الأحد , ديسمبر 22 2024
التحرش

قصة من الجحيم .

 

أمينة سليمان
الإغتصاب :لطالما سمعنا عنه وتعاطفنا مع ضحاياه .عرفناه كجريمة يتم فيها الاعتداء على الشخص :اما جنسيا او جسديا (اي تعنيف جسدي)او تعنيف معنوي (لفظي) لكني اليوم سوف ادخلكم الى احد سراديب هذا العالم المرعب .بعد ان يتم الإغتصاب ماذا يحدث ؟؟

سواء تمت معاقبة المغتصب ام لم تتم .الامر للضحية سيان لان الاثر لن يزول دالضحية هنا سواء كانت امراة او طفل او شاب فان النتيجة واحدة .لكن الاثر يكون مدمرا للاطفال خاصة .قد شاهدت العديد من الافلام الوثائقية والمسلسلات التي تناقش هذا الموضوع .كان الجانب المشترك بينها هو الالم .لكنها لم تستطع ترجمته .فهمه .ماهي ماهيته وتاثيره وابعاده .

كلنا يدعي انه يستطيع الشعور به بمدى وحشية هذا الفعل وتاثيره على المعتدى عليه .ليس الا ان تلتقي احد هؤلاء الضحايا .صدقني عزيزي القارىء انه جحيم لن تستطيع تخيله .كنت هناك مشدوهة من هول ما اسمع .اصابني الدوار وشعرت بالم في معدتي وضيق في صدري توقف عقلي عن العمل فعليا .ان الاغتصاب ليس كما نظن وليد اللحظة الامر يبدء من بيتك الطفل المهمل من قبل العائلة .

الاهل الذين يظنون ان تعنيف اطفالهم ومعاقبتهم بطرق قد تكون متطرفة بحجة تاديبهم هم اول المغتصبين لهؤلاء الاطفال ينشاء الطفل في هذه البيئة المريضة ليتعلم انه منبوذ وغير محبوب لن يفهم ان من يعاقبه وهو الشخص انه المفروض الاقرب اليه والمسؤل عن رعايته وحمايته هو المريض وانه يصب عقده وامراضه النفسية عليه وينتقم من نفسه فيه سيشعر بانه مخطىء وانه لاشيء سيحاول البحث عن الامان المفقود في مكان اخر سيحاول التقرب من اشخاص اخرين يشعرونه بوجه .اشخاص يهتمون له يشعرونه بالامان .

 

الا انه يقع في يد وحوش تستغل هذه الحاجة للحب .يحولونه من كائن الى شيء .يغتصبون روحه قبل جسده الغض .يظن ان الحب هكذا وان الالم ثمن محبته .يتملكونهةحتى يفقد الشعور بادميته .يصبح مرحاضا ادميا يفرغ هؤلاء الوحوش قزارتهم فيه .يستخدمونه مرارا وتكرارا.دون رحمة .ثم يتركونه .

يلفظونه وكانه نكرة .لن يفهم الطفل في هذا العمر انه ضحية وانهم مغتصبون .كل مايفهمه انه السبب وراء استغلالهم له .فهو نكرة .بشع .قزر يستحق ما يتعرض له .انهةانسان لا يستحق الحب لذلك فهو لاةيحصل الاةعلى الالم .فيتقبله ويالفه .حتى يصبح جزء من هويته .في عمر المراهقة .تبدء الامور بالتفاقم .مع استمرار تعنيف الاهل ومحاولتهم تهميش الطفل والسيطرة عليه وامتلاكه وكل معاناته الدفينة .يكبر الاحساس بنكران الذات .بكرها .هو لا يستطيع ان ينظر الا المراة .يكره هذا الانعكاس الذي يراه في عيون من حوله .

يصبح جسده عدوه الاول .يبدء بالانطواء .لم يعد المستقبل امر يعنيه .تبدء الهلوسات بتملكه .هناك صوت داخله يامره بانهاء هذا العذاب .يخبره ان الناس كلهم وحوش .يفقد الثقة بالكل حتى اقرب الناس اليه .ينفصل عن العالم وعن ذاته .تلك الذات التي جعلت منه يعامي ويفقد عذريته .العذرية هنا ليست عذرية الجسد بل الروح .يبدء مرض اضطراب الهوية .لم يعد يعرف ما هو .يظهر الانفصام واضحا فيه .تصبح المشاعر امرا غريبا وغير مفهوم .يصبح هاجسه الوحيد هو الانتحار .

 

تصبح محاولة مقاومة الوقت امرا مستحيلا .قلة من استطاع الخروج من هذا الجحيم .من راى الضوء في اخر النفق وكان محظوظا بان وجد يدا امسكت به .كثيرا مانحاول ان نكون اطباء نفسيين امام هذة الحيوات المدمرة .ندعي فهمها وقدرتنا على تحليل شخصياتهم .نتعامل معهم بتعالي ونقدم النصائح وكاننا الهة تستطيع محوا كل ما مروا به .نحن عاجزين عن فهم ان ابسط الامور تصبح مستحيلة لهم .فهو ذاته عاجز عن فهم مايجري .هو في بعض الاحيان انسان طبيعي .حين يتحدث يبهرك بذكتئه ومنطقيته وقدرته على تحليل الشخصيات .

على فهم تصرفات البسر .لكن لحظة واحدة كافية على هدم هذا الشعور .قد اخبرني انه لم يستحم منذ شهر لان روئيته لجسده تعذبه وبالخص اعضائه .وانه اراد ام يقطعه في احدى المرات .انه حين يستحم يقوم بالتبول على نفسه وعلى وجهه بالاخص .عندما سالته لماذا يفعل ذلك .قال لان نفسي حقيرة .وانا اريها قيمتها اعريها .ازلها لانها تستحق ذلك .كان الامر صادما وقاسيا جدا .وكانني خرجت من روحي .لماذا يستحق اي كان يتحمل كل هذا الالم .كيف لانسان ان يستطيع ان يدمر انسان اخر بهذه الطريقة .قد يقول القارىء انها قصة من الغرب .

 

لا ياصديقي ان الامر اقرب منا الينا مما نتصور .اننا في عالم يملاؤه المختلون .قد تجدهم في المساجد او المدارس اوحتى في بيتك بيننا .اطفالنا محاطون بهم .ومسؤليتنا ان نحمي اطفالنا منهم بالحب والدعم .باخبترهم كم هم مميزين .وجديريين بالحب .بمراقبتنا لمن يشاركنا في رعايتهم المعلمون، الشيوخ ،الكهنة ،الاقارب ،الاصدقاء،التعنيف والاهانات وفرض العقوبات الجسدية واللفظية من الاهل والمجتمع على الاطفال هي اول مراحل الاغتصاب .كونوا اهلا بهذه الحيوان تلتي ترعونها .لانها تستحق عالما افضل

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.