•كالعاده نحاول قدر استطاعتنا انتقاد الأوضاع التي تحتاج تقويم و نشكر الجهود التي تعمل علي ارتقاء الخدمه الصحيه أو القرارات التي تصب في مصلحة الطبيب و بالتالي الصحه المصريه .
•في الأيام القليله الماضيه كان هناك أكثر من حدث علي مستوي الصحه في مصر ، تعيين وزيره للصحه و لأول مره هي من أبناء الوزاره أنفسهم ، و قرارات الوزيره نفسها منها ما لاقي جدلاً واسعاً ، و منها ما قابله الكثيرون بسخريه و منها ما اعُتبر بمثابة وقفه مع أبناء مهنتها .
•ولكن دعونا نتحدث بوضوح فحينما سمع الكثيرون عن ترشح اسم الوزيره و كونها من أبناء الوزاره ، انتاب الكثير شعور إيجابي لأول مره ، فحقاً كان لابد و أن يتولي أعلي منصب في الوزاره أبناء الوزاره ، كما أعتقد أن منصب نقيب الأطباء من المفترض أن يكون بالمثل فأغلب الأطباء ينتمون إلي وزارة الصحه لذا من المفترض من يبحث عن حلول لمشاكلهم أن يكون عاني من هذه المشكلات كحال أغلب أطباء مصر ، ولهذا السبب تفائلوا خيراً بوزيره منهم تعرف مشاكلهم و بالتالي حلولها .
•ولكن وجدنا أول قرار هو طابور الصباح و قسم الأطباء و النشيد الوطني يومياً ! أهكذا نرفع من جودة مستشفياتنا و نزيد من وطنيتنا ؟ , فجودة المستشفيات و العمل الطبي لها معايير مغايره تماماً بدايةً من رفع كفاءة و جودة العامل البشري و حجر الأساس في هذه الخدمه من أطباء و تمريض و من بعدهم النظافه و مكافحة العدوي سواءً من الناحيه الماديه أو المعنويه والعلميه و يأتي في المرحله الثانيه توفير الأدويه و الأجهزه و العمل علي صيانتها بشكل دوري و في المرحله التاليه عمل بروتوكولات و خطط طبيه .
أما الوطنيه فتأتي تباعاً بعد الشعور بالمساواه في استقبال خدمه صحيه عادله متكافئه و ليست بالشعارات و الأناشيد فقط .
•أما التصريح الذي كان الأكثر جدلاً هو “و رحمة أبويا اللي مش هيشتغل يمشي واجيب غيره من بره “
مع كامل الإحترام للسيده الوزيره ومع اعتراضي المحترم عن أسلوب التصريح الذي تناقلته وسائل الإعلام المقروءه ، لابد حقاً من تطبيق القانون فمن لا يعمل لابد وأن يترك موقعه بدايةً من سيادتك ولنعلم جميعاً أن العمل لا يعني فقط التواجد و دفتر حضور وانصراف ولكني أتمنى قبل أن نطلب الحضور لابد من توفير الإمكانات لا أن نضع المسئوليه و فقط علي عاتق الأطباء وحدهم.
•و لكن نفترض جدلاً أن سيادتها حققت ما وعدت و جاءت من خارج مصر بأطباء أخرين !! فهل سيتم معاملتهم مثلما تتعامل الوزاره مع أطباء مصر ؟ فهل سيتقاضون نفس الأجور الهزيله ؟؟ وهل سيتم التعامل معهم بنفس التعالي الرهيب من وزارتهم و من إعلام بلدهم الحبيب ؟؟ أم أن عقدة الخواجه ستكون هي الأساس دون الأخذ في الإعتبار أبناء الوطن و حقوقهم علي وطنهم الحبيب كما هو عليهم من واجب تجاهه!!.
•هل وصل بنا الحد أن نهدد أطباء مصر بالطرد هؤلاء من تركوا و يتركوا بصماتهم في كل بقاع الأرض ، فبدلاً من الوعيد وفّروا لهم كل ما يوفره الغرب أو حتي دول الخليج من امكانات و ظروف محيطه و من بعدها حاسبوهم بالقانون الذي هو من المفترض أن يطبق للجميع و علي الجميع بالتساوي!!
•و أنا كطبيب أعشق تراب هذا الوطن ومع استمرارية هذه الظروف من قلة عائد مادي و تضييق الخناق علي العمل الخاص و ضغوط العمل فائقة الوصف وترك الأطباء بلا قوانين تحميهم أو حتي تفعيل القوانين لو كانت ولا نعلم لا أستطع التكييف مع هذه الأجواء و سنضطر جميعنا أسفين للعمل خارج ديارنا و وطننا الحبيب أو سنلجأ للهجره ولا أستطيع أن أنكر تواجد مثل هذا الهاجس دائماً أمام ناظري ، فلم تعد مهنة الطب مقبوله في بلادنا بل وأصبحت مهانه حتي أن هناك عمال في شركات خاصه يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه الطبيب المصري و المعلم المصري اللذان هما المنوط بهما رقي المجتمع و عليه فنحن في حيره إما العمل في مصر مع ترك الضمائر جانباً و الإهمال في حق المرضي أو ترك مصر إلي دوله أخري تقدر مهنة الطب عربيةً كانت أو غربيه ، فنرجو من الوزاره لو كانت تحاول الإتيان بأطباء من الخارج أن ترهن ذلك بتبديلهم بأطباء مصر تسهيلاً عليهم (عشان العيش و الملح) طالما أن أطباء مصر أصبحوا حِملاً علي وزارتهم الفاضله.
•نعم نثمن دور الوزيره في محاولة حلها مشكلة طبيب الكلي و لكن علينا أيضاً أن نلومها في تصريحاتها المهينه لأطباء مصر قبل أن توفر لهم سُبل الراحه و الإمكانيات اللازمه فهذا حقنا عليها بما أنها ارتضت أن تتحمل مسئولية وزاره من المفترض أن يكون لها شأن أخر غير الذي نري كمثيلاتها في الدول المحترمه فهذا حق المرضي علينا جميعاً.
للتواصل مع د. إيهـــاب أبورحمـــــــه