مار إفرام السرياني وقال ( مريم هي السماء السرية الجديدة وهي السماء الحاملة للاهوت ) سيدتي أنت تستحقين أكثر بكثير منا لأننا مهما تغنينا بمديحك لن نفيك الشرف الذي وهبك سيد الأكوان عندما إختارك من بين نساء الأرض لتكوني أما له. ولذلك تعجب أيضا وإندهش مار إفرام السرياني متأملا ( عجيبة هي أمك … سيد الكل دخلها فخرج إنسانا…. الرب دخلها فصار بشرا…. الكلمة دخلها فأصبح صامتا داخلها … الرعد دخلها فهدأ صوته …راعي الكل دخلها فصار منها حملا) . السيدة العذراء كانت و ستبقي إلي الأبد منارة للبتولية و رمزا للعفة و نبراسا للقداسة و بستانا للخلاص … تعجز كل مفردات اللغة وتتعطل كل القواميس أمام لفظ ( عذراء أم و الأم العذراء ) سيدتي تقبلي إعتذاراتي وسامحيني إذا كنت لا استطيع ان أعبر لك عن محبتي بلساني الضعيف … وقلمي الهش ولا تنسيني أمام إبنك وسيدك وسيدنا جميعا يسوع المسيح.