بقلم : أيمن الشافعى
سبق و عرفت مفهومى لعلم التمثيل الذى لم ادرسه ، وتحدثت عنه بفطرة المشاهد الهوليودى وقلت انه علم محاكاة الواقع , وأدواته التى اعرفها
* حركات الوجه والجسم وتسمى لغة الجسد
*التحكم فى النفس ومخارج الكلام
*الحركه او التعبير الحركى …
الحقيقه لم أكن أعرف مسبقا الرهيب صبرى فواز إذ بحكم أسفارى الاعوام المنصرمه لم يسعدنى الحظ ان اتعرف الى هذا الفنان الراقى الى حد اليقين .
كنا نتعاطف جميعا مع الفنان صاحب الدور الاول فى العمل ، الا انه من حسن حظنا ان يخرج لنا ( رحيم ) مخرج واع دارس ، متعمق فى شخوص عمله ، فجعل الادوار كمباراة إبداع وحلقة سباق لفرسان غايه فى الاحتراف
منذ اول دقيقه جذبنى دور عماد وانا المتفرج الذى يهتم بتفاصيل العمل ولا يتحيز ابدا الا لابداع
ولا اكذب اذا ما قلت بأن هذا الدور بالذات وهذا الفنان تحديدا لم يكن اداؤه تصاعديا ، على وتيرة الاعمال الفنيه فى المحروسه منذ وعيت فنونها
بل بدأ من القمه ، من اول لحظه فى رحيم حتى المشهد الاخير ، كرائد فضاء ساهم فى تطوير الانسانيه منذ دراسته صعودا الى الكواكب الأخر ،، بدأ العملاق صبري فواز دوره بتعابير وادوات تفرد بها عن غيره ، للدرجه التى شعرت فيها انه يخرج لنفسه هذا الدور الى النور وكأن العمل كله كان شخصية
عماد ، او بالأحرى حول دورا لشخصيه موازيه فى المسلسل الى دور محورى بإبداع واسع المدى .
جعل المشاهد يحبس انفاسه ليستمتع برائعة اللوحه التى سيرسمها فى كل حلقه بل كل مشهد يشارك فيه ، لوحات بألوان شديدة التركيز والجاذبيه ، بصمات متواتره على مدى عمر المسلسل ، يحفرها بثبات وفتونه وثقة وثقل ممثل مثقف بل واع جدا ومدرك لقيمة الفنون وقائد متحكم لدرجة اليقين بأدواته .
كان دور عماد بين اصابع المبدع صبري فواز كعرائس الماريونيت لكن بتحكم منقطع النظير وكأنه يملك كل أبعاد شخصيته ، ممثل جعل شخصيه مثل عماد قمه من قمم المسلسل فأنسانا نسق الدراما المصريه الذى تعودنا عليه ، شخصيه محوريه ، وادوار ثانويه لتصبح بعد مسلسل رحيم ، عملا فنيا ، وساحة نزال ، الاقوياء فقط هم من يقوون على المواصله
لم تنهار شخصية عماد فى مشهد واحد ، ولم يهبط الآداء مهما كان حجم الظهور فى العمل وقوة المشهد لأن شخصية مبدع مثل صبرى فواز سيطرت على الدور الذى منح له ، فأصبح بآدائه وادواته الشخصيه محتفظا بهاله كبيره فى المسلسل فى اعلى قمته وتربعت على عرشه وقلوب المشاهدين الذين ينبغى على كل منتج ومخرج احترام عقولهم خاصة بعد المفارقه التى جعلها صبرى فواز نهجا منذ دوره فى رحيم
بدا لى منذ الحلقات الاولى فى المسلسل ان هذا الممثل لديه نصيبا كبيرا من الابداع وحظا وفيرا من الثقافه والتفرد للحد الذى جعلنى ابحث عنه على النت لمحاولة فهم من أين أتى بكل هذا الفيض ، فلم تكن ابدا مفاجأه ان اتعرف الى اسمه على انه مخرجا وممثلا ومن هنا فهمت الى حد كبير سر ابداعه فالبتأكيد الممثل والمخرج الموهوب سيقدم فنه فى ابهى صوره لانه واسع المعرفه بالعلم الى جانب حظة الوفير من الابداع
وظف صبرى فواز كل ما يملكه من اجل ابهارنا يوميا بشخصية عماد ، الشكل ، عضلات وجهه ، طريقة الالقاء ، تون الكلام ، يديه ، التفاتته ، همساته ، لمحاته ، ايماءاته ، حركة العينين
ولعلنا عزفنا جميعا معه كمايسترو فى هذا المشهد الهوليودى ( وهو يستمع ويستمتع بصوت حبيبته تعترف للطبيبه بأنها تسببت فى قتل اخت رحيم وزوجها ) ، يعزف لنا بيديه سيمفونيه المتشفى ، الشامت الفاقد للإتزان النفسى ، الذى وجد ضالته بعد عناء عزف بيديه فى الهواء طربا لقوة الدليل ، بينما يعزف حس الفنان فيه على قلوب وعقول المشاهدين ابداعا وتفردا وابهارا !!!
طبقت فى هذا العمل وعلى هذا الدور ( عماد ) وبين يدى المبدع صبرى فواز علم التمثيل الذى عرفتنى عليه فطرتى وحبى للفنون وخبرتى الهوليوديه المتراكمه تراكم وعيى فى الحياه فوجدت ممثلا منسيا لسبب لا اعرفه رغم وفرة الادوات الفنيه عنده وغزارة الموهبه !!
وجدت جود وكرم وزخم المبدعين والابداع بين اهدابه ، وتمنيت الا ينتهى رمضان الذى منحنى بعضا من الوقت والسكينه والتركيز والحظ الذى جعلنى اتعرف على قامة كبيره من قامات الفن والابداع مثل صبرى فواز
تحية اجلال وتقدير للمخرج محمد سلامه على حسن اختياره وللمبدع صبرى فواز على تشريفه للدور المحفور ابداعا فى ذاكرة الدراما المصريه .