بقلم رامى كامل
عندما كان المسيح فى الهيكل نظر الى عطايا الناس لبيت الرب فرأى ارملة فقيرة تعطى من عوزها فلسين “اصغر عملة فى المجتمع” وهو رقم ضئيل جدا ” خمسون قرش بمعايير زمننا” فنظر الى تلاميذه
وقال انها أعظم من قدم اليوم لأنها أعطت من عوز اعطت وهى لا تملك اعطت
وهى تعلم أنه لا مفر من الحاجة أعطت بكل ثقة أن الذى ارسل الفلسين سيرسل فلسين اخرين.
عاش اخويا و صديقى وجيه ابن عم حلمى يعقوب حياة العطاء التى كتب عنها كتير من اللى قربوا منه
واللى مقدرش اكتب عن افعال بعينها شوفتها وعاينتها و عشتها معه كان بيصرف فيها اكتر من 70%
من راتبه على عمل الرحمة وهو مبتسم و متألم أنه لا يملك أكثر ليصرف أكثر.
شوفت ازاى وجيه كان رحيم بالضعفاء سواء بشر أو حيوانات
وكيف كان هو بيأكل أكل فى منتهى البساطة ويأتى لهم بعلاج ثمنه مرتفع .
اليوم أتكلم عن أشياء محددة فى الساعات الأخيرة حصلت و كله عايز يعرف ماذا حدث .
اتصل بي Mina Karas وأنا فى وسط البلد وقالى يا رامى الحق روح البيت عند وجيه يعقوب
لانهم لقوه واقع فى الشقة , قولتله يعنى ايه واقع ؟ اتعور يعنى ؟ قالى مش عارف بس انت روح
اسبقنى علشان انا لسه فى المترو.
سيبت اللى فى ايدى و اقرب تاكسى وفى السكة كلمته تانى بقوله طمنى وجيه ماله ؟
قالى وجيه مات , قولتله مش هنهرج يا عم انت انا مش فايق للكلام ده .
قالى كلم Ojiy Saad و ايمن هما اللى عرفوا.
لحد اللحظة دى انا مش مصدق اى شئ وكل اللى فى دماغى ان وجيه يعقوب
قرر يجيبنا على ملى وشنا علشان بقاله شوية مشفناس
اتصلت على تليفون وجيه لقيته مقفول بدأت اقلق و بدأ احساس أن وجيه يعقوب
سافر السماء خلاص يتملكنى
و مش عايز التاكسى يوصل ومش عايز أتاكد من اى شئ و نفسى أفضل قاعد فى الشارع
بعيد عن الموقف لأول مرة فى حياتى ادخل فى حالة الانكار و رافض أنى أصدق بس لقيت نفسى
بندفع للبيت وكلمت Wael Kamal اللى قدر يسبقنى على بيت وجيه .
من ناصية الشارع لبيت وجيه فى اقل من دقيقة دخلت لقيت الكل بيبكى وهنا لازم اتماسك
وكل الرجالة بصوا لبعض و فهمنا من النظرة ان دى لحظة مسئولية تجاه إنسان عاش بيخدم الجميع.
أول شئ دخلت اشوف وجيه لقيته كعادته نائم على سريره فى حجرته على جنبه وحاطط ايده على دماغه
والدم متجلط لأن له فترة طويلة ميت بس اد ايه مكنتش لسه قادر احدد نفس الكلام قاله الطبيب الذى يقطن
أعلى شقة وجية يعقوب واكد ان الوفاة حصلت من مدة لأن الدم بدأ يتجمع على مخارج الجسم
“الانف و الاذن و الفم” و بدأ يتجلط فى جانب الظهر بفعل الجاذبية ما بعد الموت
وكل اللى عاش ظروف مشابهة عارف اللى بقوله كويس.
هل فى شبهة جنائية ؟ ده سؤال كان لازم كلنا نجاوب عليه لما اوجى وايمن شكوا فى الأمر وجم لوجيه البيت
كان كل شئ متقفل زى ما وجيه متعود يقفل فاضطروا يدخلوا من شباك المنور
ولقوا وجيه نايم زى ما شرحتلكم لابس الشورت ومشغل التكييف وقافل باب حجرته ونائم .
وجيه عنده 3 كاميرات مراقبة ساعدوا كتير أهالى الشارع فى كشف سرقات و حتى سكان البيت بيكونوا
مطمئنين بسبب كاميرات وجيه يعقوب فعملنا تفريغ للكاميرات لرصد اخر تحركات لوجيه
كان اخر شئ عمله وجيه هو المعتاد يعمله كل يوم انه بعد ما خرج الكلاب و القطط اللى متعودة تزور الشقة
وساب القطط اللى محتاجة علاج و اسعافات جوه الشقة حط أكل تحت السلم فى المدخل للى عايز يأكل فيهم
وحط باسكت الزبالة قدام الباب و دخل وقفل الباب الكلام ده يوم 1 يوليو الساعة 10 و 32 دقيقة و 57 ثانية صباحا
ووجيه معروف أنه بيسهر طول الليل وينام بالنهار وهذه كانت أخر مشاهد لوجيه يعقوب على الكاميرا
وبعد كده لحد حضور اوجى و ايمن مفيش اى شئ على الكاميرات
احنا كلنا كنا عند وجيه يوم 2 يوليو الساعة 7 مساء يعنى كده نقدر نقول ان تم اكتشاف جثة وجيه
بعد مرور 33 ساعة تقريبا من الوفاة الرقم ده يقل كام ساعة لكن مش هيقل عن 30 ساعة
وده سبب تجلط الدم وانسحابه تجاه فتحات الجسم و ده كان رأى الطبيب
كان فيه ريحة غريبة تانية فى المكان بعد البحث لقينا 4 قطط صغيرين من اللى كان بيتم اسعافهم
ماتوا بسبب طول المدة بدون الاكل والعلاج.
تم استخراج تصريح الدفن وعمل كافة الاجراءات والدفن يوم 3 يوليو 2018 الساعة 12 ظهرا ليستقر الجسد
فى مدافن دير ابى سيفين بالقاهرة القديمة و الروح فى امجاد السماء حيث لا ظلم و لا اضطهاد ولا ضيقات.
رحل وجيه يعقوب وأخذ معه من الدنيا بفلسين عمل رحمة و بفلسين محبة الأخرين وبفلسين خير و بفلسين سيرة حلوة وبفلسين دعوات بالرحمة من كل اللى عرفوه وقدر وجيه ابن حلمى يعقوب يسرق السماء بفلسين.
بس خليكوا فاكرين انه مكنش يملك اكتر من الفلسين و دفعهم كلهم.