أمل فرج
دقيقة فصلت شاب عن حياته داخل إحدى مستشفيات القطاع الخاص بالإسكندرية، في نهاية غير متوقعة بدأت بجراحة رباط صليبي وانتهت بإصابة بجلطة وهبوط حاد في الدورة الدموية، ليخلف وراءه اتهامات لأطباء بالمستشفى بالإهمال الذي أدى إلى الوفاة.
وفقد الشاب محمد محمود 28 عاما، حياته بعد قرابة ساعة من وصوله إلى أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة كفر عبده شرقي الإسكندرية لإجراء جراحة في الركبة اليسرى والرباط الصليبي رغم تخديره ببنج نصفي، فيما عللته تقارير المستشفى بجلطة أدت إلى توقف في عضلة القلب وهبوط حاد بالدورة الدموية.”
البداية
في يوم 3 يوليو الجاري، وصل الشاب محمد محمود 28 عاما، إلى أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة كفر عبده شرقي الإسكندرية لإجراء جراحة في الركبة اليسرى والرباط الصليبي، ورغم إصابته البالغة إلا أنه حافظ على ابتسامته المعهودة وتعامله المرح مع عدد من أفراد أسرته وأصدقائه وفقا لما وثقفته صور التقطتها بهاتفه المحمول قبل نحو الساعة من إجراء الجراحة، لتعلن وفاته بعد 5 ساعات من موعد العملية فيما عللته تقارير المستشفى بتوقف في عضلة القلب وهبوط حاد بالدورة الدموية.”
وقال “أحمد عزت” صديق المتوفى، إن محمد كان أصيب وشقيقه الأصغر يوسف في حادث مروري في يونيو الماضي ما أسفر عن إصابة الأول بخلع في الركبة وقطع في الرباط الصليبي، وأصيب الثاني بكسور، موضحا أنه جرى تقديم الرعاية اللازمة للأخ الأصغر بعد نقله إلى إحدى مستشفيات الدولة بصفته مجند، فيما اضطر الشقيق الأكبر – الضحية- لطلب الرعاية من إحدى المستشفيات الخاصة.
وأضاف عزت في تصريح لـه”دخل محمد يوم 3 يوليو مستشفى خاص في منطقة كفر عبده شرقي الإسكندرية لإجراء جراحة الرباط الصليبي بالركبة والتي لا تصنف بالخطرة، نظير مبلغ 22 ألف جنيه.”
آخر صورة للذكرى
واستكمل حديثه قائلا: “كان في كامل نشاطه رغم إصابته لدرجة أنه التقط لنفسه وأحد أصدقائه بعض الصور التذكارية قبل لحظات من دخول غرفة العمليات، وكان متواصلا أيضا مع أقاربه وأصدقائه من خلال حسابه الشخصي على موقع فيسبوك.”
وتابع “قبل دخول محمد غرفة العمليات لاحظت شقيقته أن درجة حرارته مرتفعة وأخطرت الفريق الطبي قلقا على صحته والذي أكدوا لها بدورهم أن حرارته تسمح بالجراحة، وبعد دخوله العمليات علمنا أن طبيب التخدير أعطاه بنج نصفى وبعدها أعطاه بنج كلي وبعدها بساعات أخطرونا أنه مات نتيجة جلطة بالرئة”.
الرواية أكدتها الشيماء محمود شقيقة المتوفى، وتابعت: بعد 5 ساعات من الجراحة توجهنا للأطباء للاطمئنان عليه نظرا لاستغراقها مدة أطول من المحددة ولكن لم نحصل على رد، وطلبت رؤيته ولكنهم منعوني ومع إصراري تمكنت من الوصول ووجدته جثة هامدة وجسده كان لونه أزرق وبارد كالثلج واتصلت بالأهل والأصدقاء الذين حضروا وأغلقوا الطريق خوفا من هروب الأطباء.”
واتهمت “الشيماء” أحد الأطباء المشاركين في الجراحة بأنه عرض رد المبلغ المدفوع في الجراحة عندما علم بأن الأسرة ستحرر محضرا ضد المستشفى والأطباء، وهو ما عزز من ظنها بإهمال الفريق الطبي أثناء الجراحة، وقابلت العرض بالرفض حتى لا يضيع حق شقيقها.
وقال يوسف محمود شقيق المتوفى، إنهم توجهوا إلى قسم شرطة سيدى جابر لتحرير محضر بالواقعة حمل رقم 8228 لسنة 2018، انتقلت بعدها قوة من الأمن وألقت القبض على الطبيب المعالج فيما لم يتم العثور على طبيب التخدير بعد حضور الأمن.”، مطالبا بمحاسبة كل من أهمل وتسبب في وفاة شقيقة.
النيابة تحيل الجثمان للطب الشرعي
وحصلت المصادر على صورة ضوئية من مذكرة رسمية صادرة عن نيابة سيدي جابر بعرض جثمان المتوفى على مصلحة الطب الشرعي، في القضية رقم 8228 لسنة 2018 إداري سيدي جابر، والتي وثقت رواية أسرة الضحية.
وجاء في نص المذكرة “يخلص وجيز الواقعة فيما هو ثابت بأقوال الشيماء محمود عبدالعزيز بالتحقيقات من قيام الطبيب “م.س.ب” أخصائي جراحة عظام بتشخيص الحالة الصحية وإجراء تدخل جراحي لشقيقها المتوفى محمد محمود عبدالعزيز بسبب إصابته بالرباط الصليبي بالمستشفى على إثر حادث قديم.”
وأضاف “وفي صباح يوم 3 يوليو تم إجراء العملية بعد تجهيز المريض وتخديره بمعرفة طبيب التخدير “ع.ش” وقبل دخول غرفة العمليات تبين ارتفاع حرارة المجني عليه، وبسؤال طاقم التمريض عن إمكانية إجراء العملية على هذا النحو قرروا إيجابا، وعقب إجراء العملية التي استغرقت ساعتين تقريبا تبين وفاة المجني عليه بادعاء الطبيب بوجود جلطة مفاجئة بالرئة تسببت في هبوط حاد في الدورة الدموية، واتهمت شقيقة المجني عليه الأطباء المذكورين بالإهمال الطبي الجسيم ما أدى إلى وفاته.”
أقوال الطبيب المتهم
ووفقا لما ورد بنص مذكرة الإحالة إلى الطب الشرعي جاءت أقوال الطبيب المتهم بأنه تدخل جراحيا وفقا للأصول الطبية المتعارف عليها حيث شخص حالته بقطع برباط الأنثي بالركبة اليسرى وقطع بالرباط الصليبي الأمامي بذات الركبة، وفي يوم العملية تم تجهيز المريض بمعرفة الاستشاري “ع.ش” وتبين أن درجة حرارته 37,5، والتي لا تحول دون إجراء العملية.”
وأضاف الطبيب المتهم في أقواله أنه عقب الانتهاء من العملية أبلغ المريض عن ما تم إجرائه وكيفية المتابعة والعلاج حيث كان مخدرا بشكل نصفي، وخرج الطبيب لإخبار مرافقيه بذلك إلا أنه فوجئ عقب خروجه بفترة قصيرة بحركة سريعة في غرفة العمليات، وتبين وقتها أن المريض يعاني من ضيق في التنفس، بينما كان يقوم طبيب التخدير بعمل إنعاش رئوي، وتم نقله إلى العناية المركزة وتوفي، فيما يرجح أن يكون سبب الوفاة جلطة رئوية حادة أدت إلى توقف عضلة القلب.
العملية موثقة بتسجيل مصور
وأُرفق بمذكرة النيابة المرسلة إلى الطب الشرعي أرفق بها التحاليل الطبية التي أجريت للمتوفى قبل إجراء العملية بالإضافة إلى أسطوانة مدمجة مسجل عليها تصوير العملية الجراحية وتقرير طبي محرر من الطبيب الذي أدلى بأقواله عن حالة المريض باللغتين العربية والإنجليزية والأرقام المسلسلة للمسامير المستخدمة في الجراحة.