خلينا نتكلم عامية و نرحرح شوية . بص يا سيدي قمة الذات و كبرياء القلب إن عيوبك تدمرك أو تكون سبب في فشلك . إزاي ؟؟!!! ببساطة، السؤال اللي بيطرح نفسه ( هو إيه سبب هلاك يهوذا ؟!! والإجابة أبسط بكتييييير من السؤال : ( ذاته & كبرياؤه ) اللي تملك عليه و مخلهوش يفكر في حلول تانية غير الإنتحار .
زمان كنت بدافع عن يهوذا بشدة وكنت بقول ندمه الرهيب هو اللي خلاه يشنق نفسه ولكن بعد دراسة مكثفة في ( علم نفس الشخصية ) أو ( personality psychology ) إكتشفت إن يهوذا وصل لمستوي إن ذاته متفحلة و رغم عدم أمانته في الصندوق مكانش بيندم لأنه ببساطة مكانش مفضوح . طيب إيه دليلك يا إبن مكسيموس ع الكلام ده.
أقولك يا سيدي : جرائم داود كانت مركبة وبمقياس حياتي كانت أكبر بكتير من اللي عمله يهوذا ولكن تذلل داود و دموعه اللي كانت بتغرق سريره كانت دليل كافي جدا علي نقاء قلبه ولو ترك داود نفسه للذات لكانت عاقبته أشد قبحا من يهوذا . ( فكر في تعامل داود الملك مع الحدث ) . و من عبقرية الإنجيل التزامن القدري الفريد بين ما فعله يهوذا و ما فعله بطرس . فالأول خان و باع والتاني أنكر و لعن وكلاهما ( من وجهة نظري المتواضعة ) أرتكبوا نفس الجرم ولكن واحد تملك الذات عليه والآخر بكي بكاءا مرا .
الأول لم يحتمل فضيحة جريمته فبكبرياء قتل نفسه فقط ليريح نفسه من عذاب الذات المتفحل وأما بطرس فتذكر أنه مجرد عبد . ( ولا عبد بلا خطية ولا سيد بلا غفران ) فنجا بنفسه و خلص كثيرين.
الخلاصة :
لا تجلد ذاتك و عندما تتذكر ضعافاتك و عيوبك يجب عليك أن تذكر نفسك أيضا بأنك مجرد إنسان وعيوبك حتمية الحدوث ما دمت تحيا علي الأرض. فلا تدع كبرياء القلب و عظمة الذات أن تصنع منك يهوذا آخر.
تقبل نفسك و تذلل عل الله يرسل لك جوناثان ببشارة مفرحة.