قال أحد اللصوص متعجبا، لماذا كل ما يحدث حادثة سرقة في القرية يحضر البوليس لبيتي ليفتشه؟ والعجيب انهم دائما يجدون المسروقات في منزلي!
هكذا أقول لكل من يحاول أن يبرئ الفكر الإرهابي عن كل حوادث الارهاب وآخرهم حادث إطلاق النار على مقهى شارع “دانفورث ” في مدينة تورنتو.
ولقد سمعت حوالي ثلاثة قصص من مرضاي من ثقافات واعمار وديانات مختلفة انهم كانوا سيقصدون هذا المقهى في هذا الوقت ولكنهم لم يفعلوا.
قالت أحدهم ان صديقتها طلبت منها ان يذهبا سويا لتناول بعض المشروبات في هذا المقهى في هذا اليوم وفى وقت ان أطلق النار على الرواد ولكنها اعتذرت يسبب ارهاقها في هذا اليوم، واضافت بعدها، ان ارهاقها كان منقذا لها ولصديقتها.
وقال الثاني أنه اتصل بزوجته من عمله في هذا الوقت قبل حضوره للمنزل، لكى يحضر وجبة من هذا المكان ليأكلاها في المنزل، حيث أن زوجته حاملا ولا تطيق رائحة اعداد الطعام، ولكنها اثنته لأنها كانت قد جهزت اكلا في المنزل.
وقال الثالث أنه اتفق مع أبنائه ان يذهبا لهذا المكان في هذا الوقت ولكن حدث من أحد أبنائه ما أخرهم.
كل شخص منا على اختلاف ثقافته وديانته وعمره معرض لحادث مثل هذا، وفى وقت لا يظنه يأتي سارق الأرواح ليسرق، وعبارة “لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا” عبارة خاطئة وصحتها “لن يصيبنا الا ما سمح به الله لنا”
ولقد حضرت في مدينة واشنطن محاضرة كيف ان الإسلاميين يفهمون آيات الجهاد خطأ فيقتلون المخالف، فذهبت للمحاضر بعد المحاضرة وسألته هل تريدنا أن نصدق ان ما عرفناه ذئبا طوال هذه القرون لم يكن ذئبا ولكن حمل وديع؟ فقالت لي زوجته نحن نحاول ان نخلع للذئب اسنانه.
ولقد حاول اسلام البحيري والشيخ ميزو ان يسيرا في نفس الطريق بأن يخلعا عن الذئب اسنانه ويجعلانه بصورة الحمل، ولكن اصابهما السجن من أصدقاء الذئب، لأن أصحاب الذئب من رجال الأزهر لا يريدون أن يحضرونه ويجعلونه حملا، وهم على حق في هذه النقطة فقط لأنه في حقيقته هو ذئب وليس حمل، وفى دفاعهم عن ذئبهم يحاولون ان يلصقوا صفات الذئب أيضا بالحملان.
ولقد قيل عن الذئب الجريح انه اشد شراسة من قبل جرحه، ولكن ذئبنا هذا هو شرس دائما ومنذ نشأته وبمدنية أبياته التي نسخت سلمية مكيتها، ولكن اختلفت طرق افتراسه بتطور آليات الافتراس، من خنجر وسيف وفرض الجزية ونحن صاغرين، إلى مسدس وبندقية ومتفجرات وعربات للدهس.
ولقد قيل لنا اننا سنكون “كحملان وسط ذئاب” ولكن الويل كل الويل لمن يربى ذئبا أو حتى يدافع عن فكر الذئاب المتطرف، لأن الذئاب تفترس اصدقائها في الفكر ومن يدافعون عنهم أيضا في الدول الغربية، وعندما ربى أحدهم ذئبا وهو صغير رضيع عاد لطبيعة افتراسه عندما كبر فقال له صاحبه “كيف عرفت ان اباك ديب”
د. رأفت جندي