الباحث الاثري،والمرشد السياحي
أحمد السنوسى
اتعجب شديد العجب عندما تشكى مثلا مصر وبعضا من الدول العربية في المنطقة التي تسمى بالشرق الأوسط من الانحسار السياحى والتحكم الاوروبى والامريكى بل والاسيوى الان بها لجعل دول الشرق وهم العرب للتسول،وهل عملنا نحن ما يناهض ذلك ليكون القرار في أيدينا نحن وليس تحت رحمة الغرب وامريكا؟؟ هل درستم تاريخ السياحة يا اهل السياحة؟؟ اقراؤا من واقع التاريخ والتخطيط الامريكى بقيادة الصهيونية العالمية وانصارها من الحزب الجمهورى الامريكى.،وهل دخلنا منظومة السياحة غلط من الاصل ولا ايه؟؟ فلننظر الى بدايات تاريخ هذا الموضوع لتعرف الأجيال كيف كانت بداية السياحة وهل من قرار سيادى يخصنا نحن أصلا في اصلاح هذا الامر بدلا من البكاء على كل صغيرة وكبيرة تحدث السياحة والزيارات بين الشعوب 1968:- وبتخطيط اسرائيلى كامل عن طريق الصهيونية العالمية والمجلس الاوروبى اعلن فى خطاب التهنئة لليونان بمناسبة مرور 2500 عاما على الحضارة اليونانية بدعوة المناطق الاوروبية بزيارة بعضها البعض تحت اسم السياحة والتعرف على الحضارات القديمة،وكان ناتج هذا الخطيط الذى فى ظاهره الخير للاقتصاد وفى باطنه السلام بين الشعوب والتاخى:-
1-التعرف الاوروبى على الحضارات القديمة مثل اليونان لزيادة الدخل والاقتصاد اليونانى كخطوة اوروبية خالصة وللتنمية وعدم دخول اليونان المعسكر الشرقى تحت اسم الارثوذكسية وخاصة تلك النبرة الجديدة وعرش التاج المقدس الموجود فى موسكو.
2-اظهار المناطق الحضارية الكبرى فى مصر-سوريا-العراق وكذلك بعضا من مناطق الاتحاد السوفيتى وبذلك يمكن جذب مصر سياحيا والاطمئنان للنوايا الاوروبية الخالصة تحت اسم السياحة والتنمية من العائد الاقتصادى من ذلك.
3-ان هذه السياسة السياحية من شانها محو اى خلافات قديمة بين الشعوب وتعود بنفع اقتصادى على البلاد
4-ويمكن عن طريق السياحة لعب دور مخابراتى باسلوب جديد من نوعه وكما فى الفكر الاسرائيلى التخطيطى المتفق عليه من بريطانيا وامريكا.
5-ضرب محاولات التشدد الدينى فى بعضا من المناطق وليس فى المنطقة العربية فقط بل والجانب الاسيوى كذلك
(ملحوظة تاريخية هامة) كانت السياحة في مصر في بداية خطواتها حيث أسست وزارة السياحة في مصر لأول مرة في حكومة على صبرى في مارس عام 1964 تحت وزارة الثقافة حيث عين الدكتور عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء للثقافة والإرشاد القومى ووزيرا للسياحة والاثار.ولكن لم يكن هناك اهتماما فعليا بموضوع السياحة نظرا لظروف مصر آنذاك،وهكذا ظهر مصطلح السياحة على خريطة مصر من ناحية الوزارة فقط كاسم وليس لتسويق مصر كمقصد سياحى للعالم،وخاصة ان الأغلبية من السياح الأثرياء من امريكا والغرب الاوروبى وكلاهما بتكرههم مصر والاعلام المصرى،اما عن المعسكر الشرقى فهم فقراء وليس لديهم الدخل الكبير لعمل السياحة ولا حتى الروس انفسهم.تلك الوزارة التي منذ انشاءها شهدت العديد من القرارات الإدارية فقط ولم تشهد قرارات فعلية من اجل الاقتصاد القومى.
** و بقرار جمهورى من الرئيس عبد الناصر تم صدور قرار باستقلالية وزارة السياحة في نوفمبر عام 1966 وعين امين شاكر وزيرا للسياحة فقط دون الاثار.ثم تعاقبت عليها قرارات إدارية جمة وليس بينها اى قرار ينظر الى السياحة باعتبارها اقتصادا قوميا ولم تتنبه مصر لذلك على الاطلاق وخاصة بعدما حدث من هزيمة كبرى في يونية عام 1967.وفى عام 1969 اثناء النكسة قرر الرئيس عبد الناصر تعين السفير محمد عوض القوني وزيراً للسياحة لمواجهة ظاهرة السياحة الإسرائيلية في سيناء ولكن لم تفعل هذه الوزارة شيئا ولا حتى تخطيط علمى لسياحة المستقبل.
** ولكن الرئيس الراحل أنور السادات رغب في دخول عالم وعلم في السياحة لتنوير المجتمع ولذلك صدر القرار الجمهورى في عام 1975 بانشاء اول جامعة متخصصة (كلية السياحة والفنادق – جامعة حلون) وتكون متخصصة في المجال السياحى كاملا (فنادق- سياحة- ارشاد) وكانت الأولى من نوعها على مستوى الشرق الاوسط وافريقيا واسيا وامريكا اللاتينية. ثم في عام1977 اعلن الرئيس الراحل أنور السادات رسميا ان السياحة كاقتصاد قومى وتبادل زيارات الشعوب والبعد عن الكراهية والتعرف على ثقافة الاخرين.وتم تعين المهندس (محب رمزى استينو) وزيرا للسياحة والطيران المدنى،وانتم الاعلم بباقى مواضيع السياحة منذ ذلك الحين وحتى الان،ونعود الى موضوعنا الاساسى وسياحة سيناء،وخاصة السياحة في سيناء في عام 1968 وبتخطيط اسرائيلى كامل،كاول مخطط من نوعه وخاصة انها الان تحت الاحتلال الاسرائيلى والتحكم الكامل في السياحة المصرية ومستقبلا.
وفى ذلك مقال اخر في العدد القادم،ولو سمحتم وكما يقول مثلنا الشعبى (إن كنتم نسيتوا اللي جرى،هاتوا الدفاتر تنقرا) لما التهليل الان والبكاء والنواح على الانحصار السياحى وكذلك مشاكل الشرق الأوسط الان وما به من حروب بل وتخوف عالمى من الإرهاب في مصر والشرق الأوسط..
والسؤال من السبب في كل ذلك؟؟ امازلنا وبعد كل ذلك نعلق اخطائنا دائما على شماعة الغير..
والى لقاء مع المقال القادم تكمله باذن الله