أمينة سليمان
في الماضي الذي ليس ببعيد .حين لم تكن المساجد إلا للصلاة والصلة بين الخالق والخلق بل وكانت صلة روحانية بين البشر .عندها كانت خطب الأمام انشودة للود والحب بين أهل البلد .في الماضي الذي ليس ببعيد لم تكن للعمائم الوان ولم يكن هناك فقيه وخليفة وشيخ لطائفة دون اخرى .كانت المجالس للموسيقى والشعر والمسارح لعمالقة الطرب الاصيل .في الماضي كانت الجوامع تعانق الكنائس في بلادي .
لم نعلم فرقا بين الاجراس وتكبيرات المآذن فكلاهما إعلان للصلاة لذات الاله .
في الماضي كانت الشوارع تصبح على صوت خطوات الفتيات الضاحكات اللاتي يتراكضن الى المدارس بجدائلهن الطويلة المزينة بالشرائط وكانت النساء يلبسن الفساتين القصيرة والقلة تعلم ما الحجاب وكانت المشايخ بعدد اصابعي .كانت بلادي لوحة للسلام .كانت منارة للعلم ومنبتا للشعراء والمفكرين كانت مهد حضارة وثقافة ومثال للتنوع الديني والوئام الروحي بين كل الاطياف والطوائف .كانت الاخلاق تعني الشرف كان الرجال يعرفون الوجوه .كانوا كما الاحياء بيتا واحدا تسند جدرانه بعضها بعضا .كانت السكينة ديننا نحن الصغار واليوم في بلدي باتت المساجد اعشاشا للغراريب السود .ومسرح للتطرف .باتت الارواح رهنا بفتاوة النفاق وصفقات الطغات .
باتت المنابر ابواقا لجهنم .منها يحلل القتل مهتك العرض باسم الشريعة .واعلاء كلمة الرب .باتت مجالسنا لزرع الحقد والتعصب ونقاشاتنا حروبا لفرض الراي والمعتقد وتكفير العالمين .اليوم في بلدي اصبحت الكنائس محرمة علينا لانها مكان للشرك .؟؟؟مكان للشرك ؟؟
لان معتوها على كرسي السلطة الدينية قال ذلك .وكانني ما امضيت طفولتي وصديقاتي نغني ونلعب في باحها وكانها ما حمت المسلمين يوم القيامة في بيت لحم وكأنها لم تحمي الرسول من السيوف يوم هاجر مكة .وكانها لا تترنم باسم الرب كل ساعة .
اليوم في بلدي قصت جدائل الفتيات وكممت ضحكاتهن وغطين بحجاب العيب والعورة .اليوم في بلدي صار الكل نبيا وفقيها وأمام .والكل داع للقتل والجلد وقطع الرؤوس وفقى العيون .اليوم في بلدي بات الشرف مضغة لحم .والاخلاق دينا واحدا يركب الدولة بلجام الاغلبية بات الانسان عبدا والعلم كفرا والثقافة انحلال لذلك يخنقني هذا السؤال اترانا كنا في الماضي يترائى لنا السلام ام اننا الان نعيش كابوس الحرام .؟؟؟
متى اصبح الاختلاف فينا جريمة ولماذا يدعوا الأزهر الى قتل الملحدين مادام لا اكراه بالدين .لماذا تجلد الفتيات لانهن متحررات وتودعن في مستشفيات المجانيين بحجة العته وتغلغل الشياطين الى اجسادهن لانهن اعلن عن افكارهن ومعتقداتهن .
لماذا نطالب بإغلاق المطاعم في رمضان ولا نفعل في صوم المسيحية اليسوا مثلنا ارواح آدمية .لماذا يبجل روات الحديث وينزهون عن الانتقاض ويصبح التشكيك فيهم ازدراء للاديان وحكما بالسجن .ويسب رجال الدين عندنا والدعات الافاضل الاساقفة والقسيسين والرموز المسيحية على الفضائيات بلا رقيب .لماذا تصبج المساجد بعدد البيوت ويمنع ترميم الكنائس وبناؤها .ياسادة اني ارى بلادي تصغر كلما كبرت والدولة تقع في رق الدين بينما يجب ان تكون اقدس مقدساتها المواطنة .التشريعات والدساتير شكلية لحفظ ماء الوجه امام البلاد الغربية .
أن ارضي تفقد معناها كالوطن كما افقد صفتي كامواطن .لذلك اعلنها على الملىء ان لم اكن الكل فيكي فلا اريد فيك السكن .ان لم تقم الكنائس فلا اقبل ببناء الجوامع .
ان لم يكن الكافر فيكي كما البقية فاني اراكي زنديقة بغية .ان لم تعانق اصوات المآذن ابراج الاجراس .فعندها تكونين اسقطي الرب منكي وجعلته يهجر قلوب البشر .اليس واحدا هذا الذي تصلبونه بالحقد والتفرقة والطوائف ..
لماذا اقتل على الهوية .سنيا وعلويا وازيديا وشيعيا وقبطيا ويهوديا وملحدا او حتى وثنيا الست حر الاعتقاد في بلد وهبتها عرقي وعمري ودمي ؟؟؟
ام ان لدمك لون انقى ولروحك سر ابقى لاتملكه روحي الشقية