عندما نتأمل قليلا في طريق الآلآم ونكتشف أن الجميع ترك السيد وهرب خوفا والمريمات كن يسرن خلفه إحتماءا في كونهن نساء وإذ بالسماء تسمح بظهور رجل قروي راجعا من الحقل إسمه ( سمعان القيرواني ) ولما رأوه الجنود الرومان قرروا أن يحمل الصليب عوضا عن السيد الذي خارت قواه ( الجسدية ) وهذا ما يؤكد مشهد إختفاء التلاميذ تماما من السير معه في طريق الآلآم وكما عودنا إلهنا العبقري علي طرح كل شئ فقد سمح بهذه الأحداث ليؤكد علي أمرين أولهما أن الخلاص لا يمكن أن يحدث لنا إن لم نحمل معه الصليب والأمر الآخر وهو سبب أطروحتي ليلقي الضوء علي المهمشين والذين لا يعرفهم أحد . ففي نفس الوقت الذي هرب وتبخر كل من تعاملوا معه بشكل مباشر ورأوا من معجزاته ما لا تستطيع الكتب أن تحويه بين صفحاتها ورأو قوة مجده علي الطبيعة و الموت والمرض والجوع ولكن يظهر الفلاح المسكين ليحمل كل شرف ويعين السيد المسيح علي حمل رمز الخلاص. و بعد ساعات قليلة جدا من هذا الحدث يظهر شخصا مجهولا آخر كانت طبيعة عمله كأحد أعضاء السينهدريم تحتم عليه عدم الظهور ولكنه أصر علي الظهور مطالبا بأخذ جسد السيد المسيح لتكفينه و دفنه وهو ( يوسف الرامي ) وبالتزامن ظهر شخصا ثالثا أيضا مجهولا وهو( نيقديموس) الذي احضر ١٠٠ رطل من الطيب الفاخر لتطييب جسد السيد. الخلاصة: ذكر أسماء هؤلاء العظام لم يكن إعتباطيا ولا حشو حدث ولا تفصيلة سرد عديمة القيمة ( فكل ما كتب .. كتب لأجل تعليمنا ) فلقد سمح الله بظهور هذه الأسماء ليؤكد لنا أن رجال الله في كل بقعة حتي تحت الأحجار فهناك قديسيين لا يعرف عنهم أحد من البسطاء والمهمشين والأمر الآخر ليثبت لنا أن ليس كل من هم قريبين من الله في نظر الناس هم بالفعل أولاده . فلقد تركه الجميع خوفا بالرغم من عظمة وأمجاد عاصروها بالعيان ولمسوها. في كل مكان ستجد ( سمعان القيرواني و يوسف الرامي و نيقديموس) وفي الغالب لا يراهم أحد إلا أثناء الصليب. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد