بقلم : مأمون الشناوي
سيادة الرئيس ، أما قد وليت علينا لفترة رئاسية ثانية ، فلنقل لك كلمة حق ، لوجه الله والوطن ، لاخيّر فينا إذا لم نقلها ، ولاخيّر فيك إذا لم تستمع إليها ! .
أنت ياسيدى ظللت لأربع سنوات متواصلة ، تصب مئات المليارات على الأسفلت ، وفى الحجر ، طرق طويلة ، وكبارى ، وانفاق ، توطئة لقدوم سيادة المستثمر الذى لم يشرفنا وجهه الكريم حتى اليوم ، بما يساوى تلك الأموال التى كانت كفيلة بنهضة أمة ، لو أنها وجهت إلى بناء الإنسان المصرى ، ذلك الذى هو أهم من الحجر الصلد وأبقى ، مما يجعلنا نقول لسيادتك : كفايه ، نعم كفايه هذا البذخ فى إقامة مشروعات لاتفيد إلا أصحاب الثروات ورؤوس الأموال ورجال الأعمال ، ولاتصب عوائدها إلا فى خزائنهم المتخمة بالمال الحرام ! .
نعم كفاية ياسيدى ، فمن سيقيم فى العاصمة الإدارية الجديدة والتى تبلغ قيمة الشقة فيها عشرة ملايين جنيه ، وهل استفاد المواطن العادى من مشروعات الطاقة وقد زادت أسعارها أضعافا مضاعفة حتى ألهبت ظهره وقسمت وسطه ، وترتب عليها زيادات مسعورة وعشوائية فى كافة السلع الأساسية فى ظل غياب رقابة حقيقية من الدولة ، ناهيك عن لصوص المال العام ، وآخرهم قيادات وزارة الفقراء والمساكين ، وزارة التموين ! .
نعم كفايه ، يا سيادة الرئيس ، ولتلتفت إلى الإنسان ، ولتجعل كل همك فى بنائه ماتبقى لك من سنوات فى الحكم ، تعليم الإنسان ، فمازال التعليم هو همنا الأكبر ، وفضيحتنا وجرستنا ، ومكمن الخطر الداهم علينا ، لديّك ياسيدى حملة دكتوراه لايعرفون الفرق بين « مصطفى كامل » الزعيم الوطنى و « مصطفى كامل » بتاع تسلم الايادي ، وأظنك قد لاحظت كما لاحظ العالم كله جرسة « رئيس البرلمان » وهو الفقيه القانونى ، يتلعثم فى قراءة خطبة مكتوبة يمكن للمعلم « فتحى طنجة » قراءتها بسهولة وهو الذى مازال مسجلا فى كشوف محوّ الأمية ! .
والثقافة ياسيدى ، لا أجد لها مكانا فى تفكيرك ، ولا يوجد مثقف واحد إلى جانبك ، ولم نرك مرة واحدة تجتمع إلى مثقفى الأمة لتستمع إليهم وتناقش قضايا الوطن معهم ، كما لم نرك تفتتح مكتبة عامة ، ولا معرض كتاب ! .
وكفايه يا سيادة الرئيس ، إنحناء لشروط صندوق النقد الدولى ، بزعم الإصلاح الإقتصادي الذى لايدفع فاتورته إلا الغلابة والمحتاجين ، وكأنهم هم وحدهم سكان هذا البلد ، تاركا حرامية الانفتاح فى مأمن من تبعاته ، وهم الذين يتمتعون ب 83 % من دخله القومى ، بينما باقى الشعب لايحصل إلا على 17 % فقط ! .
وكفايه يا سيادة الرئيس على أصحاب المعاشات معاناة سنوات طوال ، حيث ضاعت أموالهم ، وتاهت فى دهاليز الحكومات المتتابعة حتى تفرقت بين القبائل ، وعليّك أن تختم رئاستك وقد استرددت لهم حقهم ، وحنوّت عليهم ، فتنالك بركات دعواتهم ، ورضا قلوبهم ، ويذكرونك بكل خيّر فى محافلهم ! .
كفايه انشغال بالحجر ، ياسيادة الرئيس ، وليشغلك البشر ، كفايه انشغال بالطرق ، ولتهتم بمن يسير على تلك الطرق ، كفايه انشغال بالانفاق ، ولتلتفت إلى عابرى الانفاق ، كفايه جباية ، كفايه ضرب بكرباج الأسعار على ظهر الفقير ، ثم مطالبته بالتحمل والصبر ، ولتكن عادلا فى توزيع الأحمال ، والأثقال ، فقد بلغ السيّل الزبى ، وبلغت الروح الحلقوم ، وبات الرماد يخفى ناره ، ويطمس جمراته ، ويخفى لهيبه ، والإنسان يتألم ، وقد ضاق صدره ، وبح صوته بالشكوى ، ولامجيب ! .
وأخيرا ، كفايه مدتيّن ، وشكر الله سعيّكم ! .