الجمعة , نوفمبر 22 2024
صورة ارشيفيه

أنا أنت وأنت أنا متى أصبحنا هكذا؟؟؟

أمينة سليمان
لماذا نجهل بعضنا ؟ اجسادنا؟لماذا نشوه علاقتنا؟ لماذا بتنا مجرد رغبات غير مشبعة ؟؟ ان الكبت والتعصب الديني الذي اخبرك اني عورة .عيب .جسد شيطاني يجب ان يراقب عن كثب ويحجب بكل انواع القيود .وانك الجسد الآلهي المهيمن والمتملك المختار للقيادة والسيادة والبسك قناع العبادة .واعطاك حق وطئي بكل المعاني هو نفسه من جعلك وحشا كاسرا في عيني .
يومها نبهوني الا اقربك لانك مجرد غول يقتات على العذارى واني مجرد فريسة للشهوة وانك مخلوق مسلوخ من المشاعر .
ليس بقادر على الحب .فمنذ كنا صغارا في الابتدائية كان عيبا ان نلعب سويا حتى ان نتجاور في المقاعد .ومع تفتح اول بتلات الصبا فينا فصلت مدارسنا وانفسنا عنا .

حبسنا بين اسوار الجهل والمحرمات .بات ذنبا ان تكون زميلا او شريكا بالمشاعر فأنت كائن غريزي لا يقوى على مقاومة طبيعته الذكورية وانا جسد ينضح بالشهوة .منذور للغوى وكان لقائنا انفجارا كونيا سيؤدي الى اسقاط الحياة .

كل هذا الكبت والخوف من الجنس الآخر والشوق اليه في نفس الأن .
خلق فينا الضعف وكان حد اسباب الشبق الجنسي عندنا رجالا ونساء …
ولتأتي هنا الوصايا العشر التي اتمت سحقنا .كان عليهم ان يعلموك ان تقمعني لتثبت انك قادر .وان تملكني كي تثبت انك رجل وان تضربني كي لا اعصي لك امرا .
ان لا تنظر الى عيني لأنها تؤدي بك الى الضعف .
الا تشتم عطري لانه طريق للزنا .

الا تمسك يدي ابدا .حتى نسيت ان تكون ليا سندا وأصبحت سيدا لا يعرف لغة الا الامر .
وانا كانت وصاياي بعدد خيوط الشعر .فانا العقل الناقص انا الضلع القاصر .انا الفتنة .انا جسد يتملكه الشيطان .فلكي يحموني مني ويحموا انفسهم من عاري .

قطعوا جسدي الغض كي يمنعوا ان تعميني الشهوة .
كفنوني بكل انواع الحواجب .العيب .الحرام .النقاب .الستر .بات زي في قبر الزواج المبكر طريقة وئد امنة لكل رغبة جامحة ولحفظ العفة المبتذلة .

وها نحن اليوم هاهنا يا انا..في زمن بات الحب معصية والصداقة نفاق .
باتت معرفتنا لذواتنا جريمة .
فمن ذا الذي يفهم جسده بكل مافيه من حياة وشغف ورغبات .زادت الامراض والعقد فينا .
فأنت سجين شهوتك المكبوتة وانا سجينة خوفي منك وجهلي لك وعدم فهمنا لما يعنيه الجنس حقا .
هذا التواصل الاذلي بيننا .تلك القدرة على التوحد بيننا دون الحاجة الى تعقيد الامور .تلك اللغة التي تعلمنا بها الرقي عن غريزة الحيوان المقتصرة على التزاوج والتكاثر لحفظ النسل .
الا اننا الأن ونحن غارقون بالجهل لبعضنا حين نلتقي نكتشف اننا معاقون عن الحب .فاقدي القدرة على التواصل الكامل .اما لخجلنا من حقيقتنا البشرية ومحاولة لاخفائها أو لذلك الشرخ الذي خلقه نفاق المجتمع .

فيكون الجسد بينا لغة صماء .
كأننا غرباء عنا فهو ذلك المحرم حتى على التفكير .يزيدك جهلي لك احباطا وكبتا فتصبح عدوانيا ويزيدني جهلك لي انطوائية وعزلة .لنقع في النهاية في فخ العلاقات الميتة وينتج عن ذلك الطلاق والخيانات الزوجية واحيانا كثيرة تنطلق لتفرغ كل هذا الالم بالاغتصاب والعنف على كل ماتراه في مجتمع ينافق ذاته ويدعي العفة والتقية وبأنه مجتمع مثالي خالي من الفواحش وامراض الغرب المتمثلة بالعلاقات المحظورة والمحرمة .

تجدنا نخادع انفسنا باختراعنا لانواع جديدة من تحليل المحرمات مثل زواج المتعة وتعدد الزوجات وملك اليمين وغيرها هذا اذا مالم ننسى اننا اصبحنا من اكثر المجتمعات التي تكثر فيها حوادث الاغتصاب والعنف الجنسي والجسدي واغتصاب المحارم وعمليات ترقيع غشاء البكارة الذي اعده صفعة مباشرة لكل النفاق المجتمعي والعنجهية الذكورية الغبية التي مازالت ترى ان عذرية الفتاة في غشاء بكارتها وكان جسدها ليس جزء من كيانها كما هو جسدك جزء من كيانك تعيش به وليس لاجله .
فيه وليس له .
اظن اننا بتنا بحاجة ماسة فعلا لإعادة النظر في سلوكياتنا التي باتت احد اسباب انحدارنا كأمة .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.