بعد ردود الفعل التي تناولتها صفحات التواصل الإجتماعى الأيام المنقضية بعد الحادث المروع الأثم والذي أسفر عن خسارة قيمة علمية عظيمة و رجل مستنير و هو الأنبا إبيفانوس علي يد رهبان، ردود الفعل كانت صادمة وكانت تنم بشكل جلي علي ترسيخ تابوه ( القداسة المزيفة لرجال الدين ) و أيضا كشف الحادث الجهل البالغ بالإنجيل و تعاليمه بل والأكثر من ذلك فلقد عري الحادث هؤلاء الذين يقدسون رجال الدين أكثر من صاحب الدين نفسه. فإلهنا العظيم والعالم الأعظم لجبلة يداه قد تطرق لكل تفاصيل ضعفاتنا البشرية و نهانا عن عصمة البشر و ضرب لنا أمثلة عديدة في ضعفات بل و سقطات الأنبياء والرسل حتي وإرتكابهم لأعظم الموبقات .
لقد حان الوقت لنتحرر من تفكيرنا البائد و نظرتنا القاصرة القصيرة و لنستعمل العقل الذي حبانا الله إياه و نفتش الكتب ولنتخلص من موروثاتنا العفنة الرثة ونتجه بعيوننا وعقولنا وقلوبنا لتعاليم الإله الواحد المنزه عن الخطأ و الخطية ولنتحلي بالإفراز والتعقل والحكمة والتحليل بحيادية دون تقديس بشر يؤخذ منهم و يرد.
الإنجيل أحبائي لم يترك ثغرة حياتية دون طرحها و تقديم العلاج الواقي الشافي فإله هذا الإنجيل تجسد منذ أكثر من ألفين عام و ترك لنا تركته الدسمة التي تبعث نورا و تنويرا للعقول و للأذهان ويعتبر نبراسا بل و منارة للتوجيه والإرشاد، لم يعظم لنا بشرا ولا قدس لنا نبيا ولم يتركنا متخبطين بين ثنايا البشر و تنوع أفكارهم فإلهنا المحب والضابط للكل بسابق علمه و جلال قدرته يعلم كل العلم التكوين الدقيق وأدق تفاصيل النفس البشرية المعقدة وكان أعظم طبيبا نفسيا قبل ظهور علم النفس و لذا ترك لنا الإنجيل علنا نتعلم و نعي و نتعظ ولكن للأسف تركنا كتاب الكتب وإنجيلنا المعاش و أصبحنا مجرد قطيع ضل الطريق نظرا لتخبط الرعاة بنا.
الخلاصة :
من يقول لك أن هناك أمور لا يجب أن تطرح إلا في الغرف المغلقة فهو إن لم يكن فاسدا فهو يدعم الفساد فلا يوجد لدينا ما يخجلنا أو يعثرنا فالسيد المسيح طرح كل شئ بشفافية مطلقة ولا يوجد أعظم من السيد للإقتداء به.
أري السبب الرئيسي في عثرة البسطاء هو التعليم المضلل الذي صنع تابوه قدسية رجال الدين وليس الطرح بشفافية فأي مؤسسة تخلو من الشفافية تخرب لا محال و كنيستنا مؤسسة دينية فلا داعي لدفن رؤوسنا في الرمال.
لا تقدسوا بشر ولا تضعوا علي أحد حق الفيتو إعمالا للعقل و تيمنا بالخالق الأعظم . ولا تستخدموا آيات في غير موضعها فعلي سبيل المثال لا الحصر ( لا تدينوا كي لا تدانوا ) فالدعوة للإصلاح ليست إدانة والمطالبة بشفافية ليست إدانة و مقاومة الفساد ليست إدانة وفي الأخير ( ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس )
أتمني من الجميع الإختلاف بمنطق و عدم السباب .