كنت طفلا صغيرا ،وبيتنا يفصل بينه وبين الوحدة الصحية بقريتي المريس شارع خاص بعائلتنا ،فقد تبرع ابى الشيخ النوبي منصور بحديقة العائلة التي كانت تحتوي علي اشجار التين والمانجو والنخيل علي مساحة تقترب من نصف الفدان او تزيد وذلك لبناء الوحدة الصحية بالمريس ،ومرت الايام وكان بالمستشفي غفيرا يحب تربية الكلاب الشرسة للحماية ،وكان الكلب بوبو كلبا ارمنتيا لا يمكن وصف شراسته والذي كان ليلا طليقا واحيانا اثناء النهار يقفز من سور المستشفي ويقوم بمطاردة الاطفال او حتى الرجال او من تسول له نفسه من الاقتراب او التصوير !!
وفي ليلة من ليالي امشير ذات الهواء المضطرب وموسم التكاثر للحيوانات والكلاب وبوبو ،يقفز من سور الوحدة الصحية للبحث عن كلبة ليقوم بالتزاوج معها ، اشتعلت الحرب بينه وبين الكلاب الاخرى الذين وصل عددهم الي ١١ كلب وكلبة اشتد النزال لمن يفوز بالكلبة المتمنعة عليهم جميعا ، فغرته قوته وقام بالهجوم علي الكلاب الاخري ، الا انه سقط علي الارض فنهشته الكلاب الاخري
التي غلبت شجاعّة الكلب الارمنت المرعز وزنقوه بشارع ضيق يصل طوله الي ٢٥٠ متر ،فظل يجري عائدا الي المستشفي مثل الفهد المزنوق وهم من ورائه حتي استيفظت القرية علي بوبو
صريعا مزنوقا في سور الحديد معضوضا منهم في مؤخرته
فكانت نهايته المأساوية ،وجدير بالذكر ان بوبو كان قد قام بعض الكثيرين من اطفال القرية في مؤخرتهم ،هكذا تعلمنا في الطفولة
ان الكثرة تغلب الشجاعة ، وان من عض يُعض ولو بعد حين!