- ما أعظمك يا شهر الخير والرحمة ، ما أجملك يا شهر الصدقات ، مهلا يا رمضان ، ساعات ونودع أعظم شهور العام ، وتبكى العيون حزنا لفراق الشهر العظيم وخوفا من ان لا نلقاه فى العام التالى ، تبكى القلوب قبل العيون لفراق شهر الأمن والأمان والخير والبركة ، شهر الصدقات بامتياز ، نسال الله تعالى ألا يحرمنا فضل الصيام والقيام وصالح الأعمال ، نعم انها أياما معدودات ، وقد مرت مرور الكرام ، وسيبقى منها فضائل الأعمال ومنها الصدقة ، فما أعظم الصدقة وما أجمل فضلها وصدق من قال ” ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً “
ما الصدقة ؟
الصدقة في اللغة: الصدقة في الأصل كما يقول اللغويون: هو ما يعطى من المال تطوعاً، وصار في الشريعة ما يعطى من المال بقصد القربة إلى الله تعالى.
الصدقة لها مفهومان: مفهوم عام واسع شامل لكل خير: (تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة) ، فهذا من مفهوم الصدقة العامة الشاملة.
وللصدقة نوع آخر أخص من سابقه، وهي الصدقة الجارية، التي لها أجر بالغ في إزالة الشح والبخل عن الإنسان، وهذا الأثر التربوي هو الذي نحتاج إليه؛ فإن كثيراً من الناس لا يشعر بأنه بخيل، بل يظن نفسه كريماً، لكنه إذا راجع نفسه لن يذكره الشيطان بما أنفق من ماله إلا ما كان في سبيل الله ليستكثره، ومن هنا لا يستشعر أنه بخيل في التعامل مع ربه الكريم الذي أنعم عليه بأنواع النعم، ولطف به بأنواع الألطاف، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة».
والصدقة هي الشكر الذي يؤديه الإنسان إلى ربه اعترافاً بما وهبه من النعم. وأفاض عليه من أفضال. ويكفي ان يلتفت المرء إلى اقرب شيء إليه. ليعرف فضل ربه. ويذكر نعم خالقه. يكفي ان ينظر إلى جسمه، فكل عظمة فيه تؤدي واجبها وتقوم بدورها في بناء جسمه ونظام حياته قال تعالى: {وفي أنفسكم افلا تبصرون).
وقد ذكر علماء الطب ان عظام البدن كثيرة متعددة. وكل قطعة فيها مهما تناهت في الصغر، وان غفل الغافلون عن سرها، وتغاضوا عن حكمتها، لها دور تؤديه. ومهمة تعمل لها. آلات دقيقة في بناء هذا الإنسان وإذا توقفت آلة عن عملها اختل البناء وربما وهن الجلد وانفتر البنيان. وسقط الإنسان سريعاً في معترك الحياة، افلا تستحق هذه النعم الكبرى. والمنن العظمى، ان تذكر فتشكر، وان تعرف فتقدر. {وما بكم من نعمة فمن الله).
ومن ثمرات الصدقة الأخروية انها تكفر الذنوب وتمحو الخطايا. روى الترمذي في سننه عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا كعب بن عجرة: الصلاة برهان، والصوم جنة حصينة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
والصدقة تطفئ غضب المولى (عز وجل) وهي دواء لكل داء وعلاج لكل مرض قال صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة». وهي تزيد الرزق وتمنحها البركة.
وإذا كان الشكر واجباً عليك بالصدقة الدائمة للذي خلقك في أحسن تقويم، وصورك فأحسن صورتك فبالأحرى» وبالأجدر ان تزكي عن الخير الذي ساقه الله اليك والمال الذي رزقك فإذا بلغت نقودك حد النصاب وجب عليك زكاة المال شكراً لله الذي اعطاك وأغناك.
والصدقة إذا أطلقت في الكتاب والسنة فيقصد بها الزكاة المفروضة والنافلة، فقوله صلى الله عليه وسلم: {فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم} وقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة:60] يعني: الزكاة، فهي تشمل هذا وهذا والحمد لله.
وأصل الصدقة مأخوذة من الصدق، ولهذا يلزم المتصدق أن يكون صادقاً، فإن كان كذلك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله يقبل الصدقة بيمينه، ثم يربيها للعبد كما يربي أحدكم فلوه) ، والفلو: هو المهر، فكما أنك تربي فرسك فيكبر على عينك -ولله المثل الأعلى- فإن الله عز وجل يأخذ الصدقة بيمينه فيربيها للعبد حتى تصير كأمثال الجبال! وهناك كثير من العباد يفاجئون بمثل هذه الحسنات التي ما كانوا يتوقعونها، يتصدق بصدقة وهو مخلص فيها ثم نسيها، فيفاجأ هذا الرجل بجبال من الحسنات من أين هذه الجبال؟! إنها من الصدقة التي وضعها يوماً ما في يد مسكينٍ أو فقيرٍ أو معول ونسيها: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل:75] ، في كتابٍ عند الله تبارك وتعالى.
- ومن الحكم والأمثال التى تحدثت عن الصدقة :
- ما نقص مال من صدقة .
- كل معروف صدقة
- الكلمة الطيبة صدقة
- زكاة النعم المعروف
- الصدقة لم تفقر أحداً
- حصنوا أموالكم بالزكاة
- الاستماع إلى الملهوف صدقة .
- استنزلوا الأرزاق بالصدقات .
- صدقة السر تطفئ غضب الله
- اليد العليا خير من اليد السفلى
- الصدقة تدفع البلاء وتطيل العمر .
- خير بيت بيت فيه يتيم يحسن إليه
- لا خير في الصدقة إلا مع حسن النية
- الصدقة كالمظلة تظلك متى ساء الجو
- في مجال الصدقة يجب قفل الفم وفتح القلب
- داووا مرضاكم بالصدقة وردوا نوائب الدهر بالاستغفار
- ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً .
- وأخيرا بادروا بالصدقات فى تلك الساعات المباركة قبل أن يرحل الضيف الكريم ونحن فى ليلة مباركة ، انفقوا عباد الله مما أعطاكم الله ، وكما يقال فى الحكم والأمثال أن الصدقة تدفع البلاء وتطيل العمر ، وتداوى المرضى ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل معروف صدقة ، اللهم أعنا واياكم على فعل الخيرات اللهم آمين .
الى اللقاء مع مثل وحكمة فى يوم من ايام رمضان الخير