أمينة سليمان
نحن الأكراد .نحن تاريخ وحضارة .نحن أوائل أهل الشرق .ولمن يرى في قولي ذلك غرورا ..أقول :الغرور هو ما مارسته الأنظمة ضدنا .
وكأننا هكذا هبطنا من كوكب أخر .ثم إننا كما يقول القائد أوجلان (لم نكن مجرد سائرين نحو الأرض الموعودة .بل لا نقبل الانقطاع البتة عن تلك الأرض ) نحن اصحابها .فيها جبلت حضارتنا ودمائنا وأساطيرنا .فيها كتبت أبجديتنا وفيها سوف نموت ..
في سوريا لم نكن نملك الجنسية السورية قبل إندلاع الحرب إلا أننا حصلنا عليها بعد إندلاعها وقد كانت هذه محاولة من النظام السوري لذر الرماد في العيون ..
كان أجدادنا يملكون الجنسية لكنها سحبت منهم في العام 1963 .مع بدء حكم البعث وتطبيق سياسة الحزام العربي للملازم اول محمد طلب هلال .وأصبحنا مكتومي القيد وهناك من هم أجانب .
أي الذين لم يحصلوا على الجنسية من الأساس ..يالا سخرية القدر .
أن تكون متطرا لأخذ جنسية من احتلال غزا أرضك لتثبت هويتك .
وكأنما أثارنا وخطانا ودمائنا لا تكفي لتثبت هويتنا .ولمن لا يعرف الفرق بين الأجنبي ومكتومي القيد
الأجنبي يمكنه تلك نسبة بسيطة من الأرض أو أن يسجل في الجامعة .أما المكتوم فلا .لكن كلاهما يمنعان من مغادرة سوريا ومن حق التوظيف
أما عن كيفية التفرقةبينهما وتحديدهما فقد اعتبر الأجنبي نازحا من تركيا ولا اثبات أنه سوري عن ترسيم الحدود ..ولسخرية الامر ان أحسن مافي سحب الجنسيات أننا لانخدم في الجيش السوري
أما بالنسبة لأملاكنا فلا يحق لنا التملك بل الإيجار ونقوم بتسجيل أملاكنا بأسماء أقاربنا الذين يحملون جنسيات سورية .أتدرون يا سادة ؟؟
تصوروا أنه حينها تم سحب مابين مئتي ألف إلى ثلاثمائة ألف جنسية سورية وعندما أعيدت الجنسية بمرسوم جمهوري في نيسان 2012 حصل عليها فقط خمسة وثلاثون الفا .فأين ذهب البقية ؟؟
عليكم أن تسألوا النظام العربي السوري .لقد كان هناك دوما سعيا دؤوبا إلى تعريض الكرد لوضع معيشي خاص بغية أجبارهم على الهجرة من مناطقهم وأرضهم التاريخية .
وكل هذا كسبيل إلى تغيير التركيبة اليديموغرافية نعم وإزالة الهوية القومية الكردية لتلك المناطق ذات التربة الخصبة والمياه الوفيرة والمواد المتعددة وعلى رأسها البترول والمنتوجات الزراعية هذا هو مشروع هلال والحزام العربي عليكم ان تطلعوا عليه ياسادة لتعرفوا أن مايحصل في عفرين اليوم من تغيير ديموغرافي في زرع العرب وتهجير أهل عفرين الكرد لم يكن وليد اللحظة ولاعمل عشوائي قامت به فصائل معارضة .
إنهم عملاء لذات النظام البعثي الذي رأى في الستينات أن يوزع الأراضي الكردية على الغمر ولمن لا يعرف معنى الغمر ؟؟
فهم العرب الذين غمرت مياه سد الفرات الفرات قراهم .فقد اغتنمت الدولة فرصة بناء السد ومشروع إعادة توزيع الأراضي الزراعية لتستولي على أراضي الفلاحين الكرد بهدف إقامة مزارع مزودة بالمياه والمدارس والحماية الأمنية وتمليكها للعرب وبالفعل تم توطين أكثر من أربعة ألاف أسرة عربية في الشريط الحدودي وتوزيع أكثر من 700 ألف دونم من الأراضي المصادرة عليهم .
وللذين رفضوا الانصياع للقرار تمت محاكمتهم محاكمة عسكرية بتهمة “معادات النظام الاشتراكي العالمي “كانت توصيات محمد طلب هلال في كراسه عام 1962 تتلخص في الدعوة إلى تجريد الكرد من أرضهم ومن جنسيتهم السورية وممارسته سياسة التعريب والتهجير والتجويع والتجهيل بحقهم ..
لسنا دعات تعصب ولسنا انفصاليين لكننا وجدنا أنفسنا مجبريين على الإنفصال عن وطن أنكرنا ونظام أمعن في تعذيبنا واضطهادنا وسحقنا واستغلالنا بشتى الطرق .إننا سوريون أهل روج افا ..
إننا شهداء القضية وأنصار الحرية