الجمعة , نوفمبر 8 2024

الديانة الزرادشتية في جانبها الديني .

للباحثة السورية/ أمينة سليمان
نشات زرادشت :
كان من حق هذا الحديث ان يلحق بمضمون الصفحات الاولى لبحثنا وان يضاف الى سردنا عن نشات زرادشت وهجرته والجهر بالرسالة التي يحملها الى البشر .لقد كان للباحثيين في ذلك مذاهب واراء شتى ومتباينة ومنها ما نقله الينا الباحث د.ب.مساني في كتابه الزرادشتية الذي نهض بترجمته الدكتور محمد نديم خشفة وقد دونه الباحث باسلوب شعري اذ يقول :”كان بورشاسبا رجلا تقيا .متعلما وعضوا في فرقة المحاربين في (سبيتاما)قريبا من الاسرة الحاكمة في ايران القديمة .وتزوج (دوغدوفا)ابنة احد الاشراف وكانت معروفة بالتقوى وولد لها خمسة اولاد كان زرادشت ثالثهم .
ويتحدث الباحث عن الارهاصات التي سبقت مولد ه: كما حدث لغيره من الانبياء فانه توى عن مهمة سبيتناما زرادشت الدنيوية .معجزات كثيرة .فيروى ان النور الروحاني كان يشع منه وهو جنين في بطن امه .حتى احاطت بها هالةم الضياء .وماتزال هذي الروعة تزداد كلما اقترب موعد ميلاده وحين ولد لم يطلق صرخة بكاء كسائر الولدان .بل ابتسم .وتذكر الماثورات الن الطبيعة ابتهجت لقدوم النبي المنتظر .اما عن بعثه وظهور نبوته والاحوال التي بدات فيها الدعوة الزرادشية يقول الباحث :لقد كان عالما عجيبا ذلك الذي وجد فيه ذرادشت نفسه .فقد عمت الفوضى في تلك الفترة .وغلبت الخرافة العلم والمعرفة .وانولت الالهة الزائفة الرب الحق عن عرشه .
ويعتقد الباحث مساني ان زرادشت في سن الخامية عشرة اعتزل العالم وامضى سنينا في تاملاته الروحانية في البراري الموحشة .وحيدا مع الطبيعة منفردا بافكاره عن سائر الناس الغارقين في سباتهم .يكابد لغز الكون الرهيب ويعالج سر الوجود الفسيح في معبد الطبيعة .الى ان تجلى له “فوهو مانو “المجسد لروح الخير (ملاك الوحي )وسمح له بالدخول في رعشة مقدسة .بحضرة اهورا مزدا نفسه “الله” فوقف بين يديه زرادشت خاشعا وتضرع اليه قائلا :مولاي .اقبل علي .ادن مني .ايها العظيم .انت بجلال ذاتك ابصرك .يا روح العدل والصلاح .لسوف اشد باسمك حتى يتجاوز الارض التي يسكنها قومي .انشر اوامرك علينا .وبذلك تمت قبول الدعوة .

وبعدها عاد الى بيت اسرته تغمره الغبطة لاعداد رسالته ونشر هذي الحقيقة التي فضله الخالق بها .وعزم ان يضحيبكل شيء في سبيل الرب .واذ ظهر اغتاظ “انجرا مينو” روح الشر وقال يازرادشت المقدس لاتدمر ملكي وتخل عن ديانة الحق تكن لك ثروة مثل ثروة الضحاك ابن فدهاغنا “حين غدا سيد الامم .فابى زرادشت هذا العرض المغري وقال كلا لن اترك دين الحق الذي اعبده ولو فارقت روحي جسدي .وبعد عشرة اعوام من العناء والعذاب هام على وجهه دون ان يلتفت اليه احد وقد خذله الجميع ماعدا ابن عمه (ميدهيونا)الذي دخل في دينه وكان بمثابة القديس يوحنا بالنسبة الى الزرادشتية .فعزم زرادشت على الرحيل باتجاه الشرق الى بكتريان التي يحكمها الملك “فيشتاسبا” تاثر الملك بفحوى رسالة زرادشت واعلن ايمانه بهذا الدين .ثم اعتنقت الملكة هذه العقيدة وبعد خمسين عام في نشر ديانته في اقطار الارض استطاع الوصول الى كل الاصقاع ببذل حياته الغالية في سبيل دعوته وكان له من العمر سبعة وسبعون عاما حين قتل وهو يتعبد في بيت النار .

ملخص نظام الديانة الزرادشتية الحسي والروحي

– لا تقوم الزرادشتية كتعاليم على تقديم القرابين والاضاحي كما غيرها من الديانات الايرانية القديمة ذات الطريقة الارثوذكسية المتزمتة .بل تقوم على مبدء كون الزرادشتي مؤمنا بالله وحده طيب القلب .محبا للخير وداعي له .رافضا للشر ويتعلم المؤمن الزرادشتي الصلاة منذ نعومة اظفره وتكون الصلاة باستقامة وتكون فيها ادعية وانتهالات خاصة .
1.الطهارة :وتتفرع الى شطريين معنوي روحي ويعني الايمان بالله واقامة تعاليمه من ادعية وصلاة .والشطر الاخر يقصد به الطهارة البدنية .واتخذ في ذلك الماء في الوضوء والاغتسال .
2. يؤدي الزرادشي خمس صلوات مكاوبة في اليوم :الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ..ويقف المصلي مسبل اليدين مستقبلا الشمس في الصلاة والوضوء الذي يستغرق غسل الوجه واليدين والقدميين قبل كل صلاة .
3.الزكاة :لايلزم بها الغني الا عند وجود الفقير وعندها تكون فرضا .
4. الصوم :هو محرم في الزرادشتية لانه ينهك الجسد وبضعفه مما لا يخوله اداء العمل .والعمل مقدس لدى الزرادشتي لانه يبني المجتمع ويساهم بازدهاره .
5. للمراة مكانة سامية .لانها تنجب الاجيال التي هي عماد الارض .كما ان لا وجود لتعدد الزوجات في الديانة الزرادشتية
6 .يحرم على المراة الحائض الاقتراب من الاماكن المقدسة ويحرم على الرجل ملامستها وفي ذلك عقوبات مشددة.
7.لا يجوز البكاء على الميت لان الدموع تحول دون عبوره الصراط .
8.الدعوة الى تحصيل العلم فرض ديني وكذلك العمل باختلاف انواعه ونشر السلام والامان في المجتمعات ونبذ الخصومات والحروب والتوصية بالحيوان خيرا .ففي الثالوث الاخلاقي الزرادشتي :الفكر خير . القول خير .العمل خير
9 .تضم السنة الزرادشتية اثنتي عشر شهرا اي 365 يوما تتخللها ستة اعياد وعيد النوروز من اهم هذي الاعياد

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.