بقلم : أمينة سليمان
اننا لا نرمي الى اعتبار التاريخ هو تاريخ صراع بين الرجل والمراة .بين جسد ذكوري واخر انوثي .انما كان سعينا ولا يزال هو توضيح هذه العلاقة .وكيف شوهت .
ففي القمة توجد سلطة ادبية وقانونية وتشريعية وقضائية .
بوسعنا اعتبارها تحمل علامة فارقة (الذكورية )تماما على اكثر من صعيد .ومدفوعا بها دينيا حتى ذاك الذي يبدو نصيرا للمراة كون العلاقة هنا لاتتجدد ولاتحسم بمواقف محددة قليلة الفاعلية .
لان هناك ارثا متراكما بفعل فعله حتى في اللاوعي الجماعي .يجعل العلاقة قائمة بين تابع “المراة”والمتبوع”الرجل” ومثل هذه العلاقة او الممارسة تهمش دور المراة في اعتبارها جسدا خدميا
يسخر لصالح الرجل بدءا بحواء التي تسند اليها الخطيئة الاصلية وانتهاءا بعارضة الازياء وملكات الجمال التي تقدم بوصفها سلعة تثير الرجل رغبيا .ومن هذا فان موضوع الحجاب الذي يغلق الجسد الانثوي .
يؤكد على حرمية الجسد وضرورة مراقبته ذاتيا .
وفكرة الحجاب اختراع رجولي (الاصح ذكوري) لتاكيد تهمة المراة “باعتبارها ضلعا اعوج” ولكي يؤكد باستمرار على شهوانية الجسد الانثوي وهي في اصلها محورة .
اي تصورها الرجل باعتبارها الجسد (عورة) واذا نظرنا اليه من منظور اشتهائي .وموضع الغواية فيه مايوحي اليه من وراء الحجاب .او مايظهر على شقوق الرداء .اي ان مايفتن هو ماينفرج .
فالرغبة في التعرية هي في حقيقتها تشوق الى مشاهدة فتحات وشقوق وملئه فتصور كهذا يوضح لنا ان صاحبه ينزل الجسد الانثوي الى مستوى مستوى شقوق ورغيات وشهوات وهو لايعبر الا عن الجسد الفتان والمنفعل في ذاكرته ولاوعيه وهو نتاج موقف تاريخي واجتماعي مشوه .
انطلاقا من جملة ان مايحجب يكون مثيرا اكثر .ثمة نقطة يمكن ان توضح لنا ان العقل هو من يجعل الجسد مجرد لذة او كيان .لقد وجدت شعوب ولاتزال موجودة تعيش هنا وهناك في امريكا وافريقيا باجساد عارية وعل حالة كهذه تتناسب وحالة الطبيعة المحيطة .
اي ان الانسان هنا يعيش بجسده وليس هناك مايخفيه وثقافته ظاهرة وعلنية في سلوكه الخارجي اما المجتمعات التي تتدعي التحضر والمدنية فهي تعيش باجساد مغطى حسب ثقافتها .وما يلفت النظر ان المجتمعات المحافظة او الموسومة بالتخلف .هي الاكثر استعدادا للتفاعل مع المثيرات الجسدية .
فالجسد في مجتمع محافظ هو ذات بعد واحد حيث الغرائز لا تعرف الشبع ولاتروى .لهذا تظل في العمق تمارس تخريبا فيه والجسد المشبع غريزيا هو المتوازن اما الذي يقمع غرائزه فما اشبهه بمستودع بارود قيد الانفجار .
ان مجتمع الاجساد المكبوتة هو مجتمع اللافعل .مجتمع انعدام التوازن الاجتماعي .خاصة بالنسبة للمراة التي يغلف جسدها باكثر من حجاب مادي ومعنوي ومرئي ولا مرئي .بتاثير مرجعيات محافظة يكون اصحابها الاكثر استعدادا لامتلاك الجسد الانثوي واعتباره
مسرح لذائذ في الوقت الذي نجد فيه مجتمعات اخرى متحررة من المحرمات الجسدية والتفاوت بين الجنسين .تعتبر الجسد حقيقة موضوعية .
فتعطيه المجال الكافي لتصريف طبيعته ورغباته ولهذا يكون ابداعها بالمقابل .الابداع الذي لا يقوم فقط علىمسرح التحرر من الضوابط الجنسية بل على جميع المستويات فكريا وعلميا وحضاريا