فى الدور الثامن بمبنى القصر العينى القديم، وفى هذا العنبر الذى يطلق عليه عنبر المحبوسين يتلقى الراهب “فلتاؤوس المقارى” الرعاية الطبية وسط حراسة مشددة تمنع عنه الزيارة، ولا تتيح لأحد الدخول لغرفته إلا الفريق الطبى المختص ووكلاء النيابة المكلفين بالتحقيق معه فى قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار الشهر الماضى، حيث اعترف شريكه فى الجريمة “وائل سعد تواضروس” أو إشعياء المقارى سابقًا بمشاركته فى الجريمة، حيث كان فلتاؤوس مكلفًا بمراقبة الأجواء حتى يتمكن إشعياء من الانقضاض على رأس رئيس الدير وقتله.
مصدر طبى بالمستشفى، قال لـ”اليوم السابع”، إن فلتاؤوس وصل من مستشفى الإنجلو أمريكان منذ ما يقرب من أسبوع وهو يعانى من كسر فى العمود الفقرى والحوض والساقين وآثار انتحار بقطع الشريان فى كلتا اليدين وحروق بالجسد تبلغ نسبتها 20%.
المصدر أوضح، أن الجراحة التى أجريت لفلتاؤوس باءت بالفشل بسبب الحروق بل وتسببت فى غرغرينا بالساقين قد تؤدى للبتر أو لمضاعفات خطيرة قد تودى بحياته.
وأكد المصدر، أن الراهب فى حالة صدمة عصبية ويرفض الكلام منذ وصوله المستشفى، ويتحدث بالكاد مع أعضاء فريق التحقيقات من النيابة العامة.
فلتاؤوس المقارى هو ريمون رسمى ولد بالقليوبية وكان يعمل مدرسًا للتاريخ قبل رهبنته ويبلغ من العمر 33 سنة وقد كان مختصًا بالتاريخ الكنسى والبحث التاريخى فى الدير وسبق وأصدر عدة كتب بينها سيرة الأمير تادرس الشاطبى الذى صدر بمراجعة الأنبا إبيفانيوس.
يعتبر فلتاؤوس من دفعة رهبان 2010 التى رسمها (عينها) البابا شنودة الثالث فى الدير عقب زيارته الشهيرة عام 2009، والتى حاول فيها تغيير التركيبة الفكرية لرهبان الدير من تلاميذ متى المسكين واستمالتهم لجانبه.
فيما كشفت مصادر كنسية، أن لجنة شئون الأديرة والرهبنة برئاسة الأنبا دانيال الأنبا بولا قد رفعت تقريرها إلى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا دانيال أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس، من أجل تجريد الراهب “فلتاؤوس المقارى” رسميا من رهبنته وإعادته لاسمه العلمانى ريمون رسمى منصور البالغ من العمر 33 عاما بعد اعترافه بالاشتراك مع “وائل سعد تواضروس” أو أشعياء المقارى سابقًا، فى ارتكاب جريمة مقتل الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار نهاية يوليو الماضى بمقر الدير، على أن يتم نقل الراهب فلتاؤوس المقارى، إلى عنبر المحبوسين بمستشفى القصر العينى بناء على رغبة الأجهزة الأمنية، حيث يرقد حاليًا بمستشفى الأنجلو أمريكان بالزمالك يتلقى العلاج أثر محاولته الانتحار بوسيلتين هما قطع الشريان والقفز من الدور الرابع أعلى مبنى عيادة الدير الأمر الذى تسبب له فى كسر بأحد فقرات العمود الفقرى والحوض والساقين.