ماجد سوس
أحبائي وآبائي رهبان الدير العظيم دير أنبا مقار أعلم أن إبليس يحسدكم ويلتمس أن يبتلعكم لما لكم من مكانة عند الله وعند الكنيسة منذ نشأة المسيحية وقد كان البطريرك يختار مباشرة من ديركم الذي أضاء المسكونة بتعاليمه ومكانة آباءه.
ديركم هذا يملك أنقى فكر وأدق تعليم، هذا دير آبائي لاهوتي أرثوذكسي لا غش فيه، هذا دير يحوى العديد من علماء الكنيسة ورهبانها الحقيقيون الأمناء، هذا دير أضاء ويضيء المسكونة بتعاليمه النقية الصحيحة المأخوذة من مخطوطات الآباء الأوليين التعليمية الأصولية.
هذا دير أسسه في القرن الحديث العلّامة الكبير باعث النهضة الرهبانية في العصر الحديث العملاق جبار البأس الأب متي المسكين صاحب التعليم الأرثوذكسي القويم الذي علم به المسكونة المترجم ل ١٤ لغة وصل به إلى معظم كنائس العالم وأقيمت له الندوات و المحاضرات لتثمين دوره المؤثر في لاهوت العالم والذي لم يستطع إنسان أن يحاكمه أو يقف أمام تعاليمه.
الرجل الذي صليت بلجاجة أن أقابله وحين قابلته في أوائل التسعينيات سألته مباشرة:
لماذا لا تدافع عن نفسك وكتاباتك لماذا لا ترد على محاضرات الكلية الإكليريكية ضدك فقال لي لن أدافع بل سأظل أكتب وستحكم علينا الكنيسة وأبناءها في الأجيال الآتية وطلب مني المسكين ان أخذ المسيح وأهرب به من العالم إلى البرية ولا أنشغل إلا به.
أما الإبن الذي صار أسقفاً الأب إبيفانيوس الشهيد فقد أخذ على عاتقه ثلاثة أشياء آهاجوا الشيطان عليه أولهما أن يقدم نموذج للأسقف المتضع فلايمسك العصا ولا يلبس ملابس الأسقفية وسط اخوته الرهبان ويمنع السجود أمامه ويطلب من الشمامسة ألا يميزوه بأي كلمات ثناء أو ألحان وفي المؤتمرات يجلس وسط الناس في المتكأ الآخير ويقول جئت لأتعلم منكم ومعروف ٌ أن الإتضاع يرعب الشياطين .
الأمر الثاني أن يستكمل مسيرة أبيه الروحي بتقديم علم آبائي مترجم من اللغات الأصلية نقي ويقدمه بإتضاع ومحبة وتشجيع لأولاده لإقتناءه دون أن يكفّر الآخر أو يهرطقه أو يشير بأي كلمة جارحه لمن يختلف معه.
الأمر الأخير وضع على عاتقة أن يقدم الصورة الحقيقية لأبيه الروحي الأب متي المسكين الذي نهل من ينبوعه وأن يقدم تعاليمه للكنيسة و للعالم كله ويشرح مفاهيم روحية كانت غير واضحة عند البعض حتى أن آخر محاضراته كانت عن التراث الروحي والآبائي للأب متى المسكين وهذا أمر آثار عليه أبليس وجنوده
طالبت ُ مراراً أن يعقد مؤتمر مسكوني عالمي للعائلة الأرثوذكسية لمناقشة تعليم الأب متى المسكين حتى يستد كل فم ولكن إن تحقق هذا في حياتي أم لم يتحقق فأقول هنيئاً بالكنيسة ومعلميها هذه الكنوز التي تركها لنا الأب متى المسكين والأنبا إبيفانيوس العظيمان في الكنيسة المقدسة
أرفعوا رؤسكم يا آبائي الرهبان وأفرحوا ولا ينزع أحد منكم سلامكم فأنتم أولاد مقاره ومتى وإيبيفانيوس، أولاد التسعة والأربعون شهيداً شيوخ بريّتكم وجميعاً أولاد ملك الملوك فاحص الكلى والقلوب الذي يعلم من الذي وحّد الكنيسة بالحب و من الذي مزّقها بالفُرقة