كتبت/ أمينة سليمان
الموت في نظر الاكراد هو مرحلة انتقال من حالة الى حالة اخرى من الوجود والحياة ولهذا فان الايزيدية لا تلفظ كلمة الموت بل تقول(Ruja Wiavabo) اي غابت شمسه
والايزيدية في جوهرها وطقوسها وعباداتها بسيطة نسبيا والاله (خودي) هو الاله المطلق عند الايزيدية وهو الله نفسه عند الديانات السماوية .اليهودية والمسيحية والاسلامية .
والملاك المقدس تاووسي ملك هو رئيس الملائكة في الديانة الايزيدية وهو بمرتبة الملاك جبرائيل في الديانة الاسلامية .
أركان الديانة الايزيدية :
1. الصلاة ركن من اركان الديانة وهي صلاة الصبح والظهر وقبل الغروب .
2. الركن الثاني في الديانة الايزيدية هو الصيام(Ruje)
وينقسم الى صومين .
صوم عامة الناس وهو صوم الاله ايزي ويقع في ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس من الأسبوع الأول من شهر كانون الاول شرقي من كل سنة .
أما الصوم الخاصة فهو يتكون من ثمانين يوما ويبدأ نصفها في العشرين من شهر كانون الأول الشرقي والنصف الثاني يبدا في العشرين من شهر تموز الشرقي وهو مقتصر على رجال الدين فقد
عيد سرسال
في يوم الدم الذي يصادف 21 اذار او 24 اذار او يوم الاربعاء الاول من الاسبوع الأول لشهر نيسان الكردي يبدا كبير الكهنة (البابير) بجرح ذراعه ويسيل الدم بغزارة قربانا للاله المنبعث ويليه باقي الكهنة الا ان تغمر الارض بالدماء وما ان يحل المساء حتى تنشق الارض وينبعث الاله الميت وهو دوموزي (تاووس ملك)
وعيد سرسال هو عيد اول نزول للملك الطاهر الى الارض في لاش النورانية ويعرف هذا العيد المبارك بالاربعاء الأحمر كناية عن الدم الذي كان يراق فيه وهو راس السنة الكردية الايزيدية ويكون التحضير له بتامين الاضاحي (خروف) من اجل زبحها وسفك دمها وهو رمز عن التضحية بالدماء البشرية .
وسلق البيض وتلوينه طقس من طقوس هذا العيد والبيض يرمز للحياة التي تكمن في البيضة وستنبعث منها والبيضةترمز لبداية الكون ودورة الحياة نفسها
التصوف في الديانة الايزيدية :
في القرن الحادي عشر الميلادي ظهر الشيخ المتصوف عدي بن مسافر الشامي (شيخادي) في لاش النورانية (الموقع الاكثر قدسية في الديانة الايزيدية وهي بمنزلة مكة المكرمة في الديانة الاسلامية وهو متصوف جليل وصاحب طريقة دينية تدعى الطريقة العدوية .
والواقع ان التصوف والفكر التصوفي كان له تاويلات ومصطلحات ورموز مختلفة كليا عما جاء في الشريعة الاسلامية الرسمية .
وخاصة فيما يتعلق بالاجتهاد واستخراج المعاني الخفية للايات القرانية وعلى هذا الاساس ظهرت مذاهب صوفيا منها :
1.مذهب الحلول (الاتحاد)
القائم على ان الله اصطفى اجساد بشرية وحل فيها بعد ان ازال عنها الصفة البشرية .
وهو اجتهاد لبعض هؤلاء المتصوفين من ايات القران الكريم وخاصة الاية القرانية التي يخاطب فيها الله الملائكة حول ادم (فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )سورة الحجرة الاية 29
2. مذهب التعصب لابليس :
القائم على تحريم اللعن باعتباره سيد الموحدين حسب تفسير المتصوفة لانه رفض ان يسجد لغير الله .
فقد روى ابن ابي الحديد في كتابه نهج البلاغة الجزء الاول صفحة 305 ما يلي :
كان ابو الفتوح احمد بن محمد الغزالي الواعظ .اخو ابي حامد بن محمد الغزالي الفقيه الشافعي .
قاصا لطيفا وواعظا مفوها وهو من خراسان وقد سلك في وعظه مسلكا منكرا لانه تعصب لابليس
ويقول ( أنه سيد الموحدين ) وقال يوما على المنبر :من لم يتعلم التوحيد من ابليس فهو زنديق .
امر ان يسجد لغير سيده فابى .
3. مذهب الفيض :
القائم على ان العالم يفيض عن الله كما يفيض النور عن الشمس .
4.مذهب الخير والشر من الله :
ويقوم على ان الله مصور الخير والشر .فاذا اراد الله خيرا سيكون خيرا واذا اراد شرا سيكون شرا .فالله مصدر الخير والشر والصواب والعقاب .لذا نستطيع القول ان الفكر التصوفي الاسلامي في اغلبه جاء متاثرا بالفكر الميثولوجي واللا هوتي الذي ظهر في كردستان وغرب اسيا .
والشيخ عدي بن مسافر (الشيخادي)وجلال الدين الرومي وعبد القادر الكيلاني وشمس تبريزي وابن العربي ومحمد الغزالي والحلاج بشعاره المعروف (انا الحق) يعتبرون مت لهم رموز الحركة الصوفية المعارضة التي ظهرت في نهاية العصر العباسي وجملة (ما يحوز ان تلفظ كل.مة شيطان لانه اسم الهنا)
هو فكر صوفي بحت والفكرة بمجملها من صنع الشيخادي وليس لها اصل في الديانة الايزيدية قبل الشيخادي واتهام الايزيدية بعبادة الشيطان تهمة باطلة الصقت بهم من اجل تكفيرهم ومن ثم القضاء عليهم وراينا كيف انهالت عليهم المصائب جزاء هذا الاتهام وخاصة في العهد العثماني .
يقول الامير انور معاوية اسماعيل (امير الطائفة الايزيدية في الالمانيا) حول هذه الشبهة ( لقد ذكر البعض بأن الديانة الايزيدية هي عبادة الشيطان او ابليس وحاولوا ربط الطاووس ملك برمز الشيطان وهذا قول لا اساس له من الصحة وخاطىء وكل ادعاء على الطائفة اليزيدية باعتبارهم عبدة الشيطان او ابليس هو مجرد كذب او افتراء.