الأحد , ديسمبر 22 2024

محفوظ مكسيموس يكتب : ( ليه كدة يا مصر )

ملحوظة المقدمة والسؤال الإستنكاري في الخاتمة ما هو إلا سؤال إستنكاري لأن الأقباط أعظم فصيل وطني كما ذكرت بالتفصيل من قبل في مقال آخر .( التنويه لعدم الإصطياد في الماء العاكر )
من المحزن جدا إننا نري صفحات بعض الأقباط متخليين عن وطنيتنا لبلادنا الحبيبة . حيث بعضنا لا يبالي بهزيمة منتخبنا وآخرين منا كانوا فرحين بالهزيمة والأدهي قلة منا كانوا يشجعون فريق البلد المنافس أو الخصم وإحتفلوا بهزيمة منتخبنا ولكن هذا يدفعنا للتساؤل: من المسئول ومن أودي بنا إلي هذا الوضع المحزن المرير .

بإختصار و دون تجميل للصورة الإجابة تتمثل في حكام مصر منذ ١٩٥٢ أي بعد ( كبوة الإنقلاب العسكري ) ف جمال عبدالناصر و رفاقه هم من صنعوا تلك التراكمات التي ظهرت جلية الأن بكل أسي و قهر.

عبد الناصر هو أول من وضع حجر الأساس في بناء الطائفية الدينية في مصر فعندما قام بتأميم الشركات الكبري كان يمتلك ٧٥% منها أقباط وعلي سبيل المثال لا الحصر( إخوان مقار . الأسيوطي . حكيم مرجان ) وعشرات غيرهم ونزعت قوانين الإصلاح الزراعي ملكية آلاف الأفدنة المملوكة لعائلات قبطية مثل عائلات ( دوس . ويصا الخياط. و عائلة إندراوس . عائلة إيليا. عائلة جرجس الخواجة وغيرهم ) وبعد ذلك جعل عبد الناصر العامل الديني هو أساس التوظيف خشية من هيمنة الأقلية علي الوظائف الهامة فبعد أن كان أساتذة الجامعات الأقباط يمثلون ٤٠% في الجامعات المصرية جعلها عبد الناصر وصديقه السادات تصل إلى ٤% ويعتبر عبد الناصر هو أول من فرض مادة ( الدين ) علي كل المراحل الدراسية. وهو أول من أحد الأقباط في وزارات التكنوقراط و منعهم من الوزارات السيادية. ومنع عبد الناصر إذاعة أخبار تخص حرق الكنائس أو الإعتداء على مسيحيين.

ذهب عبد الناصر بعدما وضع نواة الإضطهاد الأساسية ضد الأقباط و جاء رفيقه السادات الأكثر وحشية و تعصب ليصرح بملء الفم ( أنه سيجعل الأقباط ماسحي أحذية ) وبدأ يمارس كل أنواع التهميش والإضطهادات الممنهجة حتي وصل في عهده لأول حادث ذبح كاهن مصري في الشارع في أحداث الزاوية الحمرا وقتل ٨١ قبطيا بحماية الأمن للمتطرفين والإرهاب الذين نهبوا محلات الصاغة المملوكة لعائلات قبطية وقتل وسحل وغيره. وكان السادات هو من أطلق على نفسه رئيس مسلم لدولة مسلمة وكانت خطاباته يغلب عليها الطابع الديني البحت وبعدها أسس جامعة الأزهر والتي لا تقبل المسيحيين بالرغم من تمويلها عن طريق دافعي الضرائب من مسلمين ومسيحيين وبعدها تجرأ السادات علي رمز الكنيسة الأرثوذكسية المتنيح البابا شنودة وقام بنفيه وإعتقل ٨ أساقفة و ٢٤ قسا و٨٥ قبطي و بث السادات سمه في جميع اركان البلاد حيث إنتشرت الجماعات الإسلامية المتطرفة والجهاديين. وبعد قرارات سبتمبر الهوجاء بشهر واحد تم إغتياله علي يد من ترعرعوا علي يديه ( فكيف تمشي ع الجمر ولا تكتوي قدميك ).

وبعدها جاء مبارك بعدما إنتشر وباء الطائفية ربوع مصر من أقصاها إلي أقاصيها ولم يمنع الإضطهاد بل دعمه بجهاز امني فاسد كان كل همه إذلال الأقباط وتركيعهم و خلال ٣٠ عاما عاني الأقباط خلالها معاناة كانت كفيلة بهجرة ٤ مليون قبطي و حوادث طائفية لا حصر لها من حرق كنائس وتفحيرات وتهميش كامل للأقباط وبعدها جاءت ثورة يناير في ٢٠١١ بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية مباشرة وتفائل المصريين وشارك الأقباط كرنفال إزاحة مبارك من الحكم عل وعسي أن تتغير الأحوال ولكن هيهات فدائما تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الأقباط. فقفز المجلس العسكري في مرحلة إنتقالية أذاقوا الأقباط مرارة لا يضاهيها مثيل فلأول مرة يقوم المتطرفين بهدم كنيسة كاملة في وضح النهار ولمدة ٣٦ ساعة مصورة صوت وصورة دون أن يتدخل الأمن بل صنعوا دروعا لحماية الإرهابيين وبعد اطفيح تم حرق كنيسة الماريناب بأسوان وعلي إثرها حدثت مجزرة ماسبيرو والتي قتل فيها الجيش المصري ٢٨ قبطي دهسا بالمدرعات و برصاص جيش البلاد وبعدها إعتلي الإخوان المسلمين كرسي مصر وأذاقوا الأقباط انواعا متعددة من المهانة وبعدها جاء السيسي ليثبت للتاريخ أنه اشد تعصبا وأكثرهم حنقا علي الأقباط ففي فترة قصيرة جدا تضاعفت الأحداث ضد الأقباط وفجرت الكنائس وقتلت أطفال ونساء وذبحت رجال وذبح كاهن في الشارع وكأن التاريخ يعيد نفسه بغباء رئيس توسم فيه الأقباط مخلصا جديدا ولكن هيهات فحبس راهب وذبح كاهن بالعريش وآخر بالمرج وتم تفجير ٣ كنائس في ١٠٠ يوم. فضلا عن تهميش الرئيس للأقباط في المناصب القيادية والوزارية وإقتصرت مشاركتهم بفرد واحد يتيم . و عاني الأقباط في عصر السيسي ما عانوه في ٣٠ سنة بل وأشد قبحا والأن تسألوننا لماذا لم نعد وطنيين بالشكل الذي عاهدتمونا عليه من قبل ؟؟!!! 

#بقاء_الأقباط_معجزة_إلهية_بحتة

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.