الأحد , ديسمبر 22 2024

محفوظ مكسيموس يكتب : ( هكذا تكون الأبوة المسيحية & إنجيلنا المعاش )

بعد عودة الطالبة ( أماني مجدي موسي ) المتغيبة أو المختفية حتي وإن كانت ( غير مختطفة ) فهذا ليس بحديثي ولن أتطرق للخوض في تفاصيله لا شكلا ولا موضوعا ولكن سأتحدث في سطور مقتضبة عن أب ببساطة شديدة تمثل بسيده عمليا وضرب مثالا رائعا لإنجيل معاش وطبق بمحبته أعظم الوصايا .

وهو مجدي موسي الأب الذي ظهر وهو يعبر عن فرحة السماء برجوع الخطاة والتي قال عنها الإنجيل ( السماء تفرح بخاطي واحد يتوب أكثر من ٩٩ بارا لا يحتاجون إلي توبة ) 
هذا الأب الذي أثبت عمليا أن الأبوة والمحبة التي طالبنا بها المسيح لم تكن دربا من الخيال أو شيئا مستحيل تنفيذه.

الأب الذي حول العار إلي قمة المجد فقط عندما تشبه بسيده وحمل خروفه الضال بعد عودته علي منكبيه حيث جسد الأب مشهد عودة الإبن الضال ( ولما رآه أبوه تحنن و ركض إليه من بعيد.) ( و حمله علي منكبيه )

الأب الذي جسد الترجمة العملية لكلمات فيلسوف المسيحية في الإنجيل معلمنا بولس عندما قال ( المحبة لا تقبح ) 

الأب الذي صنع ما يعجز عنه أعظم الأطباء النفسيين وعلماء النفس بالحب وفقط بالحب والصفح .

الأب الذي قام بثورة فكرية ضد غياهب الجهل و أنفاق الظلام وبثورته هذة ستتأكد كل ضحية أو مغرر بها وحتي اللاتي ضعفن أمام أبناء بعلزبول أن حضن أبيها ما زال مفتوحا و منكبيه تنتظر حملها مهما خسرت أو أكلت من خرنوب الخنازير و مهما عاصت قدميها وحل الخطية و مهما ذاقت من إغتراب و ضلال ، فهناك أب ترك كل شيء بحثا عنها في الحقول والصحاري و في عقر الأعداء و حتي تخرج من عرين الأسود ليحملها علي منكبيه دون أن يقبحها أو حتي يدينها.

نعم إنجيلنا المعاش يقول ( مياه كثرة لا تستطيع أن تطفئ نار المحبة والسيول لا تغمرها ) بدون فلسفة ولا تفاسير طبق الأب العظيم مجدي موسي تلك الكلمات السهمية التي تبجل الحب وتثبت بشكل قاطع أن المحبة أقوي وأعظم وسيلة حتي للتأديب والتقويم فلولا تأكدت أماني من عظمة حب الوالد لما عادت ثانية. 

وهنا يجب علينا جميعا ( أباء و أمهات ) تسليط الضوء على عظمة ما فعل الأب المحب الذي نظر إليها بمنتهي الصفح وكأنه يكرر ثانية ( ولا أنا أدينك ) .

يجب علينا ان نتعلم من هذا الأب و نقتدي به طارحين عنا عفن الموروثات التي تعادي تعاليمنا السامية وأن نتمسك فقط بتعاليم المخلص الصالح الذي لم يضرب لنا مثل الإبن الضال هباءا ولا إعتباطيا لكن ( كل ما كتب كتب لأجل تعليمه ) 

علموا أولادكم و بناتكم أن مهما أخطأنا فهناك حضن أب عظيم ينتظر عودتنا بلهف متغاضيا عن كبائرنا و فاتح ذراعيه بشغف. عافيا عن أزمنة أكلها الجراد و معد المائدة و العجل المسمن للإحتفال بعودة الضال مرددا ( قد كان ضالا فوجدناه. … قد كان ميتا فعاش اليوم ) 

تحية إجلال و تقدير وإحترام لرجل سيكون نقطة تحول حقيقية في القضاء علي مخطط شيطاني وقح منسوج بأيدي حقيرة تتلاعب بقاصرات سواء بالتغرير بهن بحجة الحب أو الجنس أو خلافه. ( فمن منكم بلا خطية فليرمها بحجر )

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏5‏ أشخاص‏

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.