الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
طارق حسان
طارق حسان

العظيم ناصر المفترى عليه حياً وميتاً

طارق حسان 

إذا قام الاحتمال بطل الاستدلال
وهناك فرق بين عمل ضرورى فى العلن فرضته ظروف المشهد الدولى أنذاك وبين سلوك عصابات تعمل فى الخفاء حتى اللحظة .
عشرات المواقع عليها عشرات ومئات ألاف المتابعون نقلت منشور مشبوه يلوى الحقائق فى اِتهام يتجدد وقت الحاجة ولايريد أن ينتهى ويبدو أنه يروق للبعض بل والكثير بأن العظيم ناصر فرط فى المعابد لدول الغرب وغيرها
لحظة من فضلكم

قررت مصر ” قرار على لسان ناصر ” بناء السد العالى ومع القرار أصبحت منطقة النوبة معرضة للغرق وفيها من الأثار والقرى الكثير كان قد غرق بالفعل منذ أكثر من خمسون عاماً مع بناء خزان أسوان وتأثيره على معابد فيلة .

ثروت عكاشة وزير الثقافة أطلق حملة دولية برعاية الدولة المصرية لاِنقاذ أثار النوبة بالتنسيق مع اليونسكو وكانت مهمة شاقة وتكاليف تفوق قدرة الدولة المصرية فى تلك الفترة وعلاقات متوترة مع الغرب لأسباب كثيرة منها العدوان الثلاثى لكن كثير من الدول الغربية تعاطى مع الحملة بالتأييد والدعم لمعرفتها بالقيمة الحضارية للأثار المصرية ومولتها بالأموال والتكنولوجى والخبرات الفنية وصل الأمر لتصميم اِحدى أهم شركات الغرب لشفرات / مناشير خاصة تم تصنيعها للمرة الأولى وبعد منظومة عمل وتفانى شهد بها ولها العالم تمت بالفعل عملية الاِنقاذ بعد أن كان محكوما عليها بالفناء فيما اِعتبرته وشبهته الأوساط المتخصصة بالمعجزة .

نعود بالزمن لمائتى عام تقريبا ومع بدء دولة محمد على التى لم تكن فى بدايتها تهتم بأثارنا وتاريخنا أصلاً تماماً كمن سبقها من الدول أوالخلافة , ولعلى أستشهد باللص الشريف جيوفانى ياتيستا بلزونى فيما ذكره من مهازل لاتعد ولاتحصى أهمها بل أخطرها لوحة بروج دندرة الأشهرة وماسببته فى ترسيخ كتابة تاريخ مزيف للاِنسانية جمعاء ” راجعوا كتاب بلزونى فى مصر “
وأظننا نعرف حجم الموجود والملقى والمبعثر من أثار فى الصحراء شرقاً وغرباً ناهيك عن المكدس فى المخازن حتى وقتنا هذا .
على أية حال

مع تثبيت محمد على لركائز حكم دولته كانت تسمح لبعثات التنقيب الاجنبية بالحصول على جزء كبير يقارب نصف المكتشفات على ان تختار مصر القطع الاقيم و هذا التقليد معمول به في هيئة الاثار المصرية من قديم , و هو ذات التقليد الذى اتبعته وزارة ثروت عكاشة رحمه الله وبالفعل تمت عمليت الاِهداء وتمت عمليات الترميم بصورة رائعة فى بلادهم وعرضها على أروع ماتكون نُظم العرض وتصميمات المتاحف

وكلنا شاهدنا معابد فخمة ومحتويات قيمة من تماثيل وبرديات وجداريات فى الغرب معروضة بطريقة تليق بتاريخ عظيم لحضارة أعظم تعتبر خير سفير ودعاية للسياحة المصرية وأغلبها موثق بطريقة رسمية

هذا عما خرج فى تلك الفترة فى العلن تحت سمع وبصر الشعب المصرية والعالم أجمع لا شبهة فيه لتفريط ولا محل فيه لتوجيه اِتهام باِهمال

لو عدنا لقرنان أو ثلاثة فحتى بدايات القرن السابق كانت المومياوات والقطع تباع علنا فى الجنوب المصرى وما من داعٍ لاِنكار واقع عايشناه جميعاً ولم تكن القوانين تجرم ذلك وكان الوعى الأثرى والتاريخى فى بواكير التكوين .

اِن ماخرج من الأثار المصرية فى الخفاء على يد هذه العصابات يفوق الوصف والاِدراك ناهيك عن جماعات اِعتبرت تاريخنا أصنام وأوثان وحين لاحت لها فرصة الوثوب لحُكم البلاد سمعنا أصوات تدعو لهدمها وأخرى أكثر ” لطفاً ” تقترح تغطيتها بالشمع !!
اِن الأمر صراعات وسياسة باِمتياز يدغدغون فيه مشاعر البسطاء وللأسف العميق هناك بعض من نخبة تدّعى التنوير تسير فى ركابهم

ولا يوجد أى اِحتمال لتفريط واِهمال ناصر أو عكاشة فى أثارنا وتاريخنا بل أنقذوه ودافعوا عنه باِستماتة ولم يفعلوا فعلة صلاح الدين واِبنه العزيز عثمان بتدمير ثمانية عشر هرماً ” راجع المقريزى والبغدادى ”

طبعا ممنوع ذكر اِسم خليفة بسوء ! فهى دولة الخلافة التى يسعون لعودتها منذ تأسيس جماعاتهم المشبوهة ولهم فى أردوغانهم أسوة .
دولة الخلافة وماسبقها الذين نهبوا ودمروا أعظم اِرث اِنسانى ولو أغضبك الكلام القى نظرة على عشرات ومئات ألاف القطع الأثارية التى تملأ معارض ومخازن المتاحف العالمية وليس أشهرها التماثيل العملاقة والمسلات الكبرى التى تزين أشهر الميادين فى العالم
حاسبوا من نهبوا ودمروا فى الخفاء قبل أن تحاسبوا من أهدى على العلن بحكم الضعوط والظروف

اللى ايده فى المية مش زى اللى اِيدة فى النار يا شطار
لو نكشنا وراء من عبثوا بتاريخنا سيطال العار الجميع بلا اِستثناء سوى العظيم الفقير ” ناصر “
خلو الطابق مستور أحسن لكم
دمتم

بتاع الدبش
الواد بلية

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.